مفتاح
2024 . الأحد 7 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
يسود هدوء تام أشبه بهدوء يسبق عاصفة دولية على اثر الحدث المنتظر الا وهو اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المنتظرة، وما سيواكبها من احداث دولية من قبل الدولة التي ستلقى نتائج من وراء هذا الحدث الهام.

التاريخ يثبت الحق الواضح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على الارض الفلسطينية، ولكن نود توضيح اين هي الارض الفلسطينية؟ وما هي امتدادها؟ فبالرغم من توقيع عدة اتفاقيات دولية بمشاركة طرفي المعركة الفلسطينيين والاسرائيليين واشهرها اتفاقية "اوسلو" الشهيرة التي أكدت على احقية اقامة دولة فلسطينية مستقلة على الارض الفلسطينية التي احتلت عام 1967 الا ان هذه الاتفاقية بقيت "حبراً على ورق" فهل من الممكن اقامة الدولة على حدود عام 1967؟

لا بد لنا من تيقن حقائق كثيرة من الممكن اننا عرفناها ومن الممكن انها كانت من وراء الكواليس الا وهي ان الدولة المغتصبة من الصعب او من المستحيل ان تقيم دولة للفلسطينيين على جميع الاراضي سالفة الذكر، مع العلم ان الاراضي التي تخضع للسلطة الفلسطينية لا تتجاوز 6% من مساحة فلسطين التاريخية، فهل من السهل ان تكون عملية التنازل عن جميع الاراضي المحتلة الا وهي الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة؟

نسمع ولا نرى، نتكلم ولا احد يسمع، في النهاية نصمت وننتظر، هذا هو الحال منذ اكثر من نصف عقد من الزمن المرير للوصول الى حقيقة غامضة تختبئ تحت ستار غاصب يحجب النظر عنا لرؤية مستقبل ينتظر كل فلسطيني على امل ايجاد واقع حياة جديد يخرجنا من الوقوف على الحبل المتأرجح الذي يسقطنا في اي لحظة.

هنا اريد فقط توضيح نقطة من الممكن ان تكون سلبية في واقع الدولة الفلسطينية الا وهي عدم التوقف في عملية الاستيطان وبناء المستوطنات، ومن الممكن اننا سمعنا عن مفاوضات والوصول الى نتائج جوهرية وفي ذات الوقت نسمع عن نشاط استيطاني مستمر مع العلم ان النشاط الاستيطاني يكون فقط على الاراضي المطالب بإقامة الدولة عليها، والجميع يعلم بأعداد المستوطنات الخيالية في الضفة والاعداد الهائلة للمستوطنين اذ اصبحت المستوطنات اشبه بالمدن الاسرائيلية لما تحويه من اعداد كبيرة جدا من المستوطنين والبنية التحتية الضخمة التي شكلت لإسرائيل قوة ضخمة في اراضي فلسطينية صعبة الزوال.

ولو تحدثنا عن النقطة الافضل لشعبنا الصامد، فوفق دراسات علمية ووفق اراء سياسية بحتة قامت بدراسات ميدانية على جميع الاراضي المحتلة فأن البعض يرى اقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب دولة اسرائيلية، والحقيقة التي لا يعلمها الكثيرين ان اسرائيل تفضل اقامة دولة فلسطينية مستقلة على اقامة دولة واحدة ثنائية القومية، وهي الافضل للشعب الفلسطيني في النهاية البعض يفكر ويقول عشنا نطالب بالدولة فهل الافضل اقامة دولة واحدة.. !!

في النهاية يمكن توضيح بعض النقاط المدروسة والمؤكد نجاحها علميا، فاقامة دولتين سيكون هناك فصل كامل بين الدولتين وسيكون عملية بناء الدولة معقدا نوعا ما وسيكون هناك رجوع الى الوراء الى اكثر من اربعة عقود من الزمن، والنقطة الايجابية الوحيدة في مشروع الدولتين هو اسم فلسطين تحت مسمى دولة مستقلة فقط، اما بالنسبة للدولة الواحدة فهو الكابوس الاكبر لإسرائيل فمجرد اقامة دولة واحدة فان اسرائيل ستواجه الخطر الاكبر في التأثيرات السلبية الضخمة التي ستتعرض لها من جراء عملية تشابك المجتمع الفلسطيني بالمجتمع الاسرائيلي، مع العلم ان المجتمع الإسرائيلي وبالرغم من القوة التي يمتلكها النظام الاسرائيلي لا زال يعاني من ضعف وشرخ كبير في شرائحه.

فاسرائيل عملت وما زالت تعمل على ابقاء هذه النقطة في الحسبان وفي المقدمة لأنها على علم وادراك ان تجاهل هذه النقطة سيشكل خطر حقيقي على الدولة الاسرائيلية من خلال افراغ الطاقات المثقفة الفلسطينية للدارسين لهذه الحقيقة واضعاف النسيج المجتمعي المكون في النهاية للدولة الاسرائيلية.

* الكاتب يقيم في مدينة بيت لحم. - o.naser.84@gmail.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required