مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
غزة .. هذا الجزء الأهم في المعادلة النضالية والثورية الفلسطينية منذ أن كانت الشرارة الأولى ، غزة التي كانت أول من خرج المناضلين والمقاتلين والقادة ، فياسر عرفات وخليل الوزير وصلاح خلف وأبو صبري صيدم وصبحي أبو كرش هذا على مستوى حركة فتح وكثيرون من الأبطال الذين إذا لم نذكرهم بالإسم فإنهم مازالوا أحياء في ذاكرتنا ، غزة التي خرجت أيضاً فتحي الشقاقي ، والشيخ أحمد ياسين ، وغزة التي أشعلت الانتفاضة الشعبية عام 1987م ، وغزة التي احتضنت أول مقاتل فلسطيني عاد إلى أرض الوطن ليرفع علم فلسطين على أول شبر ينسحب منه الإحتلال عام 1994م ، وغزة التي أحبها ياسر عرفات وعشق بحرها وترابها وتمنى دائماً أن يراها بقعة من الجنة لولا أن الأوضاع تتغير بلا أي إرادة للبشر .

غزة ، كانت عنوان الموت الأول والدائم ، وهي المُعضلة التي تقف في وجه إسرائيل ، وهي التي تموت وتُقصف وتُستهدف بشكل أكبر من باقي محافظات الوطن ، وبالتأكيد فإن هذا لا ينفي تضحيات أبنائنا وإخواننا وشرفاء هذا الوطن في ضفتنا الفلسطينية الصامدة .

لكن ما جعلنا نُركز على غزة هو ما يحصل اليوم من هبوب لرياح شديدة قد تعصف بغزة ، فالإجراءات الإسرائيلية مستمرة في الحصار والتهديدات اليومية بالموت لغزة ، فمن حصار اقتصادي إلى انقسام إلى أوضاع اجتماعية سيئة إلى بطالة إلى مرضى نفسيين إلى رغبة جيل كامل من الشباب الرحيل لأن المستقبل أصبح قاتماً وغير واضح وصورته مشوشة أمامهم ، هذا الجيل الذي وُلد أثناء الصراع وعاش طفولته خلال انتفاضات مستمرة ولم يرى يوماً بدون معاناة أو مظهر من مظاهر القهر والموت والعذاب .

كانت غزة دائماً طمعاً ، فالصراع يجب أن يكون عليها بأشد صوره ، سياسيون يتصارعون على قضايا سياسية أو اختلافات في وجهات النظر فتكون غزة الضحية ، خلافات تنظيمية داخلية يجب أن تدفع غزة ثمنها ، قرارات سريعة ويجب تنفيذها يجب أن تكون غزة التجربة ، إلا في توزيع الخيرات ، فإن غزة لا تكون على الخارطة ، وهذا يشمل القطاع العام والحكومي .

الأجواء على ما يبدوا مشحونة ، حتى أن المواطن أصبح بغزة يشعر بوجود شيء مبطن الهدف منه النيل من غزة ، سياسياً وتنظيمياً ووطنياً ، وهذا نابع من بعض الإجراءات التي لا يقوم أحد من المسئولين بتفسيرها ، برغم أن السلطة تبذل جهد مشكور تجاه غزة وتخصص الكثير من الموازنات والرواتب لغزة ، إلا أن المواطن بغزة يشعر بشيء مريب .

ما جعل المواطن في غزة وخاصة أبناء فتح يشعرون بذلك ، الخلافات التي تناقلتها بإهتمام وسائل الإعلام بين الرئيس أبو مازن والأخ محمد دحلان ، والتي بالتأكيد كانت بسيطة جداً وكان من الممكن حلها كما يتم حل الكثير من القضايا بعيداً عن الإعلام ، إلا أن استغلال الإعلام لهذا الموضوع والتضخيم المُبرمج لذلك جعل الكادر الفتحاوي يشعر أن هناك شيء ضد غزة .

للمواطن الحق في القلق ، ولأبناء فتح الحق في فهم ما يدور ، فغزة كانت ولازالت وستبقى جزءاً مهماً في المعادلة ، وستبقى الحاضنة المهمة للمشروع النضالي الفلسطيني الذي نتطلع لتحقيقه من أجل استكمال بناء الدولة الفلسطينية الواعدة ، في ظل وحدة وطنية حقيقية تعيد غزة إلى حضن الشرعية ضمن شراكة سياسية أساسها العدل والخوف على مصالح الوطن والمواطن.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required