مفتاح
2024 . الأحد 7 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
صدر بتاريخ 22/8/2011 مرسوم رئاسي يقضي بتأجيل الانتخابات المحلية التي كان من المقرر إجراؤها في 22 تشرين أول 2011، إلى أجل غير مسمى. ومن بين الأسباب التي ساقها المرسوم الرئاسي لتأجيل الانتخابات المحلية هو "تأجيل تشكيل الحكومة للمساهمة في جهود إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية، ودعماً للجهود الوطنية والعربية المبذولة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية ولغايات توفير الأجواء لتحقيق ذلك، ولإعطاء الفرصة للجنة الانتخابات المركزية لاستكمال الجاهزية لإجراء الانتخابات في كافة محافظات الوطن... "

الجدير بالذكر هنا أن قرار التأجيل هذا يأتي بعد قرار مجلس الوزراء الفلسطيني بتاريخ 17/5/2011 لتأجيل الانتخابات البلدية التي كانت مقررة في 17/7/2011 إلى 22/10/2011، وقرار مجلس الوزراء نفسه جاء تنفيذاً لقرار محكمة العدل العليا في 13/12/2010 والذي قضى بإلغاء قرار مجلس الوزراء بتأجيل الانتخابات.

إن الرد الأفضل على المرسوم الرئاسي على تأجيل الانتخابات هو بالضبط ما ورد في حيثيات قرار المحكمة العليا بإلغاء قرار مجلس الوزراء بشأن ذات الموضوع: "إن إجراء الانتخابات هو استحقاق ديمقراطي وأنه لا يهدد السلم والأمن بناء على ما قدمته النيابة العامة بخصوص ذلك، مؤكدة أن الدعاوى المرفوعة بذلك محقة في جميع الجوانب والعناصر القضائية الخاصة بالطعن في قرار الحكومة وحيثياته، وحيث إن الانقسام كان قائماً قبل صدور قرار تحديد موعد الانتخابات المحلية ولم يطرأ أي جديد في هذا الشأن في الفترة بين نيسان 2010 وقرار تأجيلها في 10 حزيران 2010."

فقرار المحكمة العليا بخصوص إلغاء قرار مجلس الوزراء والأسباب الواردة فيه ينطبق تماماً على ضرورة التراجع عن قرار التأجيل بموجب المرسوم الرئاسي. فكما جاء في "ورقة موقف" للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان حول الموضوع يعتبر إجراء الانتخابات المحلية استحقاقاً دستورياً وقانونياً وديمقراطياً حيث نص قانون انتخابات مجالس الهيئات المحلية رقم (10) لسنة 2005 (المادة الرابعة) على أن "تجري الانتخابات المحلية في جميع المجالس في يوم واحد كل أربع سنوات بقرار يصدر من مجلس الوزراء،" وبحسب نص المادة الخامسة من نفس القانون لا يجوز تأجيل موعد الانتخابات لمدة تزيد عن أربعة أسابيع ويكون هذا التأجيل بناءً على طلب لجنة الانتخابات المركزية لضرورات فنية وسلامة الانتخابات.

بالإضافة إلى الموقف القانوني من المرسوم الرئاسي بتأجيل الانتخابات أعتقد أن التأجيل هذه المرة وربطه بالواقع السياسي للمصالحة وتشكيل الحكومة وما إلى ذلك من مبررات سياسية لا يمكن تحديدها أو التنبؤ بنهاياتها من شأنه أن يوجه ضربة قاضية للديمقراطية الانتخابية الفلسطينية، فكراً وممارسة، في المجتمع الفلسطيني.

فأصبح لدينا الآن انتخابات رئاسية مؤجلة، وانتخابات تشريعية مؤجلة، وانتخابات محلية مؤجلة، وانتخابات مجلس وطني مؤجلة، وحكومة مؤجلة، ومن كثرة تأجيلها أصبحت أكثر الحكومات ديمومة. فماذا تبقى من ديمقراطيتنا الانتخابية؟! الخوف من أن ما بات يسمى "بعرف التأجيل" أو بالأحرى "آفة التأجيل" في السياسة الفلسطينية هو بأن تمتد العدوى إلى النقابات المهنية والمؤسسات المجتمعية التي تعتمد مبدأ الانتخابات في دساتيرها وأنظمتها الداخلية، والتي تفتقر أساساً إلى المناعة الديمقراطية، وبالتالي فقد تعود بنا الأمور (إذا لم تكن قد عادت) إلى سلطة الفرد وتغييب صوت الشعب وإحباط طموحاته في المشاركة الفعلية في البناء السياسي الديمقراطي من أجل العمل وإحداث التغيير المطلوب.

ahharb@birzeit.edu

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required