مفتاح
2024 . الإثنين 8 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
بدا الرجال والنساء الذين كانوا ينتظرون في الطابور أمام اﻹسرائيليين على جسر الملك حسين وهم ممسكون بأباريق الماء رابطي الجأش. لقد كانوا عائدين من مكة المكرمة لأداء العمرة في الديار المقدسة السعودية صباح ذلك اليوم العاشر من تموز/ يوليو وبدا عليهم التعب واﻹرهاق.

هؤلاء الأشخاص- ومعظمهم من منطقة النقب - كانوا مختلفين عن باقي المسافرين في ذلك اليوم حيث كانوا حاملين جوازات سفر إسرائيلية. وصل هؤﻻء المعتمرين قبل يوم حوالي الساعة التاسعة مساء لكنهم مُنعوا من الدخول من قبل الاسرائيليينبسبب تأخرهم وعدم استعداد الجانب اﻹسرائيلي لتقبلهم.

يقبل الجانب اﻻسرائيلي في جسر الملك حسين عادة الحافلات القادمة من الجانب الاردني في موعد لا يتجاوز الساعة العاشرةمساء. ومع الاكتظاظ بسبب المسافرين في فصل الصيف، رفض الاسرائيليون دخول ما لا يقل عن مئة مواطن إسرائيلي من اصول فلسطينية. أكد مسؤولو الجسر الإسرائيليون الحادثة، إﻻ أنهم ألقوا اللوم على جمعية الحج والعمرة لمسلمي 48 وذلك على خلفية أخطاء لوجستية.

كان من المفترض أن تصل المجموعة المذكورة بعد يومين من موعد وصولهم ولكن عندما تم إبلاغ المسؤولين في الجسر عن وصولهم في وقت مبكر لم يتمكنوا من استيعابهم، فاقترحوا أن يناموا في مدينة الحجاج. وما يسمى بمدينة الحجاج هذه ما هو إﻻ موقف للحافلات حيث يجلسون لساعات، وغالبا لليالٍ، منتظرين أن يحصلوا على إذن بالدخول.

أكد سالم سلطة، وهو مسؤول جمعية الحج والعمرة، إدعاء الإسرائيليين، ووضع اللوم على المرشدين المحليين الذين أرادوا العودة مبكراً ببضعة أيام وقال ان هؤﻻء المرشدين ربما رشوا السائقين لاقناعهم بالعودة مبكرا دون تنسيق مع أحد. وقال إن منظمته هي منظمة تطوعية تحاول أن تساعد في التنسيق بين الأفراد والمجموعات من المواطنين الفلسطينيين المسلمين من سكان إسرائيل ووزارة اﻻوقاف الأردنية ومسؤولي الجسر الإسرائيليين. من ناحية أخرى، اقترح ان يتم التخفيف من وضع جسر الملك حسين من خلال السماح للمسلمين من منطقة الجليل أن يستخدموا جسر الشيخ حسين الشمالي.

على مدى سنوات، كان المواطنون الإسرائيليون الذين يرغبون في السفر إلى الديار المقدسة السعودية يرتبون مع سلطات الوقف الأردنية في القدس الشرقية، ويتم السماح لهم باستخدام جسر الملك حسين على أساس القوائم التي تتم الموافقة عليها من قبل كل من السعودية والسلطات الأردنية.

إن مشاكل حجاج العمرة قليلة مقارنة مع الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون من سكان القدس وباقي الضفة الغربية وعائلاتهم الذين يرغبون في السفر في كلي الاتجاهين خلال العطلة الصيفية المدرسية. الوضع في جسر الملك حسين سيء للغاية على الرغم من محاولات التحسين المختلفة التي جرت للحد من التأخيرات الطويلة وشروط اﻹنتظار اللإنسانية.

تولت سلطات مطار إسرائيل في اﻷول من كانون الثاني2011، مسؤولية كافة القضايا المدنية على جسر الملك حسين بدﻻً من الجهات العسكرية. ورغم أن هذا اﻷمر قد حسّن قليلا من مراقبة جوازات السفر والتواصل (إذ أن موظفي سلطات المطار يتحدثون باللغة الإنجليزية) إﻻ أن التحسن هذا كان ضئيلاً جدا، وخصوصا خلال أشهر الصيف عندما يزداد عدد المسافرين.

ووفقا لموقع سلطات مطار إسرائيل اﻹلكتروني-www.aa.gov.il ، عبر الجسر في عام 2010 أكثر من1.6 مليون مسافر معظمهم من الفلسطينيين.

ولكن على الرغم من وجود مقصورة ثانية مجهزة تجهيزا جيداً إﻻ أن السلطات اﻻسرائيلية تواصل استخدام قاعة واحدة ويبدو واضحاً أنهم غير قادرين على ضبط عدد كبير من المسافرين.كان قد جرى تمديد ساعات العمل في العام الماضي حتى العاشرة مساء (ذكر موقع سلطات مطار إسرائيل خطأ أن المحطة مفتوحة حتى الساعة الثامنة مساء) إﻻ ان المطلوب ان يكون الجسر مفتوحا على مدار 24 ساعة للتقليل من الضعط خاصة في فترة النهار التي ترتفع خلالها الحرارة الى دراجات غير سهلة للعائلات.

بالإضافة إلى المشاكل العامة والتأخير الذي يواجهه الفلسطينيون، فإن تكلفة السفر عبر الجسر مرتفعة للغاية لكافة المسافرين وخاصة بالنسبة لسكان القدس الشرقية. فسكان القدس متروكون في فراغ قانوني بين اﻷردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، إذ أن اﻷردنيين يسمحون لهم بالسفر عبر الجسر فقط إذا حصلوا على تصريح صادر عن وزارة الداخلية الإسرائيلية وتبلغ تكلفته 215 شيكلاً (اي حوالي 45 ديناراً)للشخص.

هذا باﻹضافة إلى أن ضريبة الخروج للمقدسيين عالية (176شيكلاً ) حيث يصبح بذلك المبلغ الإجمالي للفلسطينيين من القدس الذين يعبرون الجسر391 شيكلاً (أي 82 ديناراً او115 دولارا) للفرد الواحد.

إن جسر الملك حسين هو المحطة الوحيدة التي تربط الضفة الغربية مع العالم الخارجي. وافقت إسرائيل في اتفاقات أوسلو، على السماح للسلطة الفلسطينية بأن تكون موجودة على الجسر، على أن يكون مفتوحاً 24 ساعة. ولكن وبعد انتفاضة الأقصى عام 2000، طرد الإسرائيليون الشرطة الفلسطينية ولم يسمح لهم بالعودة على الرغم من المناشدات الكثيرة والطلبات العلنية كجزء من خارطة الطريق التي بموجبها يجب على إسرائيل أن تسمح بعودة الوضع على الأرض إلى ما قبل تشرين اﻷول عام2000. بدلا من ذلك، فإن الوضع فوضوي، سواء على الصعيد الإنساني أو المالي، بالنسبة للمواطن الفلسطيني العادي.

وقد تم منح شركة خدمة كبار الشخصيات احتكار جلب الركاب عبر الجسر دون الحاجة إلى الانتظار لساعات طويلة في الصف، مقابل رسوم باهظة. وعلى أي شخص مسافر يقطع مسافة الثلاثة الكيلومترات الصغيرة بين المحطتين الأردنية والإسرائيلية أن يدفع مبلغ 92 دوﻻراً.

لم تجرَ أية محاولة جادة للتغلب على الصعوبات المالية واللاإنسانية التي تواجه الفلسطينيين خاصة خلال أشهر الصيف الحارة. من اﻷهمية بمكان أن يعطي كل من المنظمات الحكومية وغير الحكومية المهتمة في رفاهية الفلسطينيين هذه المسألة بعض التفكير الجدي وأن تعمل على إجراء بعض التغييرات الاستراتيجية لتحسين الظروف التي تواجه المسافرين من المعبر الذي تسيطر عليه إسرائيل.

* الكاتب مدير عام راديو البلد في عمان ومؤسسة بن ميديا للإعلام التربوي في رام الله. - info@daoudkuttab.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required