مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
المنطقة العربية تصنع أحداث كبيرة وعظيمة سيسجلها التاريخ وتنقلها الأجيال ذلك لأنها جاءت بعد عقود روجت بها الأنظمة خرافات الخوف والسيطرة وصنعت من الطبقة الحاكمة آلهة لا يجوز الاقتراب منها، فقد كادت الشعوب أن تفقد ثقتها بنفسها، وتستلم للفكر المأزوم الذي يكرس لغة المصالح، والواسطة، والمحسوبية، وانعزال الفرد عن المجموع خوفا من البطش المستند لأدوات القوة والسيطرة على لقمة العيش، حتى أصبح بعض المثقفون يصنعون التبعية بأشكال متعددة دون أن يتخذوا دورهم الريادي في صياغة وصناعة عقد اجتماعي يحقق المصلحة المشتركة للشعوب والأنظمة بما يحقق العدالة والتداول السلمي للسلطة في أجواء من الديمقراطية الحقيقية البعيدة عن القشور والشعارات ، إن ما تشهده مصر الآن له تأثير على القضية الفلسطينية وعلى عملية السلام و ملف المصالحة الفلسطينية ، والمعابر التي تربط قطاع غزة بمصر .

بكل تأكيد فقد وضعت المظاهرات المصرية إسرائيل في عدة خيارات تتحسب لها ووتتهيأ لها تمشيا مع سيناريوهات عدة تبدأ في إعادة احتلال غزة وحشد قوات لها على الحدود المصرية وتنتهي بالقيام بإعلان الاستنفار وحالة الحرب لإجبار أمريكا للتدخل لصالحها ، وبلا شك كان مستوى الهواجس والتخوفات سيكون اكبر لو أن انقلابا عسكريا مفاجئا سيطر على الحكم في مصر ، ولهذا فان إسرائيل تقود حملة دبلوماسية وأمنية على هذا الصعيد ، فهي لن تسمح ان يغيب التواجد المصري عن الحدود مع قطاع غزة أو أن يستغل الإرباك الأمني الداخلي على الساحة المصرية لتهريب الأسلحة والصواريخ لقطاع غزة ، وفي موقف يعكس هذه الهواجس وافقت إسرائيل على دخول 800 جندي مصري إلى سيناء بان يدخل ، وفي مرحلة الانتظار هذه ستنشط إسرائيل امنيا داخل الساحة المصرية كخطوة هامة لاستطلاع المعلومات ، والتي يمكن أن تتحول لاحقا إلى ممارسات تربك الوضع الأمني المصري إذا ما رحل النظام واستبدل في نظام اخر له ملاحظات حول السلام مع إسرائيل ، وكانعكاس لمجمل الحالة على الكيان الإسرائيلي بدأ نتنياهو يصرح بعد أن منع وزرائه من التصريحات بأنه مع دعم النظام المصري ، وانه يخشى من سيطرة الإخوان المسلمين، وبدأ يتحول في تصريحاته بان على أي نظام جديد عليه أن يحترم اتفاقية السلام مع إسرائيل.

ان غموض اتجاه الحركة المصرية الحالية وقادتها من اتفاقية السلام مع إسرائيل ، أربك الموقف الأمريكي من الأحداث في بدايتها ،فلم تستخدم ذات اللغة التي استخدمتها في الحالة التونسية ، وعليه فالإدارة الأمريكية لن تغيير لهجتها وبشكل حاسم اتجاه النظام حتى تحصل على ضمانات من بعض القوى المعارضة أو بعض القادة المصريين للحفاظ على اتفاقية السلام والحفاظ على حدود قطاع غزة مع مصر ، ودعم عملية السلام ، وضرورة حصر هذه الحركة الشبابية في إطارها المدني الاجتماعي دون أن تتحول خطاب سياسي شامل من مجمل ما يحصل في المنطقة ختاما إن إبرام صفقات على المستوى الداخلي المصري والعربي والدولي هي التي تطيل الفترة الزمنية لاتخاذ موقف من الغرب وأمريكا نحو ما يجري ،الامر الذي يمد في عمر النظام، والذي سيصبح معزولا بمجرد اتخاذ موقف ضده ، فمصر (أم الدنيا) هي التي تصنع ركائز الدبلوماسية العربية وهي التي تشكل الهاجس الأكبر لإسرائيل إذا ما انهارت عملية السلام وهي من ستغير المشهد العربي بمجمله ، و أمريكا إذا ما فشلت في الحفاظ على مصالحها ومصالح إسرائيل في المنطقة من خلال الساسة القادمون للحكم في مصر ستكون مجبرة على احد أمرين الأول : الدفع في اتجاه الإبقاء على الرئيس المصري حتى نهاية فترته الرئاسية مع تعهد علني بعد ترشيح نفسه والتحول نحو الإصلاح والانفتاح وتشكيل حكومة انتقالية من كافة الأحزاب وإجراء تغييرات دستورية من خلال مجلس الشعب تمهيدا لإجراء انتخابات في موعدها ، والثاني رحيل شخص مبارك والإبقاء على حزبه وبعض شخصيات النظام القديم التي تقتنع بالسلام مع إسرائيل في المشهد السياسي العام وهي بذلك تكون قد حققت مطالب الشعب ،وحافظت على التوازن الذي يحقق مصالحها ، مع كل هذه التحليلات يبقى القول الفصل للشعب المصري فهو صاحب الكلمة في الأيام القليلة القادمة، وفي الشأن الفلسطيني فان غزة وحدودها مع مصر ستظهر عليها إجراءات أمنية وربما عسكرية بناء على نتائج هذه الأيام .

د . حسن نبيل رمضان

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required