مفتاح
2024 . الأحد 7 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
هل تقيم حركة حماس إمارة غزة الإسلامية ؟ وتعلنها بعد فشل تجربة الشيخ عبد اللطيف موسى؟ وتحقق حلمها وحلم عدد من الجماعات الإسلامية السلفية التي تدعو إلى إقامة إمارة إسلامية في غزة، وبذلك تكون حماس قطعت الطريق عليها، وتريحنا من التعدي على الحريات العامة، والإجراءات اليومية التي تتخذها حكومتها وتعديها على القانون الذي فازت على أساسه في الانتخابات التشريعية الأخيرة.

في كل مناسبة تعلن حكومة حماس ورئيس وزرائها إسماعيل هنية ان غزة تتمتع بالأمن والأمان وتسود حالة من الهدوء والاستقرار والسلم المجتمعي بين الناس، والشهر الماضي قال إن “الوضع الأمني في قطاع غزة مستتب، وأن كل شخص داخل وخارج غزة يرى ذلك ويستشعره، وأن معدلات الجريمة انخفضت لأدنى مستوياتها بفضل الأجهزة الأمنية، والشعب الفلسطيني الذي احتضنها”.

وكل مرة يتم فيها الاعتداء على بعض المؤسسات الدولية أو الخاصة يتم الحديث عن ان من يقوم بذلك هم أفراد، وان الأجهزة الأمنية تحقق في الاعتداء، لكن ما جرى الشهر الماضي من اعتداء على المخيمات الصيفية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ” أونروا” في منطقة شمال غزة لم يكن عمل فردي، وكذلك العام الماضي، ومن قام بالاعتداء وحرق منتجع باريس لم يكن عمل فردي نفذه فرد واحد، بل كانوا 30 مسلحاً، وهو ما جرى مع منتجع كرزي ووتر العام الماضي، والذي تعرض أيضاً قبل شهرين إلى اعتداء وتوجيه تهديد إلى أصحابه من قبل مجموعة من المسلحين.

ربما يتمتع الفرد الغزي بالأمن الشخصي، ولا يتم الاعتداء عليه بشكل شخصي، والجرائم التي تقع في المجتمع هي جرائم تقع في كثير من الدول، لكن الأمن والأمان المجتمعي بمفهومه الحقيقي لا يتوفر لجميع الناس.

وتحقيق الأمن في حالتنا الفلسطينية عموماً والغزية خاصة نسبي في ظل الاحتلال والحصار والانقسام، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، والأمن لا يقتصر على الأمن بمفهومه المجرد فهناك الأمن الاجتماعي والغذائي والاقتصادي، وكل هذا غير مستقر وهش وضعيف ولا يقف على أسس وقواعد قوية.

فحكومة حماس تتخذ يوميا عدد من الإجراءات غير القانونية في انتهاك واضح للقانون وحقوق الإنسان، وعلاقتها مع الناس في تراجع مستمر ويسودها عدم الثقة ويتم التعامل مع الناس ومؤسسات المجتمع المدني على أساس امني، وتصل العلاقة بعض الأحيان إلى حد القطيعة، وعلاقتها بمؤسسات المجتمع المدني تسوء بشكل يومي، صحيح أن هناك تجاوزات لدى بعض الجمعيات وبعض العاملين في منظمات المجتمع المدني، لكن هذا يجب ان لا يعمم ولا يجب افتراض سوء النية من حكومة حماس تجاه جميع المؤسسات، وعليها تطبيق القانون في العلاقة بين الحكومة وتلك المؤسسات.

فالحكومة لا تحترم القانون ولا تقيم له وزنا، وهناك تناقض واضح وصريح بين ما يصدر من شعارات وأقوال وتصريحات، وبين ما يجري من اعتداء على الحريات العامة والتدخل الفاضح في شؤون المؤسسات، وما يصدر من قرارات وقوانين يصدرها بعض وزراء الحكومة أو الحكومة ذاتها، كما جرى الشهر الماضي من تعديل بعض بنود اللائحة التنفيذية لقانون الجمعيات الأهلية رقم 1 لسنة 2000، ما يتيح لوزارة الداخلية التدخل وبدون حدود في عمل المنظمات الأهلية، وكذلك الطلب من العاملين بالجمعيات الأهلية بتقديم طلب قبل أسبوعين لوزارة الداخلية من موعد السفر للمشاركة في مؤتمرات أو ورش عمل وغيرها سواءً بالضفة الغربية أو بالخارج.

معلوماتي تقول ان الحكومة مستمرة في إجراءاتها ضد المؤسسات خاصة الدولية، وكذلك المؤسسات المحلية، وبعض الأفراد الذين يعملون في الشأن العام، وربما تجد الحكومة بعض التأييد في فرض القيود على المؤسسات الدولية، لكنها تغفل وربما بشكل متعمد أيضاً ان القانون هو الذي يحدد العلاقة مع أي شخص أو مع أي مؤسسة ولا يقبل أي إنسان ان تعمل بعض المؤسسات بعيداً عن القانون وكذلك الحكومة.

مثلاً لا افهم وكثيرين غيري أن يمنع وزير التربية والتعليم 7 طلاب من السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حصلوا على منحة “اليس” من مؤسسة الايمديست ضمن برنامج التبادل الدراسي للشباب الذي تشرف عليه وزارة الخارجية الأمريكية، ويكون المنع لأسباب “ثقافية واجتماعية”، فما معنى ذلك؟

إحدى الطالبات المرشحات للسفر قالت لي “ما معنى أسباب ثقافية واجتماعية أنا إنسانة مسلمة وأصلي وأصوم، ومن أسرة محافظة، وأحافظ على العادات والتقاليد، ومن يريد ممارسة الفساد والرذيلة يمارسها في أي مكان، وقالت ان عدد كبير من الطلاب سافر واستفادوا من البرنامج ذاته خلال السنوات العشرة الماضية، وهذا اعتداء على حقي في الاختيار والتعليم والسفر، وكذلك اعتداء على حق عائلتي في التقرير في مصيري ومستقبلتي”.

حكومة غزة اجتمعت وشكلت لجنة للتقرير في سفر 7 طلاب في ظل أوضاع قاسية يعيشها الناس والحصار والاحتلال مستمر في عدوانه ومصير الهدنة غير المعلنة والتي لا تلقى إجماعاً وطنياً، فالحكومة يجب ان تدير الشأن العام من خلال رؤية شاملة مبنية على الشراكة وعدم إقصاء الآخر والتقرير في مصير الناس بشكل منفرد.

إن حركة حماس وحكومتها وهي مصنفة ضمن التيار الإسلامي المعتدل ينبغي عليها طمأنة الناس، وإزالة شكوكهم ومخاوفهم وفزعهم من القرارات التي تتخذها تجاه المجتمع في غزة والحريات العامة وعدم احترام حقوق الإنسان، وعليها اتخاذ خطوات سريعة لجسر الهوة بينها وبين الناس ومنظمات المجتمع المدني، وعدم افترض سوء النية لديهم والتعامل معهم بشكل امني، وتهدئة خواطرهم وطمأنتهم بسلوك وقرارات تؤكد على احترام القانون وسيادته، وإلا فهي تسير في اتجاه إقامة إمارة غزة الإسلامية

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required