مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
صدمت ومعي كثيرون هنا- على الأقل- في مدينتنا المقدسة- وأنا أطالع في الصحف المحلية تقريرا حول مؤتمر أبو ديس الأخير "القدس عاصمة العشائر العربية".. صدمة انتابني معها شعور بالفضيحة والعار..!!

لا أدري من هي الجهة التي تقف خلف هذا المؤتمر الذي نزل بالقدس إلى الدرك الأسفل:فبعد أن كنا بالأمس القريب نحتفل بالقدس عاصمة للثقافة العربية ها نحن اليوم ننزل فيها سابع أرضين تحت مسمى غريب يعيدنا إلى حكم القبائل والعشائر. . مع بالغ احترامي لكل من قال عن نفسه أنه وجه لعشيرة أو قبيلة.. ومع تقديري لما تبذله العشائر من جهود إصلاح ورأب للصدع وإصلاح ذات البين في زمن الانحدار والسقوط.. وتحكم "غراب البين" في كل شأن من شؤوننا.

لا أدري لماذا قفزت إلى مخيلتي وأنا أطالع التقرير صورة عميد القادة العرب.. وملك ملوك إفريقيا .. ربما لأن هذا الرجل يحكم بسيف قبيلته .. فهل نحكم في القرن الحادي والعشرين بسلطة العشيرة والقبيلة.. ؟

وهل هذا ما تحتاجه القدس في زمان الثورات ونهضات الشعوب؟ وهل عشائرنا الكريمة باتت بديل الحكم الرشيد الذي ننشده؟ أم أنها تباشير الدولة الموعودة التي نحلم أن تكون وأن يرفرف علمها فوق أسوار القدس وعلى مآذنها وكنائسها؟

عار يا قوم الذي تفعلونه، فالقدس أكبر من كل عشائرها، وأكبر من كل عشائر الوطن العربي الذبيح من المحيط إلى الخليج..

القدس تاريخ يستبيحه الأعداء... وحضارة تطمس..فهل تحمي تاريخها مجالس العشائر؟

القدس إنسان تنهش روحه ويستنزف صموده .. فهل تسعفه تلك المجالس.. ؟

من للقدس بعد، وقد أعادونا إلى عصور الجاهلية؟

من للقدس وقد استبدلت مؤسساتها بحكم العشائر وسطوتها..؟ هل هذا ما يحتاجه المقدسي الذي يهدم منزله بيديه..ويغلق مؤسسته بملء إرادته..أو كرها؟

وهل بمقدور العشائر أن تدفع عن الناس هنا غلواء الدهم اليومي لمساكنهم ومتاجرهم .. وحتى مخادع نومهم...؟

ندرك وتدرك معنا العشائر أيضا أن الحل لا يتعدى تبويس اللحى ..و"صب القهوة يا حميدان".. فهل هذا ما تحتاجه القدس التي ودعت بالأمس القريب احتفالاتها كعاصمة للثقافة العربية؟

التحية لكل أصحاب الشوارب والعباءات.. وبالغ التقدير لكل مجهود بذلتموه لمنع جريمة تقترف.. وقد حقنتم دماء كثيرين...ونافحتم عن مظاليم كثر.. لكن يا سادة ليس هذا فقط ما تحتاجه القدس منكم.. حتى ولو أخذ مؤتمركم طابعا رسميا وتصدرت مقاعده الأولى الرموز من علية القوم...

ليت سلطتنا الوطنية تأتي إلى كلمة سواء بينها وبين شعبها في القدس.. وليت وزراءها يتحسسون ويستشعرون حقيقة معاناة أهلها .. فالمعاناة تتجاوز كل المجالس والهيئات والمرجعيات...

ولرئيس الوزراء المحترم أقول: القدس بحاجة إلى من يمنع انهيار مؤسسة يتهددها الإغلاق.. هل سمعت بجمعية أبواب القدس للفن والتراث ؟ لقد أغلقت الجمعية أبوابها لأنكم حجبتم الدعم عنها؟ ربما لم تسمع وزيرة الثقافة وهي تطلق دعوتها بالأمس لدعم الحراك الثقافي في القدس عن هذه الجمعية؟ ثم ماذا عن أكثر من 30 مؤسسة أغلقها الاحتلال .. وأغلقناها نحن بعد أن جفت موارد الدعم عنها.. ورضيتم أن تغرد القدس خارج الدعم وخارج دائرة التصميد والبقاء.

أما المحترمون من تنفيذية المنظمة ومركزية فتح الذين تصدروا مؤتمر القدس عاصمة العشائر.. فلا زلنا نحسبكم أوفياء لمدينتكم وعاصمة دولة نحلم أن تأتي مع إدراكنا أن الخصم لم يبق لنا من القدس وأرضها ومن الوطن وما تبقى من أراضيه سوى هوامش مزروعة بالجدار وبالحواجز ونقاط التفتيش.. ويهدم كل يوم ما نبني.

مرة أخرى: القدس بعد مؤتمركم حزينة .. فمن يمسح الحزن من عينيها...؟!!!

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required