مفتاح
2024 . الأحد 7 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
كثرت الأقلام التي كتبت في الأيام الأخيرة، عن إيقاف برنامج "وطن ع وتر" الذي يبثه تلفزيون فلسطين، بأمر من النائب العام الفلسطيني، وهو ما لست بصدد الحديث عنه، لأنني لست بناقد تلفزيوني، لكنني بصدد الحديث عن الإعلام المحلي في البلد، الذي فشل فيما حققه تلفزيون فلسطين من ناحية تحريك الرأي العام حول قضية ما، وصولاً إلى قرار قضائي..!

الملفت في الأمر أن القضية قائمة بين جهات تتبع للسلطة الفلسطينية، سواء النائب العام، صاحب قرار الوقف، أو تلفزيون فلسطين، وهو التلفزيون الرسمي للسلطة الفلسطينية، وهو أمر له أهمية بالغة من المنظور الإعلامي، وحتى من منظور حرية الرأي والتعبير، لمن معها أو ضدها.

الأمر الملفت الآخر، أننا لم نسمع عن إيقاف برنامج ما، في محطات محلية أخرى في البلد، سواء تلفزيون أو راديو، أو حتى عن انتاج محلي تطلب تدخل القضاء فيه، لأنه أثار الرأي العام، أو لأنه مس أشخاصاً بعينهم، أو انتقد جهة ما، ما يعني أن الإعلام المحلي لم ينجح حتى الآن في هذا الشأن، وهو ما نجح فيه تلفزيون فلسطين.

لا أحد يستطيع الإنكار بأن الإعلام المحلي حقق نقلة لا بأس بها على طريق التطور، والنهوض بهذا القطاع الهام، وعقدت الندورات والورش التدريبية والمؤتمرات، وحتى وضع القانون الجديد الذي لو صودق عليه فإنه يعتبر الأفضل على المستوى العربي، وينافس حتى بعض الدول الغربية في حداثته، لكن شيئاً من هذا لم يحدث إلى الآن.

إن تلفزيون فلسطين استطاع ببرنامج "وطن ع وتر" أن يضرب قضية الحريات العامة التي تتحدث عنها باستمرار المحطات المحلية، ونجح بغض النظر عن مستوى البرنامج من الناحية الفنية، أن يفتح أبواباً جديدة لمن يملك القدرة على إنتاج برامج أكثر احترافاً، وذو هدف واضح، ومضمون مميز، في سبيل التغيير لوضعية ما في المجتمع المحلي.

إن معركة قضائية بين جهتين تتبعان للسلطة الفلسطينية في قضية إعلامية لهي دلالة على نجاح تلفزيون فلسطين في قطع شوط نحو التغيير، خاصة فيما يتعلق بالإعلام الرسمي، وبغض النظر عن أحقية النائب العام بوقف برنامج تلفزيون أو إذاعي فإن المطلوب من تلفزيون فلسطين الاستمرار في هذا النهج إذا كان فعلاً يسعى للتغيير وكسر التابوهات المعروفة بل والمقيتة للإعلام الرسمي.

أعتقد أن القضية التي يجب أن تناقش هنا، هي نجاح الإعلام المحلي، أو فشله في الوصول إلى المواطن العادي، وإيصال المعلومة له، أو مساعدة هذا الإعلام على تغيير بعض الأمور الخاطئة في مجتمعنا، والنهوض بهذا المجتمع إلى الأفضل، وليس مناقشة البرنامج بعينه، أو إيقاف البرنامج من قبل النائب العام الفلسطيني.

كما أعتقد بأن على الإعلام المحلي أن يأخذ ليس موقفاً واضحاً فحسب، وإنما الانطلاق نحو مرحلة جديدة، فيها إنتاج محلي محترف، وطرح قضايا تثير الرأي العام، وتمس المواطن في حياته اليومية، وإلا فإن مثل هذا الإعلام لا يستحق البقاء.

* صحافي ومدون فلسطيني- بيت لحم. - fadi.pnn@googlemail.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required