مفتاح
2024 . الأربعاء 3 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

يبدو أن كل من يراهن على فشل أي اتفاق مصالحة فلسطيني يستطيع أن يكسب الرهان . هكذا يفهم من قرار حركة “حماس” تعليق عمل لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة، كما من التقارير التي تتحدث عن اعتقالات سياسية في الضفة الغربية، إن صحّت . مسؤول في “حماس” برر قرار الحركة بالقول إن الوقف مؤقت إلى حين حدوث توافق مع حركة “فتح” يضمن توفير “الأجواء الصحيحة” . مسؤول آخر اتّهم “فتح” بأنها تنوي تزوير الانتخابات . ماذا يعني هذا؟ . يعني أن الانقسام بات الثابت الوحيد في المشهد الفلسطيني، وأن المصالحة ليست هدفاً لطرفي الانقسام اللذين يحتكران الساحة الفلسطينية ويهمّشان كل من سواهما من الفصائل والقوى ومنظمات المجتمع . هذا يعني أيضاً أن الرغبة الشعبية الجارفة في استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية لا تجد آذاناً صاغية .

لا نريد الدخول في التحليلات والتخمينات التي ربما تكون صحيحة جزئياً أو كلياً، لكن في المنحى العام يتأكد كل مرة أن المسار الفلسطيني لا يتحدّد فلسطينياً، وأن البعض يربط مراهناته بالعوامل الخارجية التي تخدمه وتحاصر خصمه، وفي هذه الحالة المزمنة لا تجد مصلحة الشعب والمصلحة الوطنية مكاناً لها . إذا كانت هذه مراهنة البعض، فإن عليه أن ينتظر أن تخدم التطورات الإقليمية قضيته لا أن تدعم موقعه ضد خصومه بمنطق الصراع العشائري . ومن هذه الناحية، لا أحد يمكنه أن يجزم أن التطورات الإقليمية ستنعكس إيجاباً على المشروع الوطني الفلسطيني، لأنه بالقدر نفسه يمكن لبعض آخر أن يجزم أن هذه التطورات ضد القضية الفلسطينية وبقايا القومية العربية .

ولا ينبغي لأحد مستجد أن يقع في أخطاء سابقيه، ذلك أن فريق التسوية الذي بدأ عربياً أغرق الأمة العربية في بحر من الهوان والشرذمة وانعدام الحيلة عندما فاوض الكيان الصهيوني من موقع ضعف، وكانت النتيجة أن هذا الكيان صعّد عدوانه ووسع حروبه وضاعف جرائمه بعد الشعار الشهير “لا حرب بعد اليوم” . والأنكى من ذلك أنه إضافة لحروب “إسرائيل” على العرب زادت حروب العرب الداخلية دولاً وطوائف وقبائل، وأحزاباً تلبس ثوب السياسة ولا تختلف كثيراً عن الطوائف والقبائل .

الشعب الفلسطيني في هذا المشهد واقع بين فكي مراهنتين، الأولى متشية بوضع إقليمي يخدم أصحابها بمعزل عن خدمة القضية، والثانية أدمنت الدوران في حلقة مفرغة اسمها “عملية السلام”، ولا تمل من المفاوضات التي تستجديها “إسرائيل” فقط لتوحي للعالم أن مفاوضات تجري وأنها لا ترفض السلام . وإذا لم يعد الفلسطينيون جميعاً إلى الخيار الوطني بالأساس مع الترحيب بكل بعد عربي أو دولي يخدم قضيتهم لا أحزابهم، فإن الشعب الفلسطيني المعذّب والمضحي لن يسمح لأي كان أن يتلاعب بقضيته وتجييرها لخدمة مصالح حزبية وطموحات فئوية ومشاريع خفية .

من المؤسف أن يستمر تخريب المصالحة في وقت تصعّد “إسرائيل” حربها التهويدية في القدس، إذ لا يكاد يمر يوم واحد من دون هدم منازل فلسطينية وبناء منازل للمستوطنين . فهل تكفي البيانات المملة التي تصدرها الفصائل مستنكرة شاجبة ومنددة بهذه المخططات؟ العدوان الميداني لا يقاومه بيان، و”إسرائيل” التي تنفّذ مشروعها موحّدة، لا يمكن مقاومتها بفصائل متناحرة وخيارات بائسة . ومن دون وحدة فلسطينية سيكون الجميع مسؤولين عن الكوارث المتلاحقة . الانقسام في حال استمراره، سيشكل ذريعة لكل طرف عربي أو غير عربي يبحث عن ذريعة للتنصّل من واجبه تجاه فلسطين .

إذا لم يستعد الشعب الفلسطيني وحدته الآن، وإذا لم يتوصل قادة القوى جميعاً إلى استراتيجية مقاومة موحّدة، فإن أحداً لن يقاوم نيابة عنهم، خاصة أن قضيتهم تغيب عن أجندات الآخرين خارج حدود فلسطين إلا ما يتعلق بخدمة “إسرائيل” .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required