مفتاح
2024 . الأحد 7 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
كثيرا ما يربط الفلسطينيين على مختلف مستوياتهم الفكرية والسياسية والأجتماعية ما بين اعلان الاستقلال الذي أعلنه الرئيس الراحل ابو عمار في تشرين الثاني 1988 وما بين التوجه الفلسطيني الحالي الى الامم المتحدة ومحاولة حصول الفلسطينيين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة, من السهولة بمكان توضيح الأختلافات مابين الحالتين, فاعلان الأستقلال هو تعبير ذاتي عن الرغبة بالاستقلال والشعور به على الرغم ان الأحتلال في حينه كان جاثما على كل الاراضي الفلسطينية التي احتلت في العام 1967 , وبطريقة مختلفة عما اصبح عليه الحال فيما بعد اتفاق اوسلو, وفعلا و على الرغم من غياب مايسمى بمسوغات القانون الدولي لمثل هذا الأعلان ( اعلان الاستقلال) الا ان ما يقارب المئة دولة ايدته.

اما قبول فلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة وفيما لو تم, فانه سيمثل حالة قانونية جديدة خاصة اذا ما كان الأعتراف واضحا وكاملا ومستندا على قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينة, و بالتالي نتحول في فلسطين الى دولة محتلة وشعب محتل, وهذا أمر لايمكن الاستهانة بابعاده القانونينة الدولية, وامكانية استخدام ذلك امام محافل قانونية ودولية اخرى. ولكن بالمقابل يبقى التخوف المركزي من الأنعكاسات القانونية الأخرى على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني والمتمثلة اساسا بقضية اللاجئين الفلسطينيين و كذلك مستقبل مشروعية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني.

امام هذا الفارق القانوني البارز ما بين اعلان الأستقلال عام 1988 ومحاولة الحصول على عضوية فلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة, فان هنالك العديد من الأسئلة التي تطرح نفسها حول عدم جماهيرية وشعبية التعاطي مع الحالة الجديدة وخاصة اذا ما تم مقارنة ذلك مع اعلان الاستقلال الذي لم يكن يحمل الكثير من المزايا القانونية التي يمكن لقبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ان تحققه, على الاقل ضمن البعد القانوني النظري, فهو اعلانا للاستقلال اكثر مما هو تحقيقا وقبولا له على المستوى المؤسساتي الدولي.

الا ان فارقا اساسيا وجوهريا مابين الحالتين وهو ان اعلان الأستقلال في العام 1988 جاء ثمرة لعمل انتفاضي مميز مثلته الأنتفاضة الفلسطينية الأولى, وكان بالتالي فعلا شعبيا ورسميا, نخبويا ومؤسساتيا, لم يحدث له مثيل على مدار التاريخ الفلسطيني الحديث, حيث ان الشكل ألأفقي الذي اتخذته الأنتفاضة الأولى شاملة كل شرائح المجمتع الفلسطيني, اضافة الى الحالة المبتعدة عن العنف لتلك الأنتفاضة على الرغم من عنف الأحتلال, كل ذلك زاد من التفات العالم وتعاطفه مع الفلسطينيين وقضيتهم, والاعتراف المتزايد بضرورة استقلالهم وتحررهم.

لا شك ان حجم العمل الدبلوماسي الفلسطيني الذي يتم بذله منذ فترة طويلة, وتشارك به المؤسسات الرسمية الفلسطينية من جهة ومن جهة اخرى بعض النخب والمؤسسات ألأهلية هو أمر جدير بالاحترام والتقدير,فهو الذي استثار القيادات الأسرائيلية على مختلف مستوياتها الحزبية والدبلوماسية, ودفعها الى الكثير من التحركات باتجاه اوروبا والولايات المتحدة في محاولة فرملة واعاقة الجهود الفلسطينية الدبلوماسية المتعاظمة دوليا, وتزايد عدد الدول التي تؤيد مثل هذا التوجه, يأتي ليراكم ويبني على ما اسس له الفلسطينيين عبر تاريخ طويل من اشكال النضال ,مع كل ذلك الا ان الجمهور الفلسطيني ما زال بعيدا عن التفاعل الجدي مع هذا الموضوع ذو الدرجة العالية من الأهمية, لماذا؟

اولا- ان الأنشغال في بناء مؤسسات الدولة نحو استحقاق سبتمبر 2011 على الرغم من اهميته كونه ركيزة اساسية في مجمل استراتيجية التوجه للأمم المتحدة, واستحقاق الدولة وألأستقلال السياسي, الا انه افقد شعار التحرر الوطني جزءا كبيرا من شعبويته وحماسته الجماهيرية والتي باتت تميل باتجاه ان ذلك هو من مهمات مؤسسات السلطة وليس الجماهير, والمسؤلية هنا ملقاة على عاتق السلطة وليس الجماهير, في كل ما يتعلق بالعمل السياسي والنضالي, خاصة ان التوسع الذي حصل في حجم موظفي القطاع العام الفلسطيني, قد حول جزءا كبيرا منهم الى ينظروا الى النضال الوطني الفلسطيني من منظار سلطة حكم وليس من خلال الشكل التقليدي لحركة التحرر الوطني, كما انه همش الى حدا كبير دور الأحزاب السياسية الفلسطينية خاصة حركة فتح نتاجا للخلط الكبير مابين ادوار الحكم السياسي والفعل النضالي.

ثانيا- الشعور بعدم الثقة من قبل قطاع واسع من الشعب الفلسطيني اتجاه الأحزاب والقوى السياسية والتي اظهرته العديد من استطلاعات الرأي على مدار السنوات الأخيرة, ان هذا الشعور الكامن لدى هذا القطاع الواسع من الجماهير الفلسطينية ليس نتاجا صدفيا, بل حكمته وأفرزته جملة من المواقف المتراكمة التي اختبرت فيها هذة الجماهير قيادتها, لعل أقربها الى الذهن الفلسطيني هو الشكل التي تعاطت فيه القيادة الفلسطينية مع تقرير جولدستون, حيث بعد ان حشدت المؤسسات الفلسطينية القانونية والحقوقية اتجاه محاسبة اسرائيل و حربها العدوانية على قطاع غزة نهاية 2009 وبداية 2010 وجدنا ان السلطة الفلسطينية قد تراجعت عن ذلك في جنيف امام خطر التهديدات الاسرائيلية والامريكية بقطع اموال الضرائب التي تجبيها اسرائيل, والدعم المالي الأمريكي الكبير. وبالتالي هل تنجح التهديدات الأمريكية والاسرائيلية من جديد في ثني الفلسطينيين عن توجههم الى الأمم المتحدة في محاولة الحصول على عضوية كاملة من خلال عصا وقف الدعم المالي خاصة انه يترافق مع ازدياد الأزمة المالية للسطلة الفلسطينية وعدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها المالية.

ثالثا- على الرغم من كل مايقال عن وجود استراتيجية وخيارات فلسطينية متعددة أمام القيادة الفلسطينية, استكمالا لمرحلة مابعد التوجه الى الأمم المتحدة وبغض النظر عن النتائج التي ستتمخض عن ذلك , الا ان الكثير من قطاعات الشعب الفلسطيني لا ترى انها شريكة بها, فهي بمثابة خارطة صماء لم يتاح للجمهور الفلسطيني ان يعرف شي عن محتوياتها, وبالتالي فهي لا تقدم جهدا مضافا لتحشيد الجماهير بقدر ما تساهم في زيادة حجم التشكك والريبة لديه.

لم يعد امام الفلسطينيين واستحقاق ايلول الا ايام قليلة, وبغض النظر عن نخبوية التوجة وعدم شعبيته على مستو ى الجمهور الفلسطيني, وبألأخذ بعين الأعتبار حالة الهستيريا والتهديدات التي تسود القيادة الأسرائيلية حكومة وظلا, وصولا الى التيقن من ان الموقف الأمريكي لن يكون الا فيتو في وجه فلسطين وعضويتها وسيتبع بحالة من الحصار الأقتصادي اسرائيليا وأمريكيا, الا ان التراجع عن الذهاب الى الأمم المتحدة يعني:

- عودة الى مفاوضات ثنائية عبثية تبقي على ادراة الأزمة ولن تحلها

- زيادة حالة التفسخ الفلسطيني, فبدلا من نرسي طوبة أخرى قد تساهم في المصالحة الداخلية, فانها ستدق مسمارا ربما يكون الأخير في نعشها.

- تعميق حالة تدني مستوى الثقة ما بين الشعب الفلسطيني وقيادته

- حالة من فقدان الثقة مابين فلسطين (قيادة, نخبا, شعبا ومؤسسات) والعديد من دول العالم والتي وصلت الى 124 دولة قد اعترفت بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967.

e-mail akram@fafo.ps

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required