مفتاح
2024 . الأحد 7 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
إسرائيل منذ انتصارها في حزيران 1967، وهي تصر على ضرورة التفاوض المباشر مع الدول العربية المعنية، وعلى إبرام معاهدات صلح معها للتوصل إلى التزامات تعاقدية لتسوية أزمة الشرق الأوسط. وجميع الدلائل تشير إلى أن إسرائيل تسعى من وراء ذلك إلى الحصول على تنازلات إقليمية من جانب الدول العربية في هذه المعاهدات وكذلك تحاول التفرقة بين الاحتلال العسكري واكتساب السيادة على الأقاليم التي تحتلها منذ حزيران عام 1967م. ولذلك فأنه من الضروري مناقشة هذه الادعاءات على ضوء الأحكام الواردة في المادة 52 من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لعام 1969م.

حيث تنص المادة 52 على أن تعتبر المعاهدة باطلة مطلقاً إذا تم إبرامها نتيجة التهديد باستعمال القوة أو استخدامها بالمخالفة لمبادئ القانون الدولي الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، ومما لا شك فيه إن معاهدات الصلح التي تدعو إسرائيل إلى إبرامها مع الدول العربية تدخل في دائرة البطلان المطلق المنصوص عليه في هذه المادة لأنها سوف تبرم تحت تهديد الاحتلال العسكري للإقليم العربية المحتلة، وهو استمرار لاستخدام القوم من جانب إسرائيل "بالمخالفة لمبادئ القانون الدولي الواردة في ميثاق هيئة الأمم المتحدة".

وهنا لابد من الإشارة إلى أن القرار 242 يؤيد في صياغته الاتجاه الحديث في القانون الدولي بخصوص أثر الإكراه لأنه عالج في الفقر الأولى أخطر مسألتين في النزاع العربي الإسرائيلي وهما الانسحاب وإنهاء حالة الحرب وأشار أولا إلى الانسحاب ثم قضى ثانياً بإنهاء حالة الحرب والأخذ بهذا الترتيب يجعل من الضروري أن يتم الانسحاب كاملاً أولاً، ثم تنتهي حالة الحرب في معاهدة صلح حتى لا تكون معيبة بالإكراه.

أما المادة 53 من اتفاقية فيينا الخاصة بقانون المعاهدات تتضمن أساسا أقوى لدحض الادعاء الإسرائيلي، حيث تنص هذه المادة على أن "تعتبر المعاهدة باطلة بطلاناً مطلقاً إذا كانت وقت إبرامها تتعارض مع قاعدة آمرة من قواعد القانون الدولي العامة، ولأغراض من هذه الاتفاقية تعتبر قاعدة آمرة من قواعد القانون الدولي العامة كل قاعدة مقبولة ومعترف بها من الجامعة الدولية كقاعدة لا يجوز الإضلال بها ولا يمكن تغييرها إلا بقاعدة لاحقة من القواعد العامة للقانون الدولي لها ذات الصفة".

ومما لا شك فيه إن ميثاق الأمم المتحدة قد قرر في المادة 2/4 من الالتزام بأن يمتنع أعضاء الهيئة جميعاً في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على وجه أخر لا يتفق ومقاصد الأمم المتحدة وترتب على ذلك إن مطالبة إسرائيل بإبرام اتفاقيات صلح مع الدول العربية تتضمن تنازلات إقليمية تجعل هذه الاتفاقيات متعارضة مع قاعدة أخرى في القانون الدولي، وبذلك تكون مثل هذه الاتفاقيات باطلة بطلاناً مطلقاً.

*أستاذ القانون الدولي

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required