مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
قبل أيام تم توقيع اتفاق في القدس بين الاتحاد الأوروبي ومكتب رئيس السلطة الفلسطينية بحيث تم تخصيص مبلغ ستة ملايين دولار للبرامج الثقافية في القدس. وجرى التوقيع بأجواء احتفالية وابتسامات وزعت بالمجان في كل مكان وعلى كل الحضور وخاصة أمام كاميرات الإعلام، وذلك بمقر الاتحاد الأوروبي. هذه الاتفاقية دفعت المسؤولين إلى الاجتماع مع بعض المؤسسات الثقافية في القدس ليبشروهم بهذا الانجاز الكبير!!

ما علينا !

المهم، انه لو نظرنا بصورة واقعية واعتمادا على أرقام رسمية لوجدنا أن هذا الرقم لا يمثل أي شيء، فأقل مشروع ثقافي محترم يليق بالقدس تفوق ميزانيته ما تبرع به الاتحاد الأوروبي، ذلك التبرع الذي يعتبر نقطة في بحر من الاحتياجات التي تحتاجها القدس من اجل الصمود فقط، وليس من اجل المتعة.

فهل تعرفون أن القدس بحاجة إلى عشرة ملايين دولار شهريا من اجل تحسين البنى التحتية الثقافية والاقتصادية والصحية والتعليمية والتجارية... أي أن القدس بحاجة إلى ما يقارب 400 مليون دور شهريا من اجل تعزيز الصمود ومن اجل سد النقص الحاد في جميع المجالات، وهذا الرقم هو قديم ولم يتم تحديثه حتى الآن، إلا انه يعطى صورة واضحة عما تحتاجه القدس وعن الهوة بين ما يتم الإعلان عن التبرع به وعن الواقع الحقيقي.

ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر قطاع الإسكان في القدس والذي يعتبر الأهم في تعزيز الصمود، فالقدس بحاجة إلى 26 ألف شقة سكنية بتكلفه تزيد عن المليار دولار بكثير لسد النقص الحاد في الشقق السكنية ولتمكين كل من خرج من القدس بسبب الضائقة السكنية إلى العودة لها، بالتالي فان المبلغ الذي خصصته الجامعة العربية قبل سنوات لمدينة القدس والذي يصل إلى 500 مليون دولار يسد نصف حاجة ما يحتاجه قطاع الإسكان فقط.

أما في مجال الثقافة فان ما يحتاجه هذا القطاع يقدر بعشرات الملايين من الدولارات وليس إلى بضع ملايين، انظروا ماذا خصصت إسرائيل لقطاع الثقافة في القدس لهذا العام، 10 ملايين دولار من اجل المكتبة الوطنية والمتحف إضافة إلى تخصيص ما يقارب 10 ملايين دولار من اجل تحويل القدس إلى عاصمة الثقافة والفنون من خلال استضافة المهرجانات وآخرها كان مهرجان الأوبرا العالمي ليتحول هذا المهرجان إلى حدث دولي سنوي. وفي المقابل لا توجد في القدس الشرقية مكتبة وطنية واحدة يمكن لأي مقدسي أن يتوجه إليها بحثا عن كتاب، ولا زال صاحب هذه الفكرة يبحث منذ سنوات عن مكان لإقامة هذه المكتبة ! في القدس المهرجانات التي تنطلق منها تتحول بقدرة قادر إلى رام الله، بحثا عن التمويل وعن الجمهور! في القدس لا يوجد فيها متحف واحد شامل، هناك أشباه متاحف وهي مغلقة طيلة أيام العام !

ولكن قد يقول قائل أن هذا المبلغ الذي تم تخصيصه من قبل الاتحاد الأوروبي أفضل من لا شيء ! قد يكون هذا صحيحا في الكثير من الحالات، ولكنه في القدس هي عبارة عن ترقيع لواقع مؤلم، هذا الترقيع سوف يساهم في تفاقم الأزمة وليس حلها ! وكفانا ترقيعا، فهو مثل حبة الأسبرين التي تعطى لمصاب بمرض مزمن أو يعانى سكرات الموت، فحبة الأسبرين هذه لن تخفف الألم ولن تشفى المريض ولكنها أمام الناس هي علاج ( ذر الرماد في العيون )،،،!! هذا ما يسمى ضحك على اللحى !! فهذه المدينة بحاجة إلى حلول جذرية وليست حلول تجميلية لصورة قبيحة من واقع اخطر من أي شيء، فالمسالة في المدينة فاقت أي تصور.

فأما أن يتحمل الجميع مسؤوليته عن المدينة، أو أن يمتلك الشجاعة ( وهم لا يملكونها) ويعلن فشله على الملأ، ذلك الملأ الذي يعرف رغم هذه المؤتمرات الصحفية التي تعقد باسمه ورغم اللقاءات السرية والعلانية التي تناقش حالته، بان هذا ما هو إلا للعرض الإعلامي فقط، وليس حقيقي، ولهذا فحال المواطن أصبح يسمع كثيرا ولا يرى إلا القليل، ومن هنا هو لم يعد يصدق شيئا لأنه لا يرى أيا من هذه الوعود وقد تحولت إلى واقع، فما أكثر الكلام وما اقل الأفعال !!

وكما قال احد الذين يعملون من القدس، أن المدينة بحاجة إلى رجال حقيقيين والى همم شامخة والى قلوب محبة، وليست بحاجة إلى أشباه رجال يعرفون كيف يتحدثون ولكن لا يعرفون كيف ينفذون ! القدس بحاجة عاشقين لها وليس إلى دجالين باسمها.

وللحديث بقية

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required