مفتاح
2024 . الأحد 7 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
في إطار المحاولات اللامبدئية لجسر "الهوة" بين المطلب الفلسطيني بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والموقف الأميركي المتلبس لروح الاحتلال الإسرائيلي برفض الطلب الفلسطيني؛ تأتي المبادرة الفرنسية، وربما كذلك الأوروبية، بالاعتراف بفلسطين دولة بصفة مراقب على غرار نموذج الفاتيكان. ومن المؤسف حقًّا أن يعتقد الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمته فرنسا، أن الاقتراب من الضحية الفلسطينية خطوة والاقتراب خطوة مماثلة من القاتل، يجعل الاتحاد الأوروبي عادلاً!

إن المرافعة السياسية والإنسانية التي قدمها الرئيس عباس، وما حظيت به على الصعيد الداخلي أولاً والخارجي ثانيًا، يجب أن تستكمل اندفاعها وأن تحمي حالة الحراك الدولي غير المسبوق والمتعاطف مع الاستقلال الفلسطيني. إن مجرد خوف الولايات المتحدة الأميركية من استعمال "الفيتو" التقليدي في وجه المطالب الشرعية للشعب الفلسطيني هو علامة فارقة على التغيير النوعي الذي حصل على الصراع الفلسطيني– الإسرائيلي وعلى عمق واتساع الجبهة المؤيدة للحقوق الفلسطينية في مواجهة النفاق الرسمي الأميركي.

إن الولايات المتحدة تدرك قبل غيرها عمق الضرر الذي سيحصل في ربيع المنطقة على مكانتها ومصالحها، ومن غير المقبول تقديم أي مخرج لها. على القيادة الفلسطينية، غير المشكوك في مسؤوليتها الوطنية، ألا تنجرف إلى إغراء نموذج الفاتيكان، فهذا يعني تآكل الحالة الدولية الناشئة والمتواصلة وعرقلة حالة الدفع الكبرى المتولدة من الصمود السياسي الذي أبداه الرئيس والقيادة الفلسطينية في وجه الضغوط الدولية، وهو تحرير مباشر للقوى الدولية من التزاماتها الضاغطة. ليس هذا فحسب، بل سيرافق نموذج الفاتيكان الدبلوماسي، ضغط باتجاه قبول الفلسطينيين بالنموذج السياسي لصفة الدولة المراقبة، أي نموذج الدولة المؤقتة التي ما انفكت إسرائيل تدعو إليها.

إنني على قناعة بأن الخسارة "الميكانيكية" التي قد تلحق بطلب العضوية الكاملة من قبل الفيتو الأميركي، سيمثل نصرًا سياسيًّا للقضية الفلسطينية وسيبقيها جمرة ملتهبة في أحضان المجتمع الدولي، لأن لما بعد الفيتو الأميركي ما بعده. وكما قال المتنبي:

وَأَمَرُّ مما فَرَّ منه فِرارُه وكَقَتْلِه ألا يموتَ قتيلا

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required