مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
أكثر من شهر منذ الحادي عشر من آذار الماضي وعورتا تلك القرية الفلسطينية الصغيرة المسجية على الجعبة الجنوبية الشرقية لجبل النار ,نابلس الغالية على كل مواطن فلسطينيين و العاصية على المحتلين لازالت تقف صامدة بقامة مرفوعة ورأس إلى السماء وجسد مازال يقاوم كل أحقاد بني إسرائيل الذين صبوا جام غضبهم على هذه البلدة القروية البسيطة و كأنهم لم يصدقوا أن الفلسطينيين ليسوا هم من قتلوا أطفال يتمار في تلك الليلة, وهذه حقيقة لان الفلسطينيين يعرفوا كيف ومتى يكون النزال وأين يغمد الثائر خنجره و كيف وأين توجه البندقية , وهذا ما حدث بالفعل على مدار تاريخ الثورة الفلسطينية المجيدة التي قادتها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل التي نشأت بعد ذلك , بل أن العكس على هذا فان إسرائيل وجندها و عصاباتها وأعضاء منظماتها الإرهابية هم من يمعنوا في قتل الأطفال ومن يخططوا لقتل الأطفال على طول حلقات الصراع المختلفة بدأ بدير ياسين ومرورا بحرب العام 1967 ومذابح صابرا وشاتيلا ,ومذبحة عيون قارة والانتفاضة الأولى ,والانتفاضة الثانية ومذابح جنين ونابلس وبيت لحم و طولكرم ,فيما كانت إسرائيل تسميها عملية السور الواقي وكذلك الحرب الأخيرة على غزة والقصف اليومي المتواصل على بيوت المدنين القاطنين شرق و شمال غزة وشرق رفح وخانيونس .

إن انتقام الجيش الإسرائيلي من أهالي عورتا فاق أي تصور و أصبحوا كأنهم من يدفعوا الثمن لكل الحقد والإجرام الصهيوني دون تغطية إعلامية حقيقية وكافية للأسف من الإعلام الفلسطيني بشقيه المرئي والمسموع ولا حتى عشرات الفضائيات و وكالات الأنباء المنتشرة بالضفة الغربية وقطاع غزة وكأن عورتا وسكانها قد كتب القدر عليهم مواجهة الاحتلال الصهيوني سرا , لعل الدهشة و التساؤل كان بداخلنا عندما لم نجد مساحات إعلامية كافية سواء على نشرات الإخبار أو المواقع و الجرائد الرسمية أو الفصائلية مع أن حجم الانتهاكات الصهيونية بعورتا وصلت إلى حد جرائم الحرب, فقد طال كل شيء مما يهدد كافة سكان هذه البلدة الصامدة والمتمترسة في جبالها و وديانها و أغوارها , ولعل الحكومة الفلسطينية كانت تتابع منذ اللحظة الأولى لاستهداف هذه البلدة وهذا بات واضحا من تصريحات الأخ غسان الخطيب و التي اظهر فيها أن السلطة والحكومة تجري اتصالات عديدة على المستوي السياسي والإنساني لفضح انتهاكات حقوق الإنسان بعورتا وبالتالي وقف الممارسات الصهيونية المستمرة لأكثر من شهر حتى الآن , إلا أن المتابعة وحدها لا تكفي .

لا اعرف بماذا ينشغل الإعلام الفلسطيني والعربي عن تقارير حية وقصص إنسانية تصلح لان تكون عناوين كبيرة لصحافة مؤثرة على المستوي المحلي والعالمي , أنها قصة عورتا التي لا ينام أهلها بسبب الاقتحامات المتتالية ,ولا يعرف سكانها كيف تسير حياتهم بالنهار لان منع التجول هو السائد عبر أيام عديدة هذا بخلاف الحصار المشدد على كافة مخارج ومداخل القرية , لقد اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني و كلابهم البوليسية قرية عورتا مئات المرات و اعتقلت العديد من أهلها بمن فيهم النساء والأطفال ,فقد ذكر مصدر أن جيش الاحتلال اعتقل أكثر من 500 مواطن من أهل القرية بينهم 200 امرأة و خمسة أطفال لم يتجاوز أعمارهم سبعة عشر عاما , ومن بينهم مواطنين مسنين تجاوزت أعمارهم خمس وسبعين عاما وبينهم أكثر من 17 فتاة لم يتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة عاما , وحسب ما تلقيناه من معلومات من داخل القرية الصابرة أن العديد من الفتيات والشباب كانوا يعتقلوا لأكثر من مرة يتم استجوابهم في مركز اعتقال حوارة القريب ويطلق سراح البعض منهم بعد ساعات , هذا بالإضافة إلى أن قوات جيش الاحتلال قد عاثت فسادا بالقرية مما خلف دمار واسع ببيوت المواطنين وأثاثهم المنزلي والتي تعمد فيها جيش الاحتلال كعادته إلى إتلاف كل ما يحتوي البيت من مواد تموينية كالرز والسكر والزيت و الدقيق وهذا ضاعف من معاناة سكان هذه القرية الصابرة , و كأن إسرائيل ليس أمامها إلا عورتا لتصبح شغلها الشاغل وهدف جيشها الوحيد ليس لشيء و لكن لتلصق تهمة قتل الأطفال في مستوطنة ايتمار لأحد السكان هناك وبالتالي تخفي حقائق الجريمة عبر ممارسات احتلالية حاقدة ,وهنا تدفع عورتا وأهلها الفلسطينيين الطيبين المسالمين ثمن الجريمة التي بالأصل ارتكبها الصهاينة أنفسهم أو دفعوا لأحد من أتباعهم ليفعلوا فعلتهم ليتم في النهاية توسيع ايتمار على حساب ارضي قرية عورتا ويقضم الاستيطان ما تبقي من ارض لأهل عورتا ,بل ومحافظة نابلس بأكملها , وبالرغم من أن هناك بعض الأدلة والشواهد التي وصلت إلى (معا) بأن احد العمال التايلندين قد نفذ الجريمة لأنه على خلاف مع صاحب البيت على مبلغ من المال وذكرت بأنه يقدر ب 10 ألاف شيكل إلا أن الاحتلال مازال مصرا أن الفلسطينيين هم من ارتكب الجريمة...!

إن كانت هذه الحقيقة التي نريد من إعلامنا الوطني أن يجعلها قضية القضايا وأن يعيش أيام الحصار ومنع التجول داخل عورتا و يجري اللقاءات مع من اعتقل وأطلق سراحه من أطفال و نساء وفتيات ومسنات , كما والالتقاء مع أهل المعتقلين ,أمهاتهم ,أخواتهم ,أبنائهم ويوثق بالصور الحية والمباشرة للعالم حجم الجرم الصهيوني الذي يتغاضي عن الفاعل الحقيقي و لحقده الدفين يريد أن يلصق هذا بالفلسطينيين , ليس هذا فقط وإنما الإعلام والفضائيات و المحطات الإذاعية عليهم إجراء التحقيقات الصحفية والمقابلات اليومية من داخل القرية لتقول السنة الصامدين من مزارعين وفلاحين وأصحاب أراضي هناك أن الحقيقة عند الاحتلال و الحقيقة أن أبناء هذه القرية هم ضحية الحقد والاستيطان الصهيوني, و بهذا تكون عورتا ليست خارج التغطية و ليست البلد المنتهك حقه والمتهم بلا دفاع وبلا حقيقة يعرفها الجميع.

Akkad_price@yahoo.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required