مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

ترتسم خارطة الوطن السليب على مدامع جراحنا و تجاعيد وجوه أجدادنا وآبائنا، وتتجه العقول وفلذات القلوب إلى أرض الأجداد والآباء ... إلى هناك .. أرض فلسطين .. أرض المجد والتاريخ.. أرض العزة والكرامة ... أرض الزراعة والصناعة وملتقى الحضارات ومهبط الديانات السماوية الثلاثة.. تتجه قلوبنا إلى هناك إلى جذورنا وذاكرتنا وتاريخنا وتراثنا .. إلى هناك في القدس وحيفا ويافا وعكا والمجدل وعسقلان وبيسان.. إلى هناك يتجه عشقنا وما أجمل أن تولد عاشقا وان تحيا على عشق الوطن وما أجمل أن يكون الوطن فلسطين .. هي أرض الزعتر والزهر والحنون .. هي أرض النخل وأشجار الزيتون .. هي العراقة والأصالة وأحلام الخلود .. كم نشتاق لرائحة أرضنا البهية وهوائها وبهاء شمسها الندية ..

في الذكرى 63 لاغتصاب فلسطين كم نشتاق لحكايات الأجداد والآباء كما نشتاق للحظات السعادة والأنس وبيت الطين وخبز الطابون .. كم نشتاق لورود يافا وبرتقال حيفا .. كم نشتاق لحدائق عكا وأشجارها الغناء ومينائها التاريخي.. كما نشتاق لأشجار البلوط وارفة الظلال وأشجار الزيتون واللوز والصبار الشواهد الأزلية لفلسطينية الأرض ..

لقد هام الرحالة والشعراء في وصف قرى وبلدات فلسطين، واذكر هنا ما قاله الرحالة في وصف مدينة عكا التاريخية، حيث قال المؤرخ الإدريسي: " عكا مدينة كبيرة واسعة الأرجاء ولها مرسى جيّد, أما أهلها فهم أخلاط من أقوام شتى"، فيما قال الرحالة الشهير " ابن جُبَير" حين زارها عام 1184 م : " قاعدة مدن الإفرنج في بلاد الشام, ومحطّ الجواري المنشآت في البحر كالأعلام .. سككها وشوارعها تغصّ بالزحام وتضيق فيها مواطن الإقدام"، أما الرحالة الألماني " ثيودوريش Theodorish" الذي زار عكا عام 1172م, فقد وصفها بقوله: " عكا مدينة كثيرة السكان, وحينما ينزل الحجاج النصارى في الأراضي المقدسة, وبأي طريق دخلوا البلاد, فإنهم مضطرون في النهاية وبعد إتمام الحج إلى حضور عكا لتحملهم منها السفن التي تعيدهم إلى بلادهم ".

كما نتحدث في هذا المقال عن مدينة بيسان، وهي أقدم مدينة فلسطينية ، تقع في شمال فلسطين على مساحة (7330 دونماً)، حيث اكتسبت هذه المدينة التاريخية بيسان أهمية كبيرة عبر تاريخها، وتنبع أهمية موقعها الجغرافي الفريد و وإشرافها على نهر الأردن ، وهي تعد المفتاح الوحيد للعبور غربا إلى فلسطين، وقد كانت محطة تتجمع فيها القوافل التي تسير بين الشام ومصر و كانت معبرا للغزوات بينهما.

وقد مثلت مدينة بيسان الحارس الأمين و خط الدفاع الأول للمناطق الزراعية الخصبة في سهل مرج بن عامر والسهل الساحلي لفلسطين، فتحها المسلمون في عام 13 هـ- 634م على يد القائدين شرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، ثم احتلت من قبل الصليبيين و تمكن القائد صلاح الدين الأيوبي من تحريرها بعد معركة حطين عام 582هـ- 1187م، وأعاد الصليبيون مرة أخرى احتلال مدينة بيسان وتمكن السلطان القائد المملوكي الظاهر بيبرس من استعادتها، وفي عام 1516م دخلت بيسان تحت الحكم العثماني حتى عام 1918، حيث خضعت المدينة بعد ذلك للانتداب البريطاني الذي مهد الطريق لاغتصاب فلسطين، ودمر اليهود الصهاينة بيسان عام 1948 وغيروا اسمها.

لقد تم تهجير المدن والقرى الفلسطينية بموجب خطة صهيونية كبيرة لاغتصاب أرض فلسطين، وظهرت بدايات هذه الخطة منذ الحملة الفرنسية على المشرق الإسلامي عام 1897م، وقد بدأ حُلم الصهاينة يتجه إلى فلسطين لتكون الوطن القومي لهم، ، فيما ارتكب الصهاينة أكثر من 74 مجزرة في العام 1948 وتم تهجير نحو 500 قرية ومدينة؛ كما قام الصهاينة بسرقة أسماء المدن والقرى الفلسطينية المهجرة و تحريفها إلى أسماء عبرية قريبة من الأسماء العربية الأصلية في محاولة لطمس الحقيقة وتزوير التاريخ ..

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required