مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
دخلت غرفة الاجتماعات وعلامات الغضب بادية على وجهها، وقالت بدون اية مقدمات: " اعطونى الراتب... لا اريد وطنا ! " واضافت انها ذهبت الى البنك لسحب راتبها فلم تجده. وتساءلت " ماذا سنفعل.. عندى الكثير من الالتزامات هي بالنسبة لي اهم بكثير من الحديث عن القدس والوطن.. لقد جعنا ونحن نتحدث عن هذه الشعارات التي استغلها البعض لتحقيق الثروات بينما بقية الشعب جياع ...!".

ان اقوال هذا السيدة التي تنتمى لقطاع التعليم الفلسطيني، يعكس -وبصراحة وبدون اية قشور -الحالة التي يعيشها الموظف الفلسطيني، ونقصد هنا الموظف الذي يعمل في الوظيفة العمومية، اي القطاع الحكومي، والذي تاخر راتبه في الوصول الى حسابه بالبنك لاسباب يعتقد الكثيرون من الموظفين بانها وسيلة ضغط على الموظفين، بينما تقول السلطة بان سبب تاخرها هو رفض اسرائيل تحويل اموال الضرائب الى السلطة والتي تقدر بحوالى 95 مليون دولار، كما قال وزير الاقتصاد حسن ابو لبده، بينما قال وزراء اخرين بان المبلغ هو اكير من 100 مليون دولار شهريا.

ما علينا !

المهم، ان ما حدث خلال السنوات الماضية في الضفة الغربية له علاقة وثيقة بمثل هذا التصريحات التي صدرت عن الموظفة في التربية والتعليم، فالموظف العادي غرق في سلسلة طويلة من قروض مع البنوك بحيث اصبح كابوسه الاكبر هو تاخر الراتب عن موعده، لان هذا يعنى ضغوط من قبل البنوك على الموظف الذي سقط في مصيدة العسل التي نصبتها البنوك التي تتنافس فيما بينها على راتب الموظف البسيط، بدل ان تتنافس فيما بينها في تقديم الخدمات المصرفية التي لا تختلف عن الخدمات التي تقدم في اكثر الدول تخلفا في العالم !

وقد يقول قائل ان البنوك لم تجبر الموظف على اخذ القروض ! هذا صحيح .. ولكن عندما ينظر الموظف حوله فيجد ان كل شئ اصبح مرتبط بالبنك وبراتبه، كما ان كل شئ من حوله اصبح سهل المنال شريطة ان يكون لك راتب في بنك ما، بغض النظر عن قيمة الراتب، اليست هذه مصيدة عسل اسود يقع بها كل انسان مهما كان ؟! اذا ما اضفنا ان المجتمع الفلسطيني البسيط الذي يعيش تحت الاحتلال ( رغم ما يحاول البعض ان يلمح لنا اننا بطريقنا الى الاستقلال ! لان الاستقلال لن يكون بدون زوال الاحتلال وازالة اصغر حاجز في الاراضي الفلسطينية، عندما يكون لنا منافذ على العالم ونتحكم بالسماء والارض، وغير ذلك كلام فاضي !!) اصبح اكثر فاكثر مجتمع استهلاكي من الدرجة الاولى ينافس المجتمعات الاخرى في العالم، وامام هذه الاغراءات لم يكن امام اي موظف الا ان يكون جزءا من هذا المجتمع الصناعي وان يوقع على قروض وقروض حتى شراء ساندويتش فلافل قد يحتاج الى قرض بنكي !

من هنا فان ربط الموظف بالراتب يعنى ربط اكثر من ربع الشعب بالراتب وهذا يعنى ان هذا الموظف وذاك الشعب مستعد لعمل اي شئ والتوقيع على اي شئ يضمن استمرار تدفق الراتب في الوقت المناسب في حسابه ...!! يبدو ذلك وكانه مخطط له من قبل جهات عليا للغاية والبنوك شريك بذلك !! نحن لا نقول ذلك ولكن نقول ان البنوك التي تضع الشروك الاكثر تعقيدا في العالم قبل ان تعطى القرض اصبحت الان تعطى القروض بسهولة مريعة ... ماذا نسمى هذا ؟!

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required