غزة .. هذا الجزء الأهم في المعادلة النضالية والثورية الفلسطينية منذ أن كانت الشرارة الأولى ، غزة التي كانت أول من خرج المناضلين والمقاتلين والقادة ، فياسر عرفات وخليل الوزير وصلاح خلف وأبو صبري صيدم وصبحي أبو كرش هذا على مستوى حركة فتح وكثيرون من الأبطال الذين إذا لم نذكرهم بالإسم فإنهم مازالوا أحياء في ذاكرتنا ، غزة التي خرجت أيضاً فتحي الشقاقي ، والشيخ أحمد ياسين ، وغزة التي أشعلت الانتفاضة الشعبية عام 1987م ، وغزة التي احتضنت أول مقاتل فلسطيني عاد إلى أرض الوطن ليرفع علم فلسطين على أول شبر ينسحب منه الإحتلال عام 1994م ، وغزة التي أحبها ياسر عرفات وعشق بحرها وترابها وتمنى دائماً أن يراها بقعة من الجنة لولا أن الأوضاع تتغير بلا أي إرادة للبشر .
غزة ، كانت عنوان الموت الأول والدائم ، وهي المُعضلة التي تقف في وجه إسرائيل ، وهي التي تموت وتُقصف وتُستهدف بشكل أكبر من باقي محافظات الوطن ، وبالتأكيد فإن هذا لا ينفي تضحيات أبنائنا وإخواننا وشرفاء هذا الوطن في ضفتنا الفلسطينية الصامدة . لكن ما جعلنا نُركز على غزة هو ما يحصل اليوم من هبوب لرياح شديدة قد تعصف بغزة ، فالإجراءات الإسرائيلية مستمرة في الحصار والتهديدات اليومية بالموت لغزة ، فمن حصار اقتصادي إلى انقسام إلى أوضاع اجتماعية سيئة إلى بطالة إلى مرضى نفسيين إلى رغبة جيل كامل من الشباب الرحيل لأن المستقبل أصبح قاتماً وغير واضح وصورته مشوشة أمامهم ، هذا الجيل الذي وُلد أثناء الصراع وعاش طفولته خلال انتفاضات مستمرة ولم يرى يوماً بدون معاناة أو مظهر من مظاهر القهر والموت والعذاب . كانت غزة دائماً طمعاً ، فالصراع يجب أن يكون عليها بأشد صوره ، سياسيون يتصارعون على قضايا سياسية أو اختلافات في وجهات النظر فتكون غزة الضحية ، خلافات تنظيمية داخلية يجب أن تدفع غزة ثمنها ، قرارات سريعة ويجب تنفيذها يجب أن تكون غزة التجربة ، إلا في توزيع الخيرات ، فإن غزة لا تكون على الخارطة ، وهذا يشمل القطاع العام والحكومي . الأجواء على ما يبدوا مشحونة ، حتى أن المواطن أصبح بغزة يشعر بوجود شيء مبطن الهدف منه النيل من غزة ، سياسياً وتنظيمياً ووطنياً ، وهذا نابع من بعض الإجراءات التي لا يقوم أحد من المسئولين بتفسيرها ، برغم أن السلطة تبذل جهد مشكور تجاه غزة وتخصص الكثير من الموازنات والرواتب لغزة ، إلا أن المواطن بغزة يشعر بشيء مريب . ما جعل المواطن في غزة وخاصة أبناء فتح يشعرون بذلك ، الخلافات التي تناقلتها بإهتمام وسائل الإعلام بين الرئيس أبو مازن والأخ محمد دحلان ، والتي بالتأكيد كانت بسيطة جداً وكان من الممكن حلها كما يتم حل الكثير من القضايا بعيداً عن الإعلام ، إلا أن استغلال الإعلام لهذا الموضوع والتضخيم المُبرمج لذلك جعل الكادر الفتحاوي يشعر أن هناك شيء ضد غزة . للمواطن الحق في القلق ، ولأبناء فتح الحق في فهم ما يدور ، فغزة كانت ولازالت وستبقى جزءاً مهماً في المعادلة ، وستبقى الحاضنة المهمة للمشروع النضالي الفلسطيني الذي نتطلع لتحقيقه من أجل استكمال بناء الدولة الفلسطينية الواعدة ، في ظل وحدة وطنية حقيقية تعيد غزة إلى حضن الشرعية ضمن شراكة سياسية أساسها العدل والخوف على مصالح الوطن والمواطن. اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
لنفس الكاتب
تاريخ النشر: 2012/4/11
تاريخ النشر: 2012/3/15
تاريخ النشر: 2012/1/10
تاريخ النشر: 2011/10/5
|