لا أعرفها، ولكني اعرفها كما لم يعرفها احد ، انها فلسطينية من قطاع غزة ، الاكثر فقرا وبؤسا وتخلفا في العالم ، للدرجة التي وصفها مؤخرا احد مستشاري ساركوزي بأنها سجن كبير بدون سقف ، او ان سقفها السماء . لكن ما الفائدة اذا كان نصف سكانها وأكثر -النساء- محرومات من التطلع اليه ، لهن عيون لكن ليس رقاب تشرئب نحوه املا برفع الظلم والتغيير والتفتح .
نقلت الى مستشفى خانيونس ، ولأنها وصلت في حالة من الخطر ، ادخلت الى قسم العناية المركزة بين الحياة والموت ، لكن مسلحا او أكثر قيل انه مسؤول و انها تخصه من حيث النسب ، اقتحموا المستشفى وفرضوا منع التجول ، لا يحتاج الامر الى مكبر صوت ليعلن من خلاله الفرض ، فالسلاح داخل المستشفى لا يقرعه مبضع الجراح ولا الزي التمريضي الابيض الذي يرمز الى المسالمة ، اقتحموا قسم العتاية المركزة ، الذي حفيت ألألسنة كي يتسولوه من هذه الدولة او تلك ، وانفردوا بتلك السيدة الثلاثينية ووضعوا حدا لحياتها برصاصة او اكثر في رأسها تاركة خلفها طفلة في ربيعها الثاني . هكذا اختفى النورو الكهرباء في غزة ، حين يصبح قسم العناية المركزة في مستشفى ناصر غير آمن فإن المستشفى يصبح غير آمن ، وتصبح مدينة خانيونس غير آمنة ، وتصبح غزة غير آمنة وتصبح فلسطين كلها غير آمنة . لن يجدينا تحرير فلسطين من براثن محتليها ، لطالما ان انسانها غير متحرر من براثن وحوشها ، وهذا ما اطلق عليه التحرر الاجتماعي الذي لا مفر من ان يتزامن مع تحررها الوطني من نير الاجنبي . لم تكن مصر وقبلها تونس وبعدها ليبيا واليمن وسوريا والاردن والبحرين تعاني احتلالا اجنبيا كي تندلع فيها الثورات والمظاهرات والاحتجاجات . وإذا كان الحاكم في غزة ، يغض الطرف عن الذكر غاسل عاره من الانثى ، بالقتل على خلفية ما يسمى بشرف العائلة ، شأنه في ذلك شأن الحاكم العربي من المحيط الى الخليج ، وكأن العار لا ترتكبه الا الانثى ، فإن بإمكانه محاسبة هذا القاتل بتهمة اقتحامه المستشفى وقسم العناية المركزة ، بإمكانه محاسبة هذا القاتل على تدنيس السلاح الذي يفترض انه سلاح لمقاومة المحتل لا لاجهاض الارواح الضعيفة وتيتيم طفلة لم يتجاوز عمرها السنة والنصف ، رغم ان هذا الحاكم الذي يدعي بأنه يتنفس من رئة الدين ، كان يجب ان يحتذي بالرسول الذي جاءته زانية تعترف بحملها وجرمها وتطلب ان يقيم عليها حدها ، فقال لها ان تذهب حتى تضع مولودها ، فلما وضعت عادت اليه ، فطلب اليها ان تذهب كي ترضعه . وكان المسيح من قبله بحوالي ستماية سنة قد قال لمن التفوا حولها يريدون رجمها : من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر ، فأنفضوا . من قال ان اسرائيل فقط هي التي تقتل هناء شلبي ؟ اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
لنفس الكاتب
تاريخ النشر: 2013/3/16
تاريخ النشر: 2013/3/4
تاريخ النشر: 2013/2/16
تاريخ النشر: 2013/1/2
|