مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
أربعة وأربعون عاما مضت على حرب حزيران 1967 العدوانية، وما نتج عنها من وقوع لأراض عربية تحت احتلال بغيض أهلك البشر والشجر والحجر، أسماها الصحفي والمفكر محمد حسنين هيكل نكسة، فتبعه العرب قادة وشعوبا وإعلاما بتبني هذه التسمية، مع أنها هزيمة ماحقة كسرت ظهر الأمة العربية، ولا تزال نتائجها التدميرية ماثلة حتى أيامنا هذه، واذا كان الأشقاء والأصدقاء يمرون على الرقم"44" مرًا...فإن كل ثانية ودقيقة وساعة مرت وتمر على مَنْ وقعوا تحت الاحتلال تمثل دهرا لكثرة المعاناة الطويلة، وهم ينتظرون فرجا لم يأتِ بعد.

وللتذكير فقط لمن لم يعاصروا حرب حزيران 1967، فانها لم تكن حربا، بل جيوش تنسحب تحت قصف جوّي عنيف، ويتعقبهم جيش يسيطر على أراضي ومدنيين عزل. وقد استطاع"أصدقاؤنا" في الدول الأوروبية وفي واشنطن ترسيخ هزيمتنا فيما بعد تلك الهزيمة على أكثر من صعيد، وذلك من خلال تفتيت أيّ محاولة لتقارب عربي حقيقي، وإثارة الفتن والقلاقل بين الدول العربية من خلال وكلاء أمريكا الذين تحكموا برقاب البلاد والعباد، وتحويل القضية الفلسطينية من قضية العرب الأولى كونها قضية قومية، الى قضية تخص الشعب الفلسطيني وحده، بل إن قادة عرب صرحوا أكثر من مرة بحيادية تامة عن الفلسطينيين والاسرائيليين، ولعل الخطأ الأكبر الذي انجرت إليه منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها هو قرار مؤتمر الرباط عام 1974بوحدانية تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني، وما لم يُقل وقتئذ أن في ذلك براءة للأنظمة العربية من دم الفلسطينيين ووطنهم وقضيتهم، مع أن الأطماع الصهيونية تتعدى حدود فلسطين التاريخية كثيرا....واذا كان بعض وكلاء أمريكا قد وصلوا إلى سدة الحكم على ظهور الدبابات رافعين شعار تحرير فلسطين، فإنهم وغيرهم قد أعادوا تثقيف الشعوب العربية على أن ما يعانونه من ويلات في مختلف المجالات سببه القضية الفلسطينية التي لا علاقة لهم بها، حتى أن بعض من أضاعوا فلسطين نشروا كذبا وزورا بأن الفلسطينيين باعوا أرضهم لليهود ويريدون منا أن نحررها لهم.

ونحن بهذه المناسبة المؤلمة لسنا في سبيل التأريخ للصراع بمقدار ما نبغي دقّ جدران الخزان الذي يعلوه الصدأ...فالتعنت الإسرائيل القائم على القوة العسكرية والمدعوم أمريكيا لتنفيذ المشروع الصهيوني بعيد المدى والقائم على التوسع، بفكرة ما لا يمكن حلّه بالقوة العسكرية يمكن حله بقوة أكبر، وما يقابله من ضعف عربي هو الذي أدى الى كوارث ليس أقلها تدمير العراق واحتلاله وقتل وتشريد شعبه، لما يمثله هذا البلد من ثقل اقليمي، وهو الذي أطلق يد اسرائيل الطويلة في تهويد الأراضي الفلسطينية المحتلة وجوهرتها القدس الشريف، من خلال مصادرة الأراضي الفلسطينية والبناء الاستيطاني المكثف، وفرض حقائق ديموغرافية جديدة على الأرض، تمنع الوصول الى أيّ حل قادم، وهذه الأوضاع هي التي قادت قادة اسرائيل ومنهم رئيس وزراء اسرائيل الحالي بنيامين نتنياهو الى التنكر لقرارات الشرعية الدولية، والى القانون الدولي، والدوس على لوائح حقوق الانسان واتفاقات جنيف الرابعة بخصوص الأراضي التي تقع تحت الاحتلال في صراعات عسكرية، بل وصلت الغطرسة بنتنياهو أن يعلن أمام الكونغرس الأمريكي- الذي صفق له بطريقة هستيرية- بأن اسرائيل ليست دولة محتلة، مما يعني أنها حررت أراضيها من المحتلين العرب، وأن لا حقوق للشعب الفلسطيني في هذه الأرض، وما النظرة اليه إلا من زاوية الشفقة فقط، وهذا يعني أن لا حق له في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة...والحديث هنا يطول.

لكن الحدث المفرح الذي يتصاحب وهذه الذكرى المؤلمة في هذا العام، هو ثورات الشباب العربي، الذين سئموا دكتاتورية الأنظمة القمعية، وما عادوا يحتملون الهزائم التي وقعت فيها أوطانهم وشعوبهم نتيجة حكم وكلاء أمريكا في المنطقة، فقلبوا الكراسي على رؤوس من تربعوا عليها، وسقط نظاما القمع والعمالة في تونس ومصر، وما تكشف بعد سقوطهما من تورطهما في قضايا القتل والقمع والنهب والتدمير والتخريب وهدم للأوطان...الخ....وها هما نظاما التخلف والاستبداد في ليبيا واليمن يترنحان أما غضب شعبيهما، وسقوطهما أصبح أمرا حتميا....ومع حالة الرعب التي تعيشها أمريكا واسرائيل من ثورة الشعب المصري تحديدا، لما تمثله مصر عربيا واقليميا، فانهما يحاولان الإلتفاف على منجزات الثورة، ويحاولان احتوائها من خلال تغيير بعض الوجوه الشائهة بوجوه جديدة لا تختلف كثيرا عن سابقاتها مع بعض الرتوش التجميلية.

ويبدو أن زيادة المواقف المتصلبة لنتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، وللوبي اليهودي في أمريكا الذي جعل من أوباما -رئيس الدولة الأعظم في العالم- أضحوكة بين الأمم، هي رد فعل نزق من ضيق تحمل التغييرات الجارية في العالم العربي...وما صاحبها من مصالحة فلسطينية أسقطت الرهان على استمرايرة انشقاق الساحة الفلسطينية، لكن نجاح عملية التغيير في العالم العربي وفي مصر تحديدا هو الذي سيعيد أمريكا واسرائيل الى العقلانية...وهو الذي سيقود الى حلول مشرفة ستنقذ شعوب ودول المنطقة من صراعات قادمة لن ينجو من نارها أحد.... لكن الاحتلال طال كثيرا، والمنطقة تعيش على شفا الهاوية، ومن هنا تنبع ضرورة عدم تراجع القيادة الفلسطينية عن اصرارها بطرح الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة مستقلة على الجمعية العمومية للأمم المتحدة في ايلول القادم.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required