مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
يحق للفصائل الفلسطينية أن تعترض في البيان الذي نشرته أمس، على ما سمته احتكار حركتي "فتح" و"حماس" لمشاورات تشكيل حكومة الكفاءات الوطنية المستقلة. أقول ذلك على قاعدة اعترافي بأن هناك احتكاراً، وعلى الرغم من قناعتي بأن "فتح" لم تحتكر أمراً ولا شيئاً. ذلك لأنها باتت، في مستواها القيادي الأعلى، غير قادرة على أن تستحوذ على خصيتيها، حتى وإن كانت متربعة فوق عنفوان فتحاوي شبابي في القاعدة. وربما يكون الأمر التبس على الفصائل صاحبة البيان، فلم تختبر فرضية أخرى، وهي أن "فتح" متاحة للراغبين منها في احتكار أي شيء نيابة عن أطرها المخوّلة وعن المجموع. فمحسوبكم ـ مثلاً ـ احتكر حق حركته في الإعلان عن مواقفها، وانفرد بصياغة موقف فتحاوي من القذافي والشاويش عطية وزريف (أو ظريف) الطول، القائد الأعلى لأشاوس الدبابات المناضلة بالمقلوب، فيما هي توجه النيران الى صدور التلامذة وطالبي الحرية وربات البيوت. فلم يكترث كاتب هذه السطور بآراء كل من يرونها من الفتحاويين، مؤامرة إمبريالية على عميد الثوريين وملك ملوك الأدغال، ولا بمن يرى الشاويش عطية، نابغة في الحكم وفي النحو، الذي يبشر بـ "دستوراً جديدٌ" ولا بالمتفجعين على كراهية الممانعين والدعاء لله بسقوطهم العاجل، فيما هم يحبسون أنفاس إسرائيل بدبابتهم الهرمة، التي لم تعد تصلح إلا لمطاردة الناس في الأزقة. فقد احتكر أخوكم الصياغة الفتحاوية للموقف دون أن يراجعني أي معترض!

لو أن "فتح" كانت حقاً، طرفاً في احتكار فسطاطين اثنين، لمشاورات التشكيل الحكومي، لاتسعت دائرة التشاور داخل الأطر أو اللجان. فحركتنا بغالبيتها العظمى، وبأطرها، لا تزال خارج دائرة البحث في التشكيل الحكومي، وقد أُبلغنا عندما كانت الحكومة ستتشكل أو ستتعدل من طرفنا وحسب؛ أن لا علاقة لنا بالأمر. ربما يكون هناك واحد أو أثنان أو ثلاثة من "فتح" شاركوا فيما يسمونه المشاورات الجارية الآن بين الفصيلين الكبيرين. لكن ذلك في غير السياق المنصوص عليه في قواعد اتخاذ المواقف المصيرية في الحركة. لذا فإنني أدعو الله العلي، الذي هو وحده صانع المعجزات، أن يهيئ سبل الفلاح للقائمين على إتمام عملية الوفاق، لأن خطوطاً عريضة لتحقيق وفاق بهكذا عشوائية وغموض؛ تتطلب فضلاً عن النوايا الظاهرة والمستترة؛ رعاية إلهية خاصة لكي تتحول الى واقع، تدل عليه وحدة الكيانية الفلسطينية وهيبتها.

صحيح إن "فتح" و"حماس" مجتمعتين، تشكلان الغالبية العظمى من جسم القوى الفصائلية الفلسطينية، لكن معنى أن تتشكل حكومة كفاءات مستقلة، هو ألا يكون أعضاء هذه الحكومة من طرفيْ الخصومة. فلا استقلالية في الشعب الفلسطيني وبخاصة بين الكفاءات. كل كادر من التكنوقراط له ميوله. ويبدو أن المسألة هي اقتسام الحقائب بين من يمثلون "فتح" و"حماس" دون أن تنتج التمثيلية الفصائلية في هذا التشاور، عن نسق ديمقراطي في أي من الحركتين!

ليصبر المحرومون من التشاور. فالاحتكار سمة المرحلة. أوافقهم على أن زمننا هذا، يعطي من لا قاعدة اجتماعية وجماهيرية له، دوراً أكثر وأكبر وأضعاف ما يأخذه المستأنسون بجماهير غفيرة. إن ما يجري هو نتاج نوم النائمين. فلا تثاؤب في السياسة ولا نوم. إن قوى جديدة، بدأت كمنظمات غير حكومية، تمكنت من الحصول على أصوات في انتخابات رئاسية وتشريعية، تزيد عن مجموع ما تحصلت عليه ثلاثة أو أربعة أو خمسة عناوين فصائلية، سلخت من العمر نحو الأربعين عاماً. فمن يَهُن ينبغي أن يسهل الهوان عليه. فالأطر الفتحاوية غير مشاركة في المشاورات، وهي كالفصائل، هانت وينبغي أن يسهُل الهوان عليها!

* كاتب فلسطيني من قطاع غزة. - adlisadeq57@yahoo.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required