مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
يثور جدل ساخن داخلي وخارجي حول أيلول القادم الذي لن يكون أسودا، وما سيشهده من اعتراف دولي متوقع بالدولة الفلسطينية العتيدة في حدود الرابع من جزيران/يونية 1967 ، وقبولها عضوا كاملا وليس مراقبا، في هيئة الأمم المتحدة ملتزمة بميثاق الأمم المتحدة الذي يقرر الأمن والسلم الدوليين واحترام حقوق الإنسان. سيجري ذلك في أيلول/سبتمبر من عام 2011، أي بعد تأخر زمني دام أكثر من ستة عقود ونيف من قرار التقسيم لسنة 1947، وحق تقرير المصير للفلسطينيين، وابتلاع الأرض الفلسطينية بما فيه أراضي قرار التقسيم، وبقاء 22% من أراضي فلسطين التاريخية. وبعد أكثر من عقدين من إعلان المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر عام 1988 على إعلان الدولة. وبعد ما هو أقل من العقدين من تداعيات أوسلو واتفاقياته.

ستجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها العادية وليست الطارئة في ثالث ثلاثاء من شهر أيلول/ سبتمبر أي في يوم العشرين منه هذا العام، وليس في مطلع أيلول كما يقول البعض، وعلى جدول أعمالها بند الإعتراف بدولة فلسطين كدولة عضو فيها وبخاصة أن فلسطين لم تكن عضوا مؤسسا في الأمم المتحدة ولم تشترك في مؤتمرها الذي عقد في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة عام 1945. أما طلب العضوية لدولة فلسطين، فيجب أن تقدم هذه الأيام من ناحية شكلية.

يجب أن نشير ابتداء، إلى أن عضوية الأمم المتحدة الدائمة مقصورة على الدول عملا بالمادتين الثالثة والرابعة. فالهيئات التي لا تتمتع بصفة الدولة والتي لا تعتبر دولا أو يشك في كينوتها كدولة لا يمكن قبولها في الأمم المتحدة. وقد أثار عدم وجود حدود دائمة لإسرائيل جدلا واسعا في الأمم المتحدة من حيث القبول والرفض كدولة عام 1948. على أية حال، عملا بميثاق الأمم المتحدة المادة 18 منه والتي تختص بقبول الأعضاء الجدد في الأمم المتحدة، يجب أن يسبق اعتراف الجمعية توصية إيجابية من قبل مجلس الأمن لقبول الدولة الجديدة، وأن تكون الدولة الجديدة محبة للسلام وتتحمل التزامات الميثاق وقادرة على تنفيذها، وراغبة في تنفيذها كذلك . وهذا أمر ليس بالعسير على دولة فلسطين أن تلتزم به وتتعهد بتنفيذه. ولعل البرنامج الثالث عشر للحكومة الفلسطينية في آب/أغسطس 2009 يلبي شروط المجتمع الدولي كافة. فهو يصرح بشكل قاطع إلى أن فلسطين دولة عربية محبة للسلام، تنبذ العنف، تقوم على التسامح والتعايش السلمي، تقع في حدود عام 1967. وستكون فلسطين دولة ديموقراطية بتعدد حزبي وانتقال سلس وسلمي للسلطة تجري ضمن انتخابات نزيهة وحرة. وستضمن دولة فلسطين الحقوق والحريات العامة عبر سلطة قضائية مستقلة تحترم سيادة القانون. لذا ليس هناك أية مشكلة في تجاوب دولة فلسطين للمتطلبات الدولية للقبول.

وعليه بعد تقديم طلب القبول من ناحية شكلية هذه الأيام، يجب على مجلس الأمن المشكل من 15 دولة، أن يقدم توصية إيجابية في هذا الصدد للجمعية العامة. وهذا يطرح واحدا من أمرين: رفض واحدة من الدول العظمى المتمثلة في بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وأمريكا هذا الطلب أي استعمال حق النقض أو الفيتو، أو رفض أغلبية الدول ألأعضاء في مجلس الأمن قبول دولة فلسطين، هنا تشل يد الجمعية العامة للأمم المتحدة في هذا الأمر. وحينها لا عبرة بالأغلبية الكاسحة للدول والتي تقدر ب187 غير الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن رغم أن العضوية تحتاج إلى إقرار أغلبية الثلثين. وقطعا إذا أجيزت العضوية اي كان التصويت إيجابيا دون نقض أو فيتو، تحقق القبول لدولة فلسطين.

حينها لا تستطيع الجمعية العامة للأمم المتحدة اللجوء إلى السابقة الكورية التي حدثت في بداية الخمسينيات. بكلام آخر إن عدم وجود فيتو من دولة عظمى شرط أساسي لقبول دولة فلسطين في الأمم المتحدة لأن الإحتمال الآخر غير عملي. لذا تكمن مشكلة القبول في الموقف الأمريكي فقط دون سواه، وبخاصة في زمن التراجع الأوبامي المستمر، واستقالة جورج ميتشل، ومهزلة الكونجرس الأمريكي بمجلسيه وقوفا وجلوسا وتصفيقا، والإنتخابات الأمريكية القادمة. في أحسن الأحوال، المطلوب من الولايات المتحدة الأمريكية أن تمارس الإمتناع عن التصويت لا أن تصوت إيجابيا ولا سلبيا. لكن هذا احتمالا بعيد المنال، وأغلب الظن أن أمريكا ستستخدم حق النقض كما استعملته قبل أشهر في مشروع إدانة الإستيطان الإسرائيلي رغم وجود قرارات سابقة مشابهة تدين الإستيطان. ليس مطلوبا من أمريكا أن توافق على أمر تصرح بالمناداة به صباحا ومساء وهو حل الدولتين، بل أن لا تستعمل حق النقض في أمر تدعو له ويعتبر من ركائز سياستها. هل هذا أمر صعب أو عسير؟!

الحديث بدقة هنا، يدور عن قبول الجمعية العامة لفلسطين عضوا، وليس عن اعتراف دولي بدولة فلسطين سواء أكان اعترافا واقعيا أو قانونيا. فمثلا ألمانيا لا تود الإعتراف بالدولة الفلسطينية بينما قامت إسبانيا بالإعتراف بها، رغم أن الدولتين من كبار أعضاء الإتحاد الأوروبي. وكثير من دول أمريكا الجنوبية سبقت الموقف الأوروبي في هذا المضمار.

بذا، تدخل فلسطين إلى حظيرة الأمم المتحدة عضوا كاملا بكامل آثار العضوية إن قبلت، وتملك عملا بمبدأ المساواة في التمثيل الدولي مركزا قانونيا يعادل المركز القانوني لأية دولة أخرى صغرت أو كبرت. وبالتالي تكتسب العضوية الكاملة في المنظمات الدولية المتخصصة وآثارها، مثل اليونسكو واليونسيف والصحة العالمية والعمل الدولية والطيران المدنية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرها من المنتظمات الدولية الرسمية. ولها أن توقع وأن تنضم للمواثيق والمعاهدات الدولية القائمة واللاحقة. ببساطة تكتسب الحقوق وتلتزم بالواجبات الدولية لكل دولة.

يستتبع قيام الدولة الفلسطينية قيام سفارات وقنصليات فلسطينية تمثلها، وتتمتع بالحصانات الدبلوماسية، وليس لمنظمة التحرير الفلسطينية. والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا سيحدث لممثليات منظمة التحرير الفلسطينية القائمة في كثير من دول العالم؟ بل إن السؤال الأهم ما هو مصير منظمة التحرير الفلسطينية في موضوع تمثيل فلسطيني الخارج في ظل وجود الدولة الفلسطينية؟ وهل هناك إمكانية لنشوء تنازع قانوني بين الجسمين أم أن الوضع سيكون تكاملا لجسدين متكاملين غير متناقضين .

وإن كانت دول العالم وأجهزته المتخصصة قد اعترفت بأن الوظيفة الحكومية للسلطة الوطنية الفلسطينية كافية للقيام بدور الدولة في قطاعات مختلفة كالقضاء والماء والصحة والبنية التحتية وسيادة القانون وحقوق الإنسان والحياة والإنتاج والإصلاح، فإن السؤال المؤرق أو قل السؤال الأهم: ماذا سيحدث للسلطة الوطتية الفلسطينية بكامل أجهزتها وعناصرها؟ فلا يعقل أن يكون في فلسطين سلطة وطنية فلسطينية في ظل وجود دولة معترف بها من المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة. وبالتالي ما هو مصير السلطة الفلسطينية، فهل ستحل أم ستبقى؟ وما هو مصير اتفلقيات أوسلو وتبعاتها والتزاماتها وإيراداتها؟

وكيف يمكن التوفيق أو التنسيق بين مبادىء القانون الدولي الإنساني المتمثل في اتفاقية لاهاي الرابعة لعام 1907 واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 ولحقها في عام 1977 وبين قيام الدولة الفلسطينية العتيدة. بكلام آخر كيف يمكن أن تنشأ دولة ذات سيادة، وإقليمها بأبعاده الثلاث البرية والمائية والجوية محتل؟ أليس الإقليم عنصرا أساسيا في قيام الدول؟ وعليه هل ستمارس الدولة الفلسطينية العتيدة سيادتها على السكان ولا تمارسها على الإقليم بأبعاده الثلاث؟ ومن هم السكان الذين ستمارس الدولة الفلسطينية سيادتها عليهم؟! هل ستمارس سيادتها على سكان منطقة B و C وعلى الأشخاص الطبيعيين والإعتباريين في منطقة القدس؟! وإن كانت هذه الأسئلة سهلة الإجابة نسبيا، إلا أن السؤال الأصعب يتمثل بالمستوطنين القابعين على إقليم الدولة الفلسطينية العتيدة وداحل حدودها التي تقررت بحدود الرابع من جزيران لعام 1967؟

ولو تطور النقاش أكثر ستطرح أسئلة جدية وخطيرة تتعلق بالمياه الجوفية والحدود والقدس والأسرى. وكل سؤال منها يحتاج إلى قوة كبيرة لحله. والتنظير على الورق وفي ساحات الأمم المتحدة ومنابرها أمر مفيد إعلاميا ولكن هل يستطيع قيام الدولة الفلسطينية مثلا أن يمنع إسرائيل من سرقة المياه الفلسطينية وإعادة بيعها للفلسطينيين الرسميين والمدنيين!! ويا ليت الأمريكيين يتوجهون لإستشارة قانونية من قبل قانونيي وزارة الخارجية الأمريكية في مجال سرقة المياه الفلسطينية من قبل الإسرائيليين، كما صنعوا عام 1970 بشأن استغلال نفط آبار السويس المصرية المحتلة من قبل شركات أمريكية، وقرروا وقتها عدم جواز ذلك وعدم مشروعيته بل يرتب تعويضات للمصريين، وأن يرتبوا ذات الوضع للفلسطينيين.

وكيف سيحل موضوع القدس في ظل احتلال كولونيالي استيطاني ضم أحد عشر ضعفا من مساحتها الأصلية، أم أن الدولة الفلسطينية ستبقى كيانا قانونيا وليس واقعيا في الضفة الغربية فقط مع إمكانية شمولها لقطاع غزة! وموضوع القدس سيعيد طرح قرار التدويل من جديد الذي جاء صمن قرار التقسيم رقم 181 لعام 1947. فالدول الأوروبية والولايات المتحدة والفاتيكان كانت من دعاة التدويل، فما هو موقفها الحالي؟!

سيثير قبول دولة فلسطين في الأمم المتحدة، سؤالا جوهريا مفيدا يتعلق بالتشكيك بمدى مشروعية احتلال أرض دولة فلسطين والتي هي عضو في الأمم المتحدة، من قبل قوات عسكرية إسرائيلية غازية تابعة لدولة عضو في الأمم المتحدة. ولكن ألم تكن إالقوات الإسرائيلية تحتل الضفة الغربية طيلة عقدين من الزمان1967-1988 والتي كانت تعتبر آنذاك أرضا أردنية عضو في الأمم المتحدة، وكذلك الأرض المصرية وما زال بالنسبة إلى الأرض السورية، فماذا فعل المجتمع الدولي وماذا فعلت الأمم المتحدة، وماذ فعلت الجمعية العامة، وماذا فعل مجلس الأمن حيال هذا الإحتلال للأراضي العربية؟! وهل سيختلف الوضع إن وصفت الأرض العربية المحتلة بالأردنية تارة وتارة أخرى بالفلسطينية. أليس الموضوع شكليا مفرغا من جوهره ومضمونه.

الرهان على الأمم المتحدة وقراراتها، أمر إيجابي ولكنه لوحده غير كاف وغير شاف وغير حاسم. والدليل مسيرة الأمم المتحدة وعصبة الأمم مع القضية الفلسطينية طيلة تسعة عقود زمنية ونيف. بل إن المسيرة أيام عصبة الأمم لم تكن أحسن حالا، فهي قد شهدت حالات مد وجزر وصعود وهبوط. ولا بأس من التذكير أن قرار الإنتداب على فلسطين الذي تبنته عصبة الأمم قد احتوى على وعد بلفور القاضي بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وقرار تقسيم فلسطين 181 عام 1947 تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة رغم عدم اختصاصها. وحتى يكون الأمر أكثر وضوحا، لم تقم الأمم المتحدة منذ قيامها إلى يومنا هذا، بفرض جزاءات بموجب الفصل السابع على الدولة الإسرائيلية، في حين أنها لم تتردد في فرضها على الصين وجنوب أفريقيا. بل وصل الأمر أن الأمم المتحدة أرسلت جيشا عرمرما شاركت فيه قوات الأمم المتحدة تحت الفصل السابع بقيادة المارشال نورمان شوارزكوف لغزو العراق وتدميره عام 1991. وللتحديد لم يصدر أبدا قرار من مجلس الأمن بصدد إسرائيل مقترنا بالفصل السابع الخاص بالجزاءات الدولية من ميثاق الأمم المتحدة.

لذا، يجب ان لا يكون التوقع عاليا من الأمم المتحدة. ومثله الإتحاد الأوروبي وما سبقه السوق الأوروبية المشتركة. ولنفي الديماغوجية عن الحديث، يتساءل المرء عن مصير إعلان اليندقية لعام 1980, أومصير إعلان فلورنسا عام 1996. ليس القصد التقليل من المواقف السياسية الإيجابية لدول الإتحاد الأوروبي، لكن المشكلة في الموقف الأوروبي العملي على الأرض من الإحتلال الإسرائيلي الدائر في فلك الموقف الأمريكي.

هذا الأمر شهد به رئيس وزراء الدانمرك – رئيس الإشتراكية الدولية آنذاك، في لقاء عقد بينه وبين مجموعة من الفلسطينيين في الفندق الوطني بشارع الزهراء في القدس عام 1988. فبعد أن تأخر اللقاء حتى كاد أن يلغى بسبب وجود رئيس الوزراء في خضم أحداث الإنتفاضة في قطاع غزة ، وصل متأخرا. المهم بعد حديث طويل وعاصف مع الضيف الذي وصف بالمتعاطف مع الإنتفاضة الفلسطينية والفلسطينيين، قال " إذا كنتم تظنون أننا نحن الأوروبيين يمكن أن نفرض أو نكره إسرائيل على حل أو جزاء دوليا، فأنتم واهمون بكل تأكيد. فنحن لا نملك إلا النصح والإرشاد لدولة إسرائيل. فما جرى لهم في الحرب العالمية الثانية يمنعنا من تجاوز هذه الخطوة ولا نملك غير ذلك، ولا تمنوا أنفسكم بغير ذلك وأفيقوا من أحلامكم ". ولعل المسيرة الأوروبية في العقدين اللاحقين تثبت دون أدنى شك أن السياسة الأوروبية لا تملك فكاكا ولا استقلالا عن السياسة الأمريكية ولا عن الفلك الأمريكي.

موضوع التوجه للأمم المتحدة لقبول عضوية دولة فلسطين، يجب أن لا يشكل الملاذ الأول والأخير للفلسطينيين، بل خيارا واحدا من خيارات أخرى متعددة. ويجب ان لا يوضع البيض الفلسطيني في سلة واحدة. وكم هو مفيد البحث عن خيارات وطنية أخرى بجانب التوجه للأمم المتحدة. فضلا عن أن الموضوع يحتاج إلى دراسة وتعمق من المختصين. وكم كان مفيدا وعمليا لو قام أساتذة القانون الدولي بالجامعات ومنظمات حقوق الإنسان بتوجيه جزء من اهتمامهم لدرس وفحص الموضوع من جميع جوانبه ومتابعة آثاره.

وفي أحسن الحالات، لو صدر قرار أممي بقبول دولة فلسطين في الأمم المتحدة، هل سيتوقف الإحتلال الإسرائيلي عن التواجد وينسحب الجيش الإسرائيلي من رقاع الدولة الفلسطينية. وهل سيسيطر الفلسطينيون على حدودهم ومياههم وقدسهم واقتصادهم ويعود لاجئوهم ويحرر أسراهم أم أم الوضع أن لا يعدو قيام دولة فلسطين من ناحية شكلية ليس إلا، وبقاء الأمور على ما هي عليه دون تغيير.

خيار الدولة الفلسطينية إن نجح، سيشكل الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل. لكن التعويل عليه كخيار وحيد أمر يحمل معنى المجازفة والقفز في المجهول، وبخاصة أن الولايات المتحدة لن تسمح به. فإذا أغمض المرء عينه عن حقائق الحياة لكي يعيش بسلم وأمان، فهو أشبه بمن يضع عصابة على عينيه ليطمئن في سيره وسط أرض ملأى بالحفر والأخاديد. ومن فعل ما شاء لقي ما ساء!!

* الكاتب محاضر في القانون في جامعة القدس ورئيس مجلس الإسكان الفلسطيني. - ibrahim_shaban@hotmail.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required