مفتاح
2024 . الأربعاء 3 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
وفقا لما تتناقله بعض الصحف الاسرائيلية ان الاتصالات متواصلة بين صائب عريقات واسحق مولخو المبعوث الخاص لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لمحاولة ترتيب لقاء بين نتنياهو والرئيس عباس، وان نتنياهو قد وافق على اطلاق سراح خمسة وعشرين اسيرا من الاسرى القدامى وسيطلق سراح ما تبقى من اسرى ما قبل اوسلو حتى نهاية هذا العام.

اذا كان الامر كذلك، ولو كنت مكان الرئيس عباس لما ترددت لحظة في اجراء هذا اللقاء ولقاءات اخرى اذا كان الثمن هو اطلاق سراح الاسرى الذين امضوا اكثر من عشرين عاما في السجون الاسرائيلية.

اقول ذلك وانا على قناعة مطلقة ان عملية السلام التي بدأت في اوسلو قبل حوالي عقدين من الزمان لم تُبقي اسرائيل منها سوى الفتات، وان المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، خاصة في ظل عهد نتنياهو وسيطرة اليمين لو استمرت لقرن آخر من الزمان فلن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم ولن تكون لهم دولة كنتيجة لهذه المفاوضات.

نتنياهو لا يؤمن بدولة فلسطينية في حدود 67، هو لا يؤمن حتى بدولة فلسطينية في حدود الجدار..!! والممارسات الاستيطانية على الأرض تشير الى ان اليمين الاسرائيلي يسير باتجاه التخلص مما تبقى من مخرجات اوسلو.

نتنياهو يريد هذه اللقاءات فقط للايحاء للرأي العام الإسرائيلي وللمجتمع الدولي ان عملية السلام ما زالت تنبض و ان المحاولات للتوصل الى اتفاق ما زالت متواصلة ولا داعي الى اي تدخل او ضغط دولي.

الرأي العام الفلسطيني والمزاج الشعبي هو ضد هذه اللقاءات التي أصبحت بلا معنى ليس فقط بلا فائدة، ومن تظاهر في رام الله وأمام المقاطعة عكس بشكل كبير هذا المزاج، واي لقاء مع الإسرائيليين بغض النظر عن طبيعته ومستواه او مكان انعقاده هو أمر غير محبوب وغير شعبي ان لم يكن مستنكر و منبوذ، خاصة اذا كان بدون نتائج فورية.

لكن، اذا كان ثمن هذا اللقاء الذي يريده نتنياهو هو اطلاق سراح معتقلين امضوا زهرة شبابهم في السجون الاسرائيلية، ليس فقط من الحكمة، بل من الواجب ان يتم حتى وان كان يتناقض مع المزاج الشعبي.

القائد يستمع الى رأي الشعب، يراعي ذلك، ولكنه في النهاية يتخذ القرار الذي يعتقد انه في مصلحة الشعب. هناك شواهد كثيرة في التاريخ على قرارات اتخذها القادة رغم عدم رضى او معارضة شعوبها واتضح فيما بعد انها كانت على صواب.

بن غوريون لمن لا يعرف، عندما طرحت الامم المتحدة قرار التقسيم الغالبية العظمى من القيادات الصهيونية عارضت ذلك، والسبب الرئيسي ان القدس كانت خارج نطاق الدولة اليهودية. قالوا له ان الشعب لن يقبل ذلك وان الشعب يعارض ذلك وان الشعب لا يريد ذلك، قال لهم بن غوريون جملة شهيرة يتعلمونها الان في كليات الحكم والسياسة "انا لا اعرف ماذا يريد الشعب ولكني اعرف ما الذي يخدم مصلحة الشعب". ضغط بن غوريون على المعارضين من قيادة الحركة الصهيونية واجبرهم على قبول القرار الذي رفضه العرب ليتضح فيما بعد انه كان على صواب وقراره كان في مصلحة الشعب اليهودي.

اذا كان ثمن اللقاء هو اطلاق سراح كريم يونس ابن بلدة عارة في المثلث الذي امضى في سجون الاحتلال اكثر من ثلاثين عاما لانه اختطف جنديا اسرائيليا في عام 1980 هو وابن عمه ماهر من اجل اطلاق سراح اسرى فلسطينيين، ان من واجبنا الاخلاقي ان نبذل كل جهد ممكن من اجل اطلاق سراحه.

معظم الاسرى القدامى الذين ربما سيكونون ثمن هذا اللقاء عمرهم الاعتقالي اكبر من العمر الزمني لشبابنا الفلسطيني الذي تظاهر في المنارة وامام المقاطعة والذي انحني احتراما وتقديرا لهم لإسماعهم هذا الصوت الوطني بعيدا عن بعض شعارات التخوين والإساءة المرفوضة والتي سمعت هنا وهناك.

اللقاءات مع الإسرائيليين بلا هدف وبلا نتيجة مرفوضة ويجب ان يتم انتقادها وبشكل علني. لقاء الرئيس عباس مع نتنياهو اذا كان ثمنه الافراج عن المعتقلين القدامى هو من وجهة نظري واجب وطني التهرب منه هو اقل ما يكون سلوك غير مسؤول. اما اذا كان فقط استجابة للضفط الدولي، بلا ثمن وبلا نتيجة، هدفه اشغال الفراغ السياسي فهو مرفوض ويجب ان لا يتم.

* وزير سابق وأسير محرر من قطاع غزة. - szaida212@yahoo.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required