مفتاح
2024 . الأربعاء 3 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
لقد فرض التاريخ المعاصر بنكباته ونكساته على الشعب الفلسطيني الآم التشرد و اللجوء فلا يوجد بلد او مطار الا و قد تصادف فيه فلسطينيا اما عاملا او طالبا او عالما .... الجميل في الأمر انك لن تجد صعوبة بالتعرف على زميلك بالجنسية و المعاناة ، فأن كنت بمطار عربي ستجد ضابط الأمن بنظرته الجدية يتفحص جواز سفرك ان كنت محظوظا او يوجه لك سؤال غريب عن وجهتك مصحوبا بالطلب منك بالأنتظار ضابط المخابرات ان كنت اقل حظا .

يختلف الأمر قليلا في المطارات الأوروبية فأن كنت ذاهبا لأوروبا الغربية فستجد موظف المطار يبتسم لك ابتسامة خبيثة باحثا على شاشة الحاسوب اي معلومة أمنية قد تشكل سببا لتفتيشك او منعك من الدخول .... و اذا كانت وجهتك لأوروبا الشمالية و دولها الأسكندنافية فسترى علامات الحنان في وجه مستقبليك محاولين تعويضك عن عجز العالم في حل قضيتك .

اما امريكا اللاتينية فستكون فيها محظيا بأستقبال الأبطال .... فليس غريبا ان يناديك موظف المطار بأخي او رفيقي محاولا مساعدتك قدر الأمكان و مدخل البهجة و السرور الى قلب تعود على الأنتظار في المعابر و المطارات اكثر من انتظار حبيبة غائبة منذ زمن.

جميل هو ذلك الشعور المتميز الذي يشعره الفلسطيني اثناء التجوال و الترحال و هو شعور بالفخر ممزوج بالألم ... فخرا بأنك أينما ذهبت لا تعامل كغيرك .... فخر بأنك ما زلت متمسكا بهويتك رغم اكثر من نصف قرن من الأحتلال المدعوم من نظام عالمي بوده لو امكن محوك من التاريخ .... فخر يجعل منك منتشيا بنصر و لو وهمي على عالم يتفنن في محاولة تركيعك انت و وشعبك ... و ألما بأن ليس لك مطارا و معبر كباقي الدول لتعامل من يعاملك بأحسن منه لعله يدرك انك انسان مثله .... ألم بأنك في معظم الأحيان تتتبع خط سير الطائرة لترى ان كانت ستمر فوق القدس لعلك تختلس النظر الى مدينتك التي منعك الأحتلال من دخولها ... ألم لزمن منعك فيه العدو و الشقيق من لم شمل عائلتك في تجوالك و حتى في استقرارك.

في رحلتي الأخيرة رأيت الكثيرين متعجبين من ذلك الكبرياء الفلسطيني .... فترى رجلا عجوزا مندهشا و متفحصا لفتاة فلسطينية جالسة بجانبه بالطائرة موشحة بكوفية ترمز لشعب يأبى الهزيمة في طريقها لأحد الدول الأوروبية دالة بعض ملامحها على انها من خليط فلسطيني غربي . و ترى مجموعة من الأشخاص ينظرون بريبة لشاب شرقي الملامح في مطار فينا يرتدي قميصا كتب عليه فلسطين حرة تبين لي انه مقدسي يدرس في احد الدول الأوروبية .....

لم يكن هنالك ما يجبر ذلك الشاب او تلك الفتاة على ارتداء تلك الرموز الوطنية الفلسطينية ... بل ان المنطق يتطلب العكس .... لكننا وحدنا الفلسطينيين نعلم معنى ان تكون فلسطينيا ، معنى ان تبحث عن هويتك حتى في المطارات و المعابر ... ان تشعر بكينونيتك حتى و انت تعاني .... ان تبتسم لعالم يظلمك منذ قرن ليس لتنال رضاه بل لتنتصر على مخططاته ....

لفترة وجيزة ما بعد الأنقسام ظننت اننا فقدنا اجمل ما نملك و هو فخرنا بفلسطينيتنا و لكنني تعلمت من ذلك الشاب و تلك الفتاة ان هويتنا و تضحياتنا اكبر من كل فصائلنا و اننا مهما جلدنا انفسنا فسنبقى اصحاب كرامة و كبرياء يحتاج العالم لعشرات السنين لكي يستوعبها .

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required