مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
بعد ان تنفس المصريون الصعداء في رحيل من طالبوا برحيله، ودفعوا الدماء الزكية من اجل ذلك، وتنفس معهم الشباب العربي في كل مكان، بعد ان اعادت لهم ثورة الشباب المصري روح الامل من جديد، بان الغد قد يكون افضل، وان الصبر على الطغيان والعدوان مهما طال لن يكون الى الابد، وبعد ان هدأت العاصفة بدأت الغيوم بالانقشاع عن سماء زرقتها صافيه..!

بعد كل ذلك عاد المواطن الفلسطيني للحديث عن همومه اليومية وهي كثيرة وصعبة، وهذه المرة عن موظفي القطاع الخاص والذين كأنهم كانوا بحاجة الى خبراء الاحصاء والى مؤشر غلاء المعيشة لتاكيد على صدق حديثهم بان اوضاعهم في انحدار، وانه قريبا لن يجدوا ثمن كيلو الخبز من اجل الاولاد بسبب تآكل رواتبهم بصورة مرعبة في السنوات الاخيرة.

كأن الحكومة لا تعرف ان هناك تآكلا في رواتب الموظفين، وكانت بحاجة الى مؤشر غلاء المعيشة من اجل الاعتراف بان الاوضاع "تعبانه" !! ورغم ذلك فلقد احتكم الطرفان اللذان يجب ان يكونا في جبهة واحدة، من اجل التنمية، ولكن بسبب الاوضاع اصبحوا طرفين في مواجهة غير متكافئة !!

ففي اجتماع عقد مؤخرا مع وزير العمل بحضور مسؤولين في جهاز الاحصاء المركزي والذين عرضوا المؤشرات بخصوص ارتفاع الاسعار، اظهرت ان مجموعة المواد الغذائية والمشروبات المرطبة ارتفعت خلال 2004 الى 2010 بمقدار 44.6%، في حين ان مجموعة النقل والمواصلات ارتفعت بمقدار 27.23% وارتفاع اسعار خدمات السكن بمقدار 20.71%، الامر الذي عزز مطالب النقابات والاتحادات بخصوص اهمية التزام الحكومة بزيادة الرواتب بما يتلائم مع غلاء المعيشة.

بل ان وسائل الاعلام المحلية التي نقلت الخبر بصورة توحى الى تحقيق اكتشاف عظيم او انتصار كبير لصالح العمال الموظفين عندما كتبت "... وكانت اكثر لحظات الارتياح لممثلي الاتحادات والحركة النقابية عندما عرض موظف في الاحصاء الارقام التي تظهر بان ارتفاع الرقم القياسي بنسبة 29% من بداية عام 2005 حتى نهاية عام 2010، في حين ان الحكومة كانت قد زادت رواتب الموظفين بنسبة 10% في الفترة ذاتها الامر الذي يبرر مطالب الاتحادات والنقابات للحكومة بالمزيد من الزيادة لوقف تآكل الرواتب خاصة مع الارتفاع الكبير في الاسعار."

ما علينا

المهم انه حتى بدون الرجوع الى الارقام والمؤشرات الاقتصادية، يمكن لكل من له عينين في راسه ان يعرف، ان الطبقة الوسطى، وهي طبقة الموظفين آخذه بالتآكل، وان القسم الاكبر منها سوف ينضم قريبا الى الطبقة الفقيرة، بسبب تردى الاوضاع الاقتصادية، رغم ان البنك الدولي المحترم يؤكد ان فلسطين سجلت اعلى نسبة نمو في الاقتصاد!

وهذا يتناقض مع الواقع مع ارتفاع معدل البطالة واتساع هوة الفقر وانعدام العدالة الاجتماعية، الا ان البنك الدولي ولسبب في نفس يعقوب يصرّ على كلامه معتبرا ان اموال المساعدات هي في الغالب مساعدات تحمل طابع ابتزاز سياسي، اكثر منه طابع تنموي هي دليل على النمو ! وهكذا غرق الاقتصاد الفلسطيني في وهم ان هناك نمو كبير مما اشاع حالة من التفاؤل بان الاوضاع تسير وفق ما هو مخطط لها!

ولكن على ارض الواقع، راتب الموظف في تآكل مستمر يصل الى اكثر من 60 % عما كان عليه في نهاية التسعينيات، بسبب الارتفاع في اسعار المواد الاساسية بصورة تفوق قدرة الموظف والعامل على الصود امامها اوحتى مسايرتها ! ناهيك عن تراجع الصناعات وحتى الزراعة تعانى من هجرة الايدي العاملة.

ان هذه الاوضاع كانت دائما علّة للخروج الى الشوراع لتعبير عن الغضب، عن قلة الحيلة، وان الاوضاع وصلت الى مرحلة لا يمكن التعايش معها، ان هذه الاوضاع ان لم يتم معالجتها بصورة حكيمة من قبل اصحاب القرار فانها سوف تنفجر في وجه الجميع..

وللحديث بقية....

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required