مفتاح
2024 . الأحد 7 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

تزداد حدة التظاهرات الإسرائيلية، وتزداد المشاركة الشعبية فيها، والمطالب كلها، هي مطالب معيشية، تتعلّق بالغلاء، وتراجع مستوى الرفاه، وخاصةً فيما يتعلق بالسكن والإسكان.

سبق لإسرائيل أن شهدت أزمات اقتصادية، كان أكثرها حدة، ما شهدته في عامي 1965ـ1966. لكن حرب 1967، وما حققته من توسع جغرافي، ونصر عسكري، غطّى على هذه الأزمة، بل وتجاوزها، بعد إغداق المليارات من الدولارات على إسرائيل، خاصة من الولايات المتحدة، لقيامها بدورها على أكمل وجه، وتحطيم القوة العسكرية العربية، خاصة المصرية منها.

ما تشهده إسرائيل الآن مختلف عن الأزمات الاقتصادية السابقة، وهو مرتبط بالأساس، بالأزمة الدولية، والأميركية منها خاصة. ومرتبط بموجة الغلاء العالمية، التي عانت منها الدول العربية، وشكلت سبباً أساسياً ومباشراً في اندلاع ثورات شعبية غير مسبوقة، أدت إلى سقوط النظامين التونسي والمصري، وإلى ثورات داخلية في ليبيا وسورية واليمن.

ما تشهده إسرائيل، الآن، له ارتباطاته الدولية والإقليمية إضافةً للعوامل المحلية.

لعلّ نظرةً إلى شعارات التظاهرات، تدعو لتصنيفها، على أنها تندرج في خانة النضال المطلبي. ولا تتعداه إلى خانة ما هو سياسي يعترض على السياسات التي تنتهجها حكومة نتنياهو.

ما هو لافت للنظر في تلك التظاهرات، أنها جاءت متأثرة على نحوٍ واضح، بما حدث في المحيط الإقليمي. استفادت التظاهرات الإسرائيلية من التجربة العربية، خاصة في انتهاج وسائط الاتصال بدءاً بـ 'فيس بوك' مروراً بـ 'تويتر'. وكذلك في تكنيك التجمع ورفع الشعارات، وطرائق التعبير عنها.

معلّقون إسرائيليون، وجدوا فيما حصل في تل أبيب وكأنه صدىً لما حدث في عواصم عربية، مع اختلاف المضامين بينهما.

اللافت للنظر، أن معظم الشعارات التي رفعت في التظاهرات الإسرائيلية، تمحور حول أزمة السكن، وغلاء أسعارها وإيجاراتها على حد سواء. يأتي ذلك في وقت يتنامى فيه الاستيطان بالضفة الغربية، والكثير من شقق المستوطنات فارغ، وتشغلها عائلات تسكن في القدس وتل أبيب وحيفا وغيرها. تشغلها أياماً في العام، كمكان للاصطياف وتغيير الأجواء، ليس إلاّ!

بمعنى أدق، وأكثر تحديداً، فالاستيطان، عملياً، لم يشكل حلاً لأزمة السكن في إسرائيل. لذا، فليس غريباً على الإطلاق، أن تخرج تظاهرات تطالب بتخفيض الإيجارات، والحد من غلاء الشقق، دون أن تطالب، مثلاً، بالمزيد من الاستيطان!.

ما حدث في إسرائيل من تظاهرات، غير مسبوق لا بالحجم، ولا بالشعارات المطلبية.

ستحاول حكومة نتنياهو، الالتفاف على المطالب التي رفعتها التظاهرات الإسرائيلية، لكن الجواب حول غياب شعارات المطالبة بتوسيع الاستيطان، أو ما يتعلق، باستخدامات المستوطنات في الضفة الغربية، سيبقى غائباً، في وقتٍ ستحاول فيه الحكومة الإسرائيلية، طرحه وتسويقه، على أنه الحل الأمثل، لتلك الأزمة القائمة؟!

فلسطين برس

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required