مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
تراجعت حكومة بنيامين نتنياهو في آخر لحظة عما أعلنت عنه، من أنها ستفرج عن رفات (84) شهيدا، من شهداء من مقابر الأرقام. مع ان الجهات المسؤولة في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية أبلغت الوزير حسين الشيخ بموافقتها على نقل رفات الجثامين لذويهم. واستعد أهالي الشهداء والقيادة السياسية الفلسطينية لاستقبال رفات الأبطال الشهداء، لاعادة دفنهم في مقابر الشعب، في المدن الفلسطينية بأسمائهم وعناوين معاركهم التي خاضوها ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي وضباط الأجهزة الأمنية.

التراجع الاسرائيلي من قبل وزير الحرب ايهود باراك، لم يكن مفاجئا لا للمواطنين الفلسطينيين ولا للقيادة السياسية، التي تعودت على سياسة التسويف والمماطلة والكذب. مع انه لا يوجد ما يبرر ذلك التراجع، سوى ذرائع القيادات الاسرائيلية الواهية، كالادعاء، ان تسليم رفات جثامين الشهداء الأربعة والثمانين قد يؤثر على صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس!؟ او ادعاء البعض ان بعض رفات الشهداء، يعود لمناضلين «تلطخت» أيديهم بدماء الاسرائيليين!؟ او غيرها من الأقاويل والذرائع المشحونة بالعنصرية الاسرائيلية البغيضة.

بالتأكيد الذرائع المشار لها أعلاه، ليس لها علاقة بتسليم رفات الجثامين لذويهم لا من قريب او بعيد. لأن تسليم رفات الشهداء كان يجب ان يتم منذ استشهادهم لذويهم، وليس اعتقال جثامينهم، وإغفال أسمائهم من خلال إعطاء جثامينهم أرقاما، لأن هذا انتهاك خطير للانسان ميتا ام حيا. ويتنافي مع حقوق الانسان. احتجاز رفات جثامين الشهداء الأبطال يعكس سياسة بلطجة إسرائيلية، فيها تعميق حالة العداء والكراهية بين الشعبين.

كما انها آنيا لا ترتبط بأي صلة مع عملية تبادل الأسرى. لان عملية التبادل للأسرى، عملية مستقلة كليا عن إعادة رفات جثامين الشهداء الأبطال. فعملية التبادل كان من المفترض ان تتم قبل هذه اللحظة، هذا إن تمت عملية التبادل في حال لم تعطلها حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة. كما ان رفات جثامين الشهداء، كان من المفترض ان تسلم منذ لحظة استشهادهم، والـتأخير ناجم عن سياسة حكومات إسرائيل المتعاقبة العدوانية، التي حكمتها نزعاتها الاجرامية الارهابية ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأحياء والأموات على حد سواء.

والذريعة الثانية، المشار لها أعلاه، باتت خلف ظهر الساسة الاسرائيليين، لأنهم أقروا مؤخرا مرغمين الافراج عن المعتقلين، الذين تصفهم حكومات إسرائيل بمن «تلطخت» أيديهم بدماء الاسرائيليين. وبالتالي لم تعد هذه الحجة الواهية والكاذبة مدرجة في عملية التبادل للأسرى، لانها تتنافى مع اي صراع بين شعبين، ومع اي حل سياسي لهذا الصراع. لان الحل السياسي لأي صراع في أي بقعة من بقاع الأرض، يتضمن بالضرورة وأولا الافراج عن كل المعتقلين الأحياء والأموات. ولا مجال لأي طرف من اطراف الصراع العبث بمصير المعتقلين أيا كان الفعل الذي ارتكبوه ضد عدوهم، واسرائيل عدو تاريخي للشعب العربي الفلسطيني، لأنها نهبت أرضه وطردته من مدنه وقراه وبساتينه الى المنافي، وما زالت لا تعترف بحقوقه الوطنية، رغم اختيار الشعب العربي الفلسطيني والعرب عموما خيار السلام مع دولة الابرتهايد الاسرائيلية، كخيار استراتيجي. فهل كان على الفلسطيني ان يرضخ للاحتلال والعدوان والجريمة الاسرائيلية المنظمة ام يقاومها؟ بالتأكيد اختار المقاومة عندما كانت ضرورة وطنية، ومنذ ثمانية عشر عاما اختار طريق السلام، وقدم التنازلات الخطيرة مقابل بلوغ خيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران 1967، والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية مع ضمان حق العودة للاجئين على أساس القرار الدولي 194، ولكن اسرائيل مازالت تعبث بمصير التسوية، ومن خلال ذلك تعبث بمصير رفات الجثامين وعملية تبادل الأسرى. الأمر الذي يفرض على العالم وخاصة أقطاب الرباعية الدولية إلزام حكومة اسرائيل بالكف عن سياسة العبث، لان إعادة رفات جثامين الشهداء ليست منة من اسرائيل، وليست كرم أخلاق، بل تمليها الضرورة والقوانين والاعراف الدولية ومواثيق حقوق الانسان، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required