مفتاح
2024 . الأحد 7 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
كثيرة هي "المنعطفات، والمنعرجات الصعبة ،والحاسمة، والمصيرية" ،التي مرت بها القضية الفلسطينية على مدى عقود الصراع الستة الماضية ،حتى بات استدعاء تلك التوصيفات، مثار تندر من كثرة استخدامها ،والاستشهاد بها، كلما الم خطب، او ازف حسم، غالبا ما تهب رياحه خارج الاشرعة العاشقة للهواء.

بيد انها المرة الاولى التي تقف فيه القضية الفلسطينية ،عند منعرج مختلف عما سبقه معنى ، ومبنى ،سيشكل حدا فاصلا بين ما قبله وما بعده، منعرج من العيار الثقيل يستمد ثقله وقيمته من المعاني التي قبله ،والمباني التي قد تنشا بعده.

ففي المعاني ثمة بلاغة لافته في فصل الخطاب،تستبطن غضبا بعد صبر جميل ،على البلاء العظيم ،بلاغة ليست في لغة اللسان فحسب ،بل في لغة الجسد التي بدت طافحة بالمعاني والدلالات ،لتتخذ من ارفع منبر دولي ميدان تحرير،للاطاحة بالمحتلين مثلما اطاحت ميادين التحرير العربية بنظرائهم المستبدين .

واثقا كفارس اطلق لجواده العنان بعد ان لم يبق في قوس صبره منزع ،غير منخدع بوعد ولا عابئ بوعيد بدا الرئيس يحمل اثقال ستين حولا من ظلم مقيم يتلظى به شعبه العظيم الذي ظل واقفا في جفن الردى سنين عددا ،وجها لوجه، وعينا بعين، يمتشق سيف ارادة لم تثلم ،وعزيمة لم توهن، ليبعث قضيته من جديد ، في بيت الحق والقانون ،بعد ان ضاعت في متاهة مفاوضات عبثية، يراد لها ان تكرر سنواتها الستين او يزيد .

خطاب الجمعة الماضية لم يكن عاديا ،ولا احسب ان اختيار توقيته كان عفويا ،بل هو مدجج بمعان واستدعاءات ،واسقاطات تستلهم ربيعا يزهر حرية في عواصم طالما لاذت بصمت القبور بينما كان الفلسطيني يصرخ في واد سحيق " وين الملايين " ملايين تحررت من اسارها، و قفزت عن اسوارها بعد ان ظلت لعقود خلت مكبلة باحلام الزعيم .

ولعل من حسن الطالع ان ياتي فصل الخطاب الموجه للامم في يوم من ايام الجمعة،يوم الثالث والعشرين من هذا الشهر ،في افتتاح الدورةالـ 66 للجمعية العمومية للامم المتحدة ،جمعة يمكن تسميتها بـ" جمعة الحسم الاممي.. العالم يريد" ايذانا بجمع تترى بعدها تحمل اسماء الربيع الفلسطيني ...جمع هي خير من الف شهر قبلها ،ستكون حدا فاصلا لما بعدها بعد ان وصلت القضية الى اعلى منبر دولي ليقول كلمته في حق لم يسقط من ذاكرة احد ،بعد ان ظل اسير عقلية تعتنق القوة اسلوبا ،والمراوغة والخداع وسيلة ،في سلب الحقوق ،متدثرة باعطاف دولة تخلت عن قيم حرية صنعت لها تمثالا ، تسايرها في بطشها وعدوانها ،عوض ان تنقذها من نفسها ،باحترام ارادة الامم والشعوب التي ما عادت تطيق احتلالا ،ولا تقبل استبدادا.

ومما يؤسف له انه وفيما يخوض الشعب الفلسطيني واحدة من اكثر معاركه مصيرية وحسما،مؤيدا باغلبية اممية ،تقف حركة حماس في العدوة القصوى،حيث يقف عدو الشمس ،ومن شايعه من اعداء الحرية والاستقلال،فالوحدة الحقيقية تتجلى في ساحة المعركة .. معركة لا زالت في بدايتها وبامكان حماس ان تراجع موقفها حتى لايؤتين من قبلها ،وليكن دليلها خطاب رئيس مكتبها السياسي السيد خالد مشعل في حفل المصالحة بالقاهرة ، فاللحظة استثنائية ولا تحتمل ترف السجال!.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required