مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
سارعت وسائل الاعلام لتلقف الادانات لمقتل خمسة أفراد من عائلة واحدة في مستوطنة "ايتمار" بداية شهر اذار الماضي، والتي جاءت من مختلف اصقاع الارض بما فيها الجانب الفلسطيني الذي سارع الى ادانة هذه العملية، لما حملته من معان مختلفة خاصة قتل الرضيع بعد طعنه بالسكين، حيث باتت وسائل الاعلام تشكك في انسانية الشعب الفلسطيني الذي يجيز قتل الرضّع بأبشع الصور كما وصفتها وسائل الاعلام الاسرائيلية.

وبعيدا عن الخوض في تفاصيل هذه العملية وكيفية تنفيذها أو المبررات إن وجدت لمن اقدم على هذه العملية، فلا بد من التأكيد على الحقيقة الاساسية والوحيدة التي تكشفها العملية والمتمثلة بوجود الاحتلال الاسرائيلي، الذي لا زال جاثما على صدر الشعب الفلسطيني ويمارس بحقه كافة اصناف البطش المختلفة، ولسان حال هذا الاحتلال الوحيد في هذا القرن يقول بانه يتوجب على الشعب الفلسطيني تقبل الاحتلال وعدم مقاومته، ناسيا أو متناسيا القانون البشري الاساسي الذي يرفض الظلم والاضهاد والاحتلال.

ويكفي التذكير هنا بالخطاب الشهير الذي ألقاه عضو الكنيست الاسرائيلي السابق يوسي سريد في الكنيست الاسرائيلية بعد اجتياح الضفة الغربية عام 2002، حين قال بما معناه إنه يخجل من نفسه كون الاحتلال الاسرائيلي ما زال قائما، وانه لا يوجد شعب في العالم وافق على الاحتلال وانما قامت الشعوب بمقاومة الاحتلال، وقد تكون هذه المقاومة عنيفة ودموية وقد تكون سلمية ولكن الاساس في هذا الامر هو الاحتلال.

وهنا تبرز الاشكالية الكبيرة لدى الشعوب المقاومة للاحتلال خاصة انها تمتلك الوسائل البدائية في المقاومة معتمدة على الايمان الراسخ بعدالة قضيتها ومقاومتها للاحتلال، حيث يبرز تناقض واضح بين الحالة الانسانية والاعمال المقاوِمة والتي يستغلها الاحتلال بابشع الصور كما حدث في عملية "ايتمار"، ولكن هل هذه هي حقيقة المقاومة الفلسطينية؟ ولماذا لم تتناول وسائل الاعلام الاسرائيلية الحالة الانسانية لسلوك وتصرف العديد من المقاومين والذين دفعوا حياتهم جراء هذا الموقف؟.

لنعود بالذاكرة لعام 1984 حين اختطف 4 مقاومين حافلة رقم "300" وتوجهوا بها الى الحدود المصرية عبر قطاع غزة، والتي ادت الى مقتل المقاومين الاربعة في عملية اقتحم خلالها الجيش الاسرائيلي الحافلة بالقرب من دير البلح في قطاع غزة، اثنان منهم سقطا اثناء الاقتحام واثنان تم اعدامهما بعد اعتقالهما وبقرار من اجهزة الامن الاسرائيلية.

ليس هذا هو المهم في الامر لانه سبق واقدم الجيش الاسرائيلي على عمليات اعدام بعد الاعتقال، ولكن الاهم هو الموقف الانساني الذي تم تسجيله في هذه العملية، حيث تواجدت زوجة احد عناصر جهاز "الشاباك" الاسرائيلي داخل الحافلة المختطفة وكانت حامل، وبعد مرور وقت فكرت بتقديم خدمة للجيش الاسرائيلي "كما تحدثت بعد العملية للتلفزيون الاسرائيلي"، حيث ادعت انه جاءها المخاض وانها في حالة ولادة، الامر الذي دفع الخاطفين لايقاف الحافلة وانزالها خوفا عليها وعلى الجنين، وسارعت للاتصال بعد ذلك بالامن الاسرائيلي ووضعتهم في صورة تفصيلية لوضع الخاطفين وما هي الاسلحة التي كانت بحوزتهم الامر الذي ساعد على عملية الاقتحام.

ولكن ماذا كانت نتيجة هذا الموقف الانساني من قبل الخاطفين، تكسير جماجمهم وهم احياء كما اعترف احد الجنود لاحدى وسائل الاعلام الاسرائيلية وبأمر من قائد جهاز الشاباك انذاك افراهام شالوم، وكذلك من قبل قائد المنطقة الجنوبية وقتها اسحق مردخاي.

هذه العودة الى الماضي ليست محاولة لتبرير عملية "ايتمار" ولكن للتذكير بأن بطش الاحتلال يحطم الشعور الانساني ويمنع أي امكانية للتعبير عن طبيعتنا كبشر، خاصة انه يجيز قتل الفلسطينيين كما لو كانوا قطيعا من الاغنام.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required