مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
صراع سياسي، واشتباك دبلوماسي يحتدم بين مشروعين سياسيين، الآول يقوم على قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، تقوده السلطة الوطنية الفلسطينية بهدف انتزاع قرار أممي للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، والثاني تقوده حكومة اليمين الاسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو يهدف لعرقلة المشروع الفلسطيني، والالتفاف على الشرعية الدولية بخطط ومناورات زائفة، لا تغني ولا تسمن من جوع، هدفها تكريس الاحتلال معتمدة على النفوذ الصهيوني في العالم بشكل عام وفي الولايات المتحدة بشكل خاص.

وقد اعلنت الولايات المتحدة الامريكية عن رفضها للخطط الفلسطينية للحصول على اعتراف أممي باعلان دوله فلسطينية مستقلة في ايلول/ سبتمبر القادم دون التوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل، وانها تحض الطرفين على البدء مجددا في مفاوضات مباشرة للتوصل الى اتفاق سلام، وقالت صحيفة "نيويورك تايمز " ان الادارة الامريكية تميل الى طرح (مبادرة جديدة)، تعتمد اربعة مبادئ أساسية تدعو اسرائيل للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967 والقدس عاصمة للدولتين مع الحصول على ضمانات أمنية والتخلي عن حق العودة..!!

فهل نحن بحاجة الى مزيد من الخطط والمبادرات، في ظل وجود قرارات أممية وقرارات شرعية دولية، واتفاقات سلام مبرمة، وخطة خارطة طريق، واتفاقيات عديدة لم تلتزم بها اسرائيل ولم تنفذ منها شيئا؟!

وفيما اعلنت الرباعية عن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، اذا لم يستجب نتنياهو للجهود الدولية لدفع عملية السلام الى الامام، ما زالت دول الاتحاد الاوروبي منقسمة على نفسها بين مؤيد ومعارض لتأييد اعلان الدولة الفلسطينية، في ظل الضغوط الامريكية..!! وجاء البيان الثلاثي الفرنسي الالماني البريطاني هاما لفتح المجال امام عملية سياسية جدية تؤدي الى سلام حقيقي ينهي الاحتلال ويفضي لاقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 الى جانب دولة اسرائيل.

من جانبه يعمل نتنياهو على استباق جهود السلطة الوطنية بالتوجه إلى مجلس الامن الدولي والامم المتحدة، لقطع الطريق عليها، واعلن عن قيامه باعداد خطة اسرائيلية جديدة سيطرحها خلال خطابه امام الكونغرس، تهدف للالتفاف على الشرعية الدولية، وتكريس الاحتلال بحلول مجتزأة ومؤقتة، وهي مجرد خطة لاعادة الانتشار وليس انسحابا من الضفة الغربية، وذلك لاحباط النوايا الدولية للاعتراف بالدولة المستقلة في سبتمبر القادم، ولكسب المزيد من الوقت لفرض الوقائع على الارض والاستمرار بسياسة الاستيطان وتهويد القدس، والقضاء على أي امكانية لقيام دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة.

الرئيس محمود عباس حذر من عواقب خطيرة في حال تم رفض طلب الاعتراف بالدولة، وقال انه من غير المنطقي ان تعرقل الولايات المتحدة محاولة الفلسطينيين اعلان دولتهم المزمعة في سبتمبر، وان استمرار الوجود الاسرائيلي في الضفة الغربية حسب طرح نتنياهو قد يؤدي الى انهيار السلطة، لان الاحتلال يلتهم الارض ويقطع اوصالها، ويقتل كل احتمالات قيام الدولة، وان لدى السلطة الوطنية العديد من الخيارات احلاها مر.

هذه الرسالة من الرئيس ابومازن واضحة للمجتمع الدولي والعالم اجمع، من ان انهيار السلطة يعني الفراغ والفوضى وزعزعة الاستقرار بالمنطقة في ظل المتغيرات والثورات التي يشهدها العالم العربي.

خيارات السلطة الوطنية حتى شهر سبتمبر..

وبناء على ما تقدم اجتهد بطرح الافكار التالية لتكون لبنة اولى من خطة عمل وحملة دولية تقودها السلطة الوطنية:

اولا: البدء بحملة دولية سياسية ودبلوماسية واسعة، عنوانها (لا يوجد شريك اسرائيلي)، وان اسرائيل ليست شريكا حقيقيا في عملية السلام، وانها لا تحترم القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، واتفاقات السلام المبرمة، وذلك لحث المجتمع الدولي على الاعتراف بدولتنا المستقلة.

ثانيا: ان تكون السلطة الوطنية جاهزة لآي خيار او رد اسرائيلي مفاجئ وغير متوقع، وان تكون قد اعدت نفسها جيدا لمواجهة كافة القرارات والاجراءات الاسرائيلية الاحادية، ووضع آليات التعامل معها، وليس تلقي الضربات فقط.

ثالثا: العمل مع دول الاتحاد الاوروبي على تحويل البيان الثلاثي الفرنسي الالماني البريطاني الى مبادرة تتبناها الرباعية الدولية، واستغلال التحولات المهمة في الموقف الاوروبي وترجمتها الى وقائع يبنى عليها لدعم الموقف الفلسطيني الرسمي، واقناعها بعدم الرضوخ للضغوط الامريكية، والعمل معها لاقناع الولايات المتحدة على تبني موقف موحد يدعم الحق الفلسطيني المستند لقواعد القانون الدولي.

رابعا: تكثيف الجهد الدبلوماسي الفلسطيني في الولايات المتحدة الامريكية، وحثها على تطبيق قرارات الشرعية الدولية والتركيز على موضوع مصداقيتها امام العالم، ووقف الكيل بمكيالين، خاصة بعد المتغيرات والثورات التي يشهدها العالم العربي من اجل الحرية والديمقراطية، والطلب منها العمل على تطبيق رؤية الرئيس اوباما عندما قال انه يرغب برؤية دولة فلسطينية عضوا كاملا في الامم المتحدة، والعمل على اقناع الادارة الامريكية بأن الدولة الفلسطينية المستقلة الى جانب دولة اسرائيل هو مصلحة امريكية ودولية، ستؤدي الى استدامة الاستقرار والامن في المنطقة.

خامسا: العمل مع قوى اليسار الاسرائيلية والقائمين على المبادرة السياسية التي اقدم عليها سبعةعشر اسرائيليا فائزا بجوائز اسرائيل، وعشرات المثقفين والمفكرين الاسرائيليين، والتي تدعوالى قيام دولة فلسطينة مستقلة على حدود 1967 وانهاء الاحتلال لتحرير الشعبين، والعمل على دعم المبادرة وتوسيعها لتشمل اكبر عدد ممكن من الاسرائيليين للضغط على حكومتهم للقبول بحل الدولتين، بعد العزلة التي حلت باسرائيل نتيجة مواقف حكومتها المتعنتة، التي اساءت لسمعة اسرائيل امام المجتمع الدولي، والعمل على فضح خطة نتنياهو الجديدة لاحباط النوايا الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتأكيد على انها مجرد الاعيب ومناورات لاعادة صياغة الاحتلال بصورة مختلفة هدفها خداع المجتمع الاسرائيلي والمجتمع الدولي وتكريس الاحتلال.

سادسا: التنسيق مع جامعة الدول العربية، وجميع الاشقاء العرب، وعرض المواقف الدولية عامة والامريكية خاصة عليهم والتشاور معهم للذهاب في موقف موحد لمجلس الامن والهيئات الدولية.

سابعا: الاستمرار في بناء مؤسسات الدولة، والعمل على انهاء الانقسام الفلسطيني حتى نذهب للامم المتحدة موحدين وجاهزين لاعلان الدولة الفلسطينية المستقلة على حدودالرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

واذا لم تؤت هذه الجهود أكلها، وكان القرار تأجيل اعلان الدولة وعدم الذهاب لمجلس الامن والامم المتحدة، بناء على نصائح الاصدقاء حول العالم والاشقاء العرب، فليكن، لكسب مزيد من الوقت ومزيد من العمل لاقناع الولايات المتحدة الامريكية والمجتمع الدولي بتبني الموقف الفلسطيني.

وعلى السلطة الوطنية اعادة دراسة خياراتها، والعمل بجهد وعزيمة لانجاح مشروع الدولة، واستغلال كل الفرص لكسب الدعم والتاييد الدولي، ودراسة خيارات اخرى، وفي نفس الوقت عدم التمترس خلف مواقف متصلبة، بدون دراسة واقعية (سياسية ودبلوماسية) للمواقف الدولية، قد تعود بالضرر علينا وتكون نتائجها كارثية على الشعب والقضية الفلسطينية على حد سواء.

* كاتب مقدسي. - suleiman.wari@yahoo.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required