مفتاح
2024 . الأحد 7 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
الإعلام هو رسالة سامية، وهو وسيلة الوصول للحقائق، سموه مهنة المتاعب، ولكونه أصبح حاجة ماسة اليوم فهو رافعة أساسية في تقدم ونهضة الشعوب، ويساهم بشكل فعال في التنمية الإقتصادية والإجتماعية والسياسية، وقد ثبت أن الإعلام خلال السنوات القليلة الماضية إستطاع تغيير الواقع في كثير من البلدان، ولأنه أصبح الآن مؤثر بشكل كبير، وثبتت التجارب أنه وسيلة سريعة وسهلة للوصول للمجتمعات، فقد تم الإعتماد عليه من قبل الدول الكبرى كأحد الوسائل الأساسية في الوصول للمجتمعات المتوسطة والصغيرة، وكذلك في تمرير السياسات الدولية سواءاً ايجابية أو سلبية، كما تم استخدامه أيضاً كأحد وسائل الحرب كما حصل بعد 11 سبتمبر وصولاً إلى قضية أفغانستان والعراق والسودان ... إلـخ.

وفي مجتمعنا العربي شكل الإعلام جزئياً حالة من التواجد، اشتدت هذه الحالة مع انطلاق الفضائيات والتنافس الذي شاهدناه خلال العشرة سنوات الأخيرة، والتي تم خلالها استخدامه كوسيلة سياسية لتصفية حسابات ومهاجمة دول وتوجيه تهم إلخ، كما أنه ساهم بشكل فعال في إشعال الخلافات الداخلية والإصطفافات المذهبية والدينية، وكذلك ساهم بشكل كبير في انطلاق ثورة الشعب التونسي والمصري والليبي، ولقد كان لغياب الإعلام عن المشهد السوري التأثير المهم في عدم انجاز مطالب الشعب العربي السوري، كما حدث في الدول الأخرى، وهذا ما يدلل على أهمية الإعلام ودوره وتأثيره.

لقد كانت تجربتنا الفلسطينية حديثة في ظل الثورة الإعلامية على المستوى العربي، فنشط الإعلام الفلسطيني مع بدايات العام 1995م، من خلال تأسيس الصحف المحلية والمراكز الإعلامية والإذاعات، استمر تطور الإعلام الفلسطيني مع انطلاق الثورة المعلوماتية والإنترنت، ليتم إنشاء عشرات المواقع الإخبارية والإعلامية والحزبية، وهذا بالتأكيد ما جعل الحالة الإعلامية الفلسطينية أقرب للفوضى.

ساهم غياب الرقابة الرسمية على الوسائل الإعلامية الفلسطينية، في تفشي ظاهرة الكمية بدون الإنتباه للنوعية أو المهنية، فكانت المواقع التي تدعي الإعلامية والمهنية، وكان وكالات الأنباء، وكانت المسميات الكبيرة، والتي بالنهاية لا تنتمي إلى المهنية إلا من رحم ربي.

الكل عمل بنظام القص واللصق، والبعض بدأ تجيير الإعلام لتشويه النضال الفلسطيني وآخر عمل على تعميق الخلاف السياسي، وهناك من ساهم في تدمير المجتمع من خلال برامج وثقافات بعيدة عن واقعنا الفلسطيني، وآخر يقوم بحملات تشويه للفصائل والقيادات والسياسات، وهذا دليل على أن الفوضى هي من يحكم الأمور، فلا رقابة على ما تكتب، ولا مساءلة لمن يستخدم الأسماء الوهمية ويقذف الناس بالباطل، ولا عقاب لمن يسيء للآخر ويصنع من نفسه حاكم وجلاد ويوزع شهادات الوطنية على هذا وذاك، ولا تجريم اليوم لأن قانون المطبوعات والنشر لازال في ظل الغائب والمُغيب.

حتى الإعلام الحكومي لم يكن أفضل حالاً من الإعلام الحر أو التجاري، فساهم الإعلام الحكومي في تقسيم الوطن بين ضفة وغزة ، وأصبح يقُسم المواطن الفلسطيني بين غزة وضفة، بين وطني وخائن، بين هارب ومنشق، بين متآمر وحليف.

ما نشاهده اليوم في الإعلام الفلسطيني شيء مُخجل ومعيب لتاريخ شعبنا، فحالة الصمت هي السائدة، فلا وزارة إعلام موجودة، ولا قانون يحكم ويُنظم هذه المهنة، والمؤسسات الصحفية كنقابة الصحفيين مُغيبة بفعل الإنقسام الفلسطيني، ومسؤولين السلطة الوطنية مرتاحين لحالة التنازع القائمة الحالية، لكونهم مستفيدين منها، لكونها تخدم مصالح بقاءهم على مقاعد السلطة، وإن شاء الله بينحرق المواطن.

لا ندري متي سيتحمل شعبنا والقائمين على الإعلام المسؤولية الوطنية والأخلاقية، ويبتعدوا عن استخدامه من أجل تصفية حسابات شخصية أو خلافات خاصة، ولا ندري متى سيكون لدينا مؤسسات رقابية تتعامل بالقانون لضبط موازين الحركة الإعلامية الفلسطينية.

* الكاتب إعـلامـي فلسطينـي يقيم في قطاع غزة. - rm_sh76@hotmail.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required