مفتاح
2024 . الأحد 7 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
لا يخفى على أحد بأن الفن رافد من روافد تكوين التاريخ، ومكوّن أساسي يرافق تنوير الحضارات والمجتمعات، ومنطلق ذوقي وحسي مهم للثقافة والمعرفة الإنسانية.

وإسرائيل بعظمتها وقوتها وغطرستها التي تمتلك من المعرفة العلمية ما لا نمتلكه، ومن الصناعات العسكرية ما يفوقها علينا ما هي إلا "عابرون في كلام عابر". والحجج كثيرة، وتبريراتها متعددة وواهية، وادعاءاتهم فضفاضة والسرقة مقصودة.

حداثتها لا تستطيع أن توفر أو تخلق لها تاريخاً أو ثقافة موحدة، أو فناً خالصاً يعبر عن هويتها الهجينة، فالمجتمع الإسرائيلي ما هو إلا مزيج متناقض القوميات والثقافات، كما أنه يتوزع مكانياً وفقاً للقوميات العرقية، والطبقات الاجتماعية والدينية.

وفي الحقيقية أن الإسرائيليين يعملون على سرقة الموروث الموسيقي العربي، متسترين بجملة من الروايات غير المقنعة، والتي تتمثل بحنينهم لأصولهم العربية، مستبيحين بذلك سرقة وقرصنة الموسيقى والألحان، وذلك في محاولة منهم لتزييف الحقائق وربط ثقافتهم المفككة بالاستناد إلى ما تبقى من فتات قومياتهم وإثنياتهم المتباينة، بالثقافة العربية العريقة وخاصة فيما يتعلق بالفنون الموسيقية.

لا غرابة فيما تم تداوله مؤخراً بشأن سرقة المغنية الإسرائيلية "سريت حداد" أغنية عربية لبنانية للفنانة "إليسا، والتي تحمل ذات اللحن لأغنية "عـ بالي حبيبي"، حيث أطلقت أغنيتها "Light Star" بلحن الأغنية العربية المذكورة.

كما تمت سرقة أغنية نجوى كرم "خلص السهر" من قبل مغنية إسرائيلية تدعى نفين. وسرقة العديد من الألحان التركية والعراقية من قبل المغني الإسرائيلي "حي موشي" ذو الأصول الكردية. ناهيك عن محاولات التحريف لكلمات أغاني سيدة الغناء العربي "أم كلثوم" من قبل المغنية الإسرائيلية "زهافا بن" وغيرها ممن ادعوا الفن.

دأب الملحنون والموسيقيون الإسرائيليون على سرقة ألحان الأغاني العربية منذ فترة طويلة، ولا سيما الأغاني والألحان العراقية، الكردية، التركية، اللبنانية، المصرية، بالإضافة إلى ما تيسر لهم من الألحان الإيرانية.

ومن ثم تؤدى أمام جمهور لا يملك من المعرفة الإنسانية إلا ما يملى عليه من مؤسسات ثقافية وسياسية عنصرية، وذلك بعد أن تركّب وتصاغ على أنها ألحان من صناعتهم وإبداعهم.

يعمل الموسيقيون الإسرائيليون على المزاوجة بين الموسيقى الغربية والموسيقى العربية بعد أن يسرقوا مقطوعات لحنية محددة من الألحان العربية، مخرجين بذلك لحناً هجيناً لا يخفى على متذوقي الموسيقى والمتابعين معرفته وإدراكه بسهولة.

وتبرز المفارقة الكبيرة لديهم عبر تناقض معاييرهم وازدواجيتها فمن يعتز بقوميته لا يستطيع التنكر لها بالقوانين العنصرية، ومعاداتها والتنكر لها. وطمس الهوية الفلسطينية لتحل محلها تدريجياً الهوية اليهودية بشناعة فكره وممارسة مستوطنيه وحاخاماته، ليحلوا مكان الأقلية العربية في فلسطين المنكوبة عام 1948. والعمل على توسيع الاستيطان العنصري الإحلالي في فلسطين المحتلة عام 1967.

الحفاظ على الموروث الموسيقي العربي والفلسطيني والشرقي مهمة وطنية لا تقل أهمية عن الحفاظ على الأرض والثوابت، ولا بد من العمل بجدية مطلقة على متابعة عملية القرصنة التي ينتهجونها. والتصدي فكرياً وثقافياً لذلك وعدم السماح لهم بالتعدي على الإبداع الموسيقي والفني وانتهاك ميزته. والتأكيد على أن الاستناد على خصوصية تجربتهم التاريخية في المجتمعات الشرقية لا تعطيهم الحق بالسرقة أياً كان شكلها.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required