مفتاح
2024 . الأحد 7 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
ان رؤية الشباب ياخذ دورا اكثر فعالية ليس بالتنظير السياسي الفاضي بل في المجال الاجتماعي الاقتصادي من اجل التاثير، شئ يثلج الصدر ويبعث على الامل بان هناك شيئاً يستحق العيش من اجله، فهذا الشباب الذي قرر اخذ الامور بيديه بعد ان فشل الكبار بتحقيق اي شئ له قيمة يساهم بتسهيل حياة الجيل الجديد، بل ان الكبار واقصد هنا الجيل القديم لم يقدم للشباب الا الهم والغم، وقلة الحيلة، فخرج لنا جيل لا يعرف هويته، ولا يعرف وجهته لكثرة الرسائل المتناقضة التي تصل اليه من البيت ومن المدرسة ومن الفصائل ومن كل شئ حوله، جيل يبني قناعته ليس بناءً على افكار سياسية ولا على افكار عقائدية بل يبنيها وفق العواطف والاحاسيس.

هذا يفسر الكثير من الثورات العربية التي يطلق عليها البعض جزافا الربيع، فالقهر والظلم والذل والاهانة كلها احاسيس كانت وراء الثورة في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن والحبل جرار، ولم تكن الايدولوجية وراءها، حتى الحملة الشعبية في اسرائيل كانت بناء على احاسيس مثل الظلم والبحث عن العدالة هي التي وقفت وراء خروج مئات الالاف من الشباب الاسرائيلي الذي كان يطلق عليه شباب البسكويت او شباب الانترنت او شباب تل ابيب، ذلك الشباب الذي لا يهمه من الدنيا سوى متعته والسهر والشرب، هذه الطبقة من الشباب هي الطبقة المترفه وليست المحتاجة، هي الطبقة الوسطى وليست المسحوقة.

لكن الحملة الشعبية التي اتسعت لتصل الى كل المدن والقرى والبلدات والاحياء، اثبت عكس ذلك وان هذا الشباب يقود شيئا لم تشهد له مثل اسرائيل من قبل وقد يؤدى الى تغير جذري في المجتمع الاسرائيلي وفي التركيبة الجيوسياسية، وسيكون تاثيرها لسنوات طويلة، هذا الشباب الاسرائيلي اصبح يقود ولا يقاد، بل انه وسع من حملته الباحثه عن العدالة الاجتماعية لتشمل كل مرافق الحياة بعد ان شعر بالقوة التي يملكها فهذا الشباب هم قادة المستقبل، وهم الان بدأوا حملة شعبية واسعة لمقاطعة شركة تنوفا للالبان والتي تسيطر على اكثر من 51 % من سوق الحليب ومنتجاته، طلبا بتخفيض الاسعار وفعلا شعرت الشركة بخطورة هذه الخطوة وقررت حملة تخفيض غير مسبوقة، ولكن الشباب لا يعتقد انها كافية فهو يطالب بالمزيد وبالتاكيد سوف تخضع الشركة لهذا الضغط فهي لن تضحى بسمعنها من اجل بعض الارباح.

ويفكر الشباب بالبدء بحملة مقاطعة للبنوك الاسرائيلية بسبب العمولات المرتفعة التي تحصلها البنوك من الزبائن مقابل الخدمات التي تقدمها، طبعا كل هذا تزامنا مع المطلب الاساسي وهو تغير سلم اولويات الحكومة الاقتصادية والاجتماعية، مما اجبر رئيس الوزراء يدور حول نفسه باحثا عن حل يبقيه في منصبه، مع تهدئة الشباب المصمم على الاستمرار بنضالهم !! وبالتاكيد سوف ينتصروا بالنهاية فهذه هي سنة الحياة وهذا هو الواقع.

ان هذا الحراك وهذا التحرك الشبابي حتى القريب منا غربا، يثلج الصدر كثيرا عندما ترى الشباب يقفون امام المحال التجارية ويوزعون المنشورات التوضيحية ويحاولون اقناع المواطنين الانضمام الى حملة المقاطعة مما يجبرهم خجلا في الكثير من الحالات على الالتزام بهذه الحملة..

هذا الحراك يجبرنا جميعا على طرح سؤال : اين هو الشباب المقدسي من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والحياتية؟! لا نريد ان نتحدث عن القضايا السياسية لانها اصبحت من البديهات ولا يختلف عليها اثنين، المهم هو الامور الحياتي اليومية. الشباب مغيب او غيب نفسه بنفسه عن رضى او اجبر على ذلك؟! قد يكون كل ما سبق !!

اين الشباب المقدسي من قضايا الفلتان الاخلاقي والاجتماعي في القدس ؟! فهل يعقل ان يكون الشباب كله فالت، بالتاكيد لا ! لان نسبة ما يعانون من هذه المشكلة ضئيلة للغاية

لماذا لا نسمع صوت الشباب المقدسي في الامور الحياتية في القدس ؟! ولماذا يساق بالشباب الى التهلكة رغم انفهم انطلاقا من مبدأ انا مع ابن عمى على الغريب...! وهذا مبدأ الجاهلية، ! الشباب هم الذي يدفعون الثمن ويطلقون عليهم اسم الزعران وهم ليسوا كذلك ؟!

اتذكر ان احد الشباب المقدسي تحدث في لقاء مع رجل الاعمال منيب المصري عندما كان يقوم كل يوم بزيارة الى القدس بحثا عن دعم له في سعيه ليحتل مكان سياسيا ما بالمجان في المعادلة الفلسطينية، فقال له هذا الشاب : نحن مستعدون للعمل ولكن نريد ان يقودنا احد.. هنا قلت للشاب بالتاكيد لا تريد ان يقودك انت وجيلك رجل اثبت الايام ان نظريته فاشله وعقليته لم تحقق اي شئ، بل يجب ان تقودوا انتم وعلى القيادة التقليدية والبقية ان تسير وراءكم، والا لن يكون اي معنى لهذا الحراك

وللحديث بقية

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required