مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، وابرزها الفيس بوك، والتي غزت المجتمع الفلسطيني، كغيره من المجتمعات العربية والاجنبية، اضحى عدم مواكبة تلك التقنيات الحديثة نوعأ من الهروب السلبي والتخلف، نظرا لتحوله لاداة فعالة في مختلف جوانب الحياة.

ويعتمد الحديث عن مدى انتشار برامج الاعلام الحديث والشبكات الاجتماعية على المعطيات الاحصائية التي تصدرها المراكز المتخصصة، والتي كان اخرها تقرير كلية دبي للادارة الحكومية حول الاعلام العربي الاجتماعي، والذي اظهر موقعا متقدما لفلسطين في استخدامات الفيس بوك بحيث تسبقه الدول الخليجية ولبنان لاعتبارات معروفة، جلها مستوى المعيشة المرتفع في دول الدول.

ووفقا لاخر الارقام التي قدمها التقرير السابق فان هناك 474,400 فلسطينيا يستخدم الفيس بوك من اصل 4,409,392 عدد السكان اي بنسبة 10,76 بالمائة، وهي نسبة عالية مقارنة بدول عربية اخرى مثل الجزائر التي لا تتعدى النسبة فيها 4 بالمائة ،ومصر 5,5 بالمائة والعراق 1,26 وليبيا 4 بالمائة والمغرب 7,55 بالمائة وسوريا واحد بالمائة.

واللافت في الارقام المقدمة أن هناك فرقا لافتا في استخدامات الفيس بوك بين الجنسين في فلسطين، حيث تبلغ نسبة الذكور في فلسطين 62 بالمائة ونسبة الاناث 38 بالمائة، وهي نسبة متوسطة بين الدول العربية، باستنثاء اربع دول تقترب نسبة الجنسين من بعضهما البعض، مع زيادة بسيطة للذكور: وهي تونس والاردن ولبنان والبحرين.

انطلاقا من الارضية السابقة فانه ينبغي على الافراد والشرائح المختلفة في الشارع الفلسطيني النظر للفيس بوك من منطلقات منفتحة، تستند على أن هذا جزء من التطور الحديث في ادوات ووسائل الاتصال والتواصل، بعيدا عن نظرة التحريم والتجريم التي وقع فيها البعض، وسارع مؤخرا بشتى السبل التنصل من مواقف سجلت عليه.

لا شك أن اي اداة بالامكان استخداما سلبا او ايجابا، وهنا ينبغي دوما تعزيز الجوانب الايجابية في المجتمعات، سعيا لتحقيق فوائد ومساهمات تلعب ادوارا في عملية البناء والتطور، يمارس فيها الجميع مهمات حسب مقدرته ومعرفته، مما يور جهودا ومقدرات، تقود بالنهاية الى مجتمع خلاق.

ان الصداقات والعلاقات الناشئة من الشبكات الاجتماعية وعلى رأسها الفيس بوك، ستؤسس اجواء ملائمة للعمل الجماعي في مختلف مناحي الحياة، وتلعب ادوارا في تبني القضايا المجتمعية والمشاكل التي تعد الاكثر سخونة في اهتمامات الاجيال الشابة الاكثر استخداما للشبكات: ومنها البطالة وغلاء المهور والاقساط الجامعية وحرية الرأي والتعبير وغيرها.

صحيح أن الشأن السياسي غالب على الاهتمامات الفلسطينية في ظل استمرار الاحتلال الاسرائيلي منذ اكثر من ستة عقود، وتكرس الانقسام الفلسطيني الداخلي، وهذا انعكس على مستخدمي الفيس بوك كثيرا، ولا يعد ذلك سلبا بكل المقاييس، لكنه ينبغي ان لا يكون عائقا امام توجهات اخرى مجتمعية مهمة، مطلوب اقحامها ومعالجتها والتطرق اليها.

هناك أهمية كبرى للاستفادة من تجارب المجتمعات الاخرى في استخدام الفيس بوك وغيره من انواع الشبكات الاجتماعية، خاصة أن الوقت الحاضر يشهد مساهمات جلية في المجال السياسي كما جرى في تونس ومصر، ولكن التقليد المقيت غير مرغوب به بسبب ظروف وبيئة كل مجتمع .

ان استخدام الفيس بوك في التعليم يعد في دول متحضرة اسلوبا رائدا وحقق نجاحات كبيرة، مما اغرى الكثير من الباحثين والدارسين الى البدء بدراسة ذلك اكاديميا في سبيل الحصول على مخرجات لهذا الواقع الجديد، ومعرفة تأثيراته الحالية والمستقبلية والعمل على تطوير الاداء، ووضع النقاط على الحروف لمساهمات ادوات ووسائل الاتصال الحديثة.

كما ينبغي الوقوف على استخدامات الفيس بوك في الارشاد والتوعية والتوجيه الديني، وبخاصة نحو جيل الشباب الاكثر تأثرا بالموضة والانفتاح على الاخرين، ما يعزز وسائل حماية الناشئ من الهبوط والانحدار بعيدا عن قيم ومبادى مجتمعه، التي تعد الحصن الرصين في وجه محاولات التخريب والتدمير.

على صناع القرار تشجيع الناشئة على سبل غور تلك الاشكال والبرامج والعمل على تطوير برامج ابداعية محلية، تساهم في تحقيق الاهداف النبيلة بعيدا عن المؤثرات الخارجية، مما ينمي جوانب الابداع والتطور العلمي ويعمل على نقل المجتمع نقلات نوعية تضاهي المجتمعات المتحضرة، ويبعد عنها شبح التأخر والتخلف.

والاشارة الاخيرة، لمن يملك القرار بان يبتعد اطلاقا عن التفكير بالمنع او القطع لخدمة الانترنت والشبكات الاجتماعية، تحت ذريعة الحماية والخوف من الخارج، لان الواقع الحالي قادر عن تجاوز ذلك بكل السبل، بعدما اضحى العالم كله ليس قرية صغيرة، بل اصغر من ذلك، وقد لا يتعدى كفة اليد الواحدة.

* صحافي وباحث في الإعلام الالكتروني، يقيم في مدينة نابلس. - asdaapress@gmail.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required