مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
لم يتوقف الجدل الذي تشهده أوساط عديده في الساحة الفلسطينية حول موضوع " التوجيهي" ، هذا الجدل الذي يصل في بعض الأحيان إلى وصفه باللعنة التي يسقط في فخها الطالب بعد اثنى عشر عاماً من الدراسة ، فإن أصابته بشرها أغلقت أمامة أبواب المستقبل وإنحنى أمامها وإن نجا منها فتحت له أبواب المستقبل الغامض الذي سيكتشفه شيئاً فشيئاً في مشوار الحياة الطويل ، وفي نفس الوقت الذي يرى فيه البعض ان التوجيهي لعنة ، فإن الكثيرين يروا بأنه نظام قديم أصبح يكبح طموح الطالب وغير ملائم للتطور العلمي الحاصل وأنه أداة قياس قديمة وغير مجدية تستخدم في العلم الحديث ، فبينما وضعت وزارة التعليم الفلسطينية مناهج حديثة وإعتمدت أساليب تدريس جديده حافظت في نفس الوقت على نظام القياس ذاته والذي كان يستخدم قديماً ولم تراعي عمليات التطور العلمي الحاصل ، فبقي التوجيهي على حاله وظلت الأجواء التي ترافقه على حالها ولم تتبدل في شكلها وطباع الحيرة والخوف والرعب بين الطالب وذويه وجيرانه وأصدقائه ، حالة تلقي بظلالها كل عام في شكلها القديم الجديد .

وكما قلنا سابقاً بأن التوجيهي لم يعد ملائماً لقياس الطلاب في ظل التطورات العلمية وذلك من عدة زوايا ، أهمها أن الطالب الذي يدرس إثنى عشر عاماً متتالية يتخطى بها القراءة والكتابة وفن الحديث والحساب والرياضيات وجغرافيا العالم وتضاريسها ومناخاتها ويتعلم اللغات وقواعدها ونظم المعلومات والتكنولوجيا ويتقدم عاماً بعد عام حتى يصل الى نهاية المرحلة الثانوية ويتخطاها بنجاح ويُمتحن في المدرسة وفق خطه مركزية ، ثم يأتيه التوجيهي بشكله المعهود ليفحص قدرات الطالب ذاته في ساعة او ساعتين من الزمن تكون مصيرية يسبقها يوم او يومين يتحضر الطالب بها للامتحان وهو ملئ بالرعب والخوف مما قد تحمله الاسئلة وورقة الامتحان وما يرافقها من عوامل أخرى قد تصيب الطالب في لحظة مصيرية يتحدد بها مستقبله ، وتتوج بها نتيجه عناءه طوال السنوات وتحدد طبيعة مستقبلة ، فكل سنوات الدراسة تنحصر في هذا الإمتحان الذي لا يتعدى الساعة او الساعتين على الأكثر وتكون كفيلات بقياس قدرات الطالب العلمية .

سؤال وراء سؤال وإمتحان وراء الامتحان ومن مادة اللغة العربية الى الرياضيات والتاريخ وصولا الى الاحياء والكيماء وعلوم الفيزياء على مدى ثلاث اسابيع من الزمن الذي يتقرر فيه مصير الطالب ، وكما في كل عام يتقدم الالف من الطلبة الى الامتحان فينجح النصف ويرسب النصف الآخر ، نسبة وكأنها شبه روتينية ، لم تتغير سوى بضع اعشار بالمائة بين عام وآخر ، فالطلاب في كل عام متساووين بقدراتهم السلبية والايجابية ومتشابهون في معدلاتهم وعلاماتهم وإهتماماتهم وخوفهم ورعبهم وحيرتهم .

في كل عام ننتظر أن يعاد النظر في هذا الاسلوب من القياس من خلال المختصين وذوي الاختصاص والطواقم المهتمة وذات العلاقة التي لا بد أن تأخذ دورها وتتطلع الى إحداث تغيير يتناسب والتطورات العلمية الحاصلة في العالم الذي يشهد ثورات تكنولوجيه واسعة ، خاصة وان هناك دول عديده في المنطقة العربية أجرت العديد من الدراسات والابحاث وخلصت لإستبدال نظام التوجيهي بانظمة اكثر صدقاً في القياس واكثر تطوراً وهناك شواهد عديدة واضحة للعيان ولا تحتمل الشك او التشكيك ، وبإنتظار ان يكون العام القادم عاماً يشهد وضع نظام جديد للقياس يكون أكثر صدقاً ويتماشى مع التطور العلمي الحاصل وحاجات المجتمع الفلسطيني ويتوافق مع طموحات الطلبة وغاياتهم ، يحذونا الأمل بأن تتظافر الجهود ونرى خطوة جديه ترى النور في القريب .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required