مفتاح
2024 . الأحد 7 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
بالرغم من مرور أيام عدة على العملية النوعية الأخيرة التي تفرد بالإعلان عنها الى هذه اللحظة الإعلام الإسرائيلي , لازال الغموض يكتنف تفاصيل هذه العملية بل وتعامل الإعلام الإسرائيلي الرسمي والعام بطريقة خاصة جدا ومختلفة تماما عن عادته الإعلامية فى مثل هذه العمليات , فالمراقب للصور التى بثها الإعلام الإسرائيلي لم يظهر صور القتلى والجرحى الإسرائيليين كما هي العادة الإعلامية الإسرائيلية ولم تظهر كذلك صور أفراد الخلية التي نفذت الهجوم ولازال عددهم غير دقيق وكذلك مصير بعضهم , ولم يعلن أي طرف فلسطيني عن تبنيه للعملية ولم يتم الإعلان حتى اللحظة عن أسماء الشهداء , وبعد ساعات من الإعلان عن العملية قام الطيران الحربي الإسرائيلي باغتيال عدد من قادة المقاومة ثم قيامها بسلسلة غارات استهدفت المواطنين , وردت المقاومة بإطلاق عدد من الصواريخ , ثم تم الاتفاق على التهدئة من جديد , والسؤال هل عملية نوعية فى منطقة حيوية مثل إيلات كما تم الإعلان عنها تنتهي فصولها بهذه السرعة والكيفية , هذا أيضا يحتاج من المحللين الى البحث والتحري لمعرفة الأسباب والدوافع والخبايا .

هناك خبايا تتعلق بهوية الخلية الاستشهادية ذاتها , طالما أن العملية انتهت فصولها سواء باستشهاد أفرادها أو عودة بعضهم سالمين , لماذا لم يتم الإعلان عن أسماء الشهداء حتى يحتفل بهم شعبهم ويأخذوا التقدير اللائق بمجاهدين أمثالهم ؟

تداولت بعض وسائل إعلام إسرائيلية عن دور استخباراتي أردني – ولم يحدث نفي رسمي أردني – وأنه تم إعلام الجهات الأمنية الإسرائيلية بتفاصيل العملية , ثم تأتي أخبار أخرى بأن الجانب الإسرائيلي سحب بعض قواته من ذات المكان الذي وقعت فيه العملية العسكرية , وهناك في الجانب الإسرائيلي من يطالب بإجراء تحقيق حول كل مل جرى وأسباب القصور الأمني الإسرائيلي الذي أدى إلى نجاح العملية وسقوط قتلى وجرحى في الجانب الإسرائيلي وفشل في المنظومة الأمنية الإسرائيلية , ويبقى السؤال فعلا ماذا يخفي الكيان من أحداث ومعلومات تتعلق بهذه العملية وماذا يخطط لما بعدها ؟

لماذا حصل الاشتباك مع أفراد الجيش المصري وسقط بعضهم بين قتيل وجريح ؟ هل هي الفوضى التي تبعت العملية أم غياب التنسيق الأمني الكافي على جانبي الحدود ؟ أم أن المهاجمين كانوا يرتدون زيا عسكريا يشبه الزي العسكري المصري وهذا كان سبب الخطأ الأمني الإسرائيلي ؟ أم أن الجيش الإسرائيلي تعمد قتل بعض الجنود المصريين لتشكل نوع من الاختبار الحقيقي لنوايا حكام مصر الجدد وقياس مدى صبرهم وتمسكهم بالسياسة المصرية القديمة , وهذا النوع من الاختبارات ليس جديدا على الأمن الإسرائيلي .

التصريح الإعلامي لمكتب نتنياهو بعد عملية الاغتيال التى قام بها الجيش الإسرائيلي ضد بعض قادة المقاومة بأن من أعطى الأمر لتنفيذ عملية إيلات لم يعد على قيد الحياة , هل فعلا كان يعلم نتنياهو ذلك قبل العملية أم بعدها ؟ وهل كان يريد نتنياهو من هذه العملية المبرر لاغتيال هؤلاء القادة بشكل خاص ؟ وهل هذا الاغتيال مرتبط بعملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بحكم أن القائد الشهيد ابو عوض النيرب كان له علاقة بعملية الخطف ؟ وهل سيكون لذلك أثر على إتمام صفقة تبادل الأسرى مع الجانب الإسرائيلي بعد أن تكون إسرائيل قد قضت على كل من شارك بعملية خطف شاليط وبالتالي هذا سيسهل عمليا – ومعنويا - تنفيذ عملية التبادل التى تم قطع شوط كبير فيها ؟ , وأليس العملية كان لها أثر كبير على الوضع الداخلي الإسرائيلي سواء ما يتعلق بالاحتجاجات الشعبية ضد حكومة نتنياهو التى تتصاعد , أو قضية التقليصات المالية المقترحة للمؤسسة الأمنية ؟ , وللعلم فقد تراجعت الحكومة الإسرائيلية عن قرارها بتقليص موازنة الجيش الإسرائيلي بعد العملية .

غضب الشارع المصري على سقوط قتلي من الجيش المصري بشكل عفوي واعتبار ذلك إهانة للكرامة المصرية ولم تعد تلك المشاعر مكبوتة بل تحركت بقوة , واستطاعت أن تصل بسهولة الى مقر السفارة الإسرائيلية التي كانت حتى وقت قريب محصنة , ويتم محاصرة الآلاف منهم لمقر السفارة الإسرائيلية وإنزال العلم الإسرائيلي ورفع العلم المصري مكانه , واحتفال الجماهير بهذا الحدث وتكريم البطل أحمد الشحات الذي تسلق العمارة لينزع علم إسرائيل عن السفارة واعتباره بطلا قوميا يستحق التقدير , أليس هذا الحدث هو الذي دفع إسرائيل الى سرعة تجاوز الأحداث وتقديم اعتذار سريع لمصر على مقتل الجنود المصريين واستعدادها لطي هذا الملف بسرعة وبما يرضي الجانب المصري , أليس هذا متغير مهم كشفته عملية إيلات ؟

عملية إيلات الأخيرة سيكون لها تداعيات جغرافية وسياسية وأمنية , وقد تؤسس لمرحلة قادمة جديدة في التعامل الأمني لتلك المنطقة , وستكشف ذلك الأيام أو الشهور المقبلة , ويدرك كثير من المحللين أن هذا الغموض المقصود لتلك العملية يؤكد بوجود خبايا وأسرار ستكشفها بكل تأكيد الأيام القادمة .

م. عماد عبد الحميد الفالوجي

رئيس مركز آدم لحوار الحضارات

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required