مفتاح
2024 . الأربعاء 3 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
عنوان لكتاب جديد حمل في طياته ذكريات كبيرة لمرحلة فلسطينية جسدت قدرا كبيرا من الولاء والاندفاع والالتزام الوطني الأصيل في المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي. مرحلة انقرضت اليوم خاصة بما شملته من تدافع فلسطيني قادم من الشتات نحو الانخراط في مواجهة المحتل على تخوم الوطن وفي مواقع مختلفة بحثا عن نصر مؤزر وانعتاق حتمي من سلاسل الاحتلال.

'حياة غير آمنة' لشفيق الغبرا رواية عكست موجة عارمة من الحماسة التي دبت في عروق الشباب إبان العمل العسكري الفلسطيني الذي انطلق من دول الطوق نحو الوطن في الستينيات والسبعينيات وأوائل الثمانينيات بتطوع كبير لشباب ترك ما جمع من سلطة ومال وانخرط دفاعا عن الثورة والثوار وبحثا عن نصر من الله وفتح رأوه قريبا.

هذا الكتاب الذي جاء ليوثق مرحلة من مراحل العز بدا وكأنه يحمل قدرا كبيرا من الحنين لماض قضى وأيام خلت، وربما حمل معه أيضا مساحة واسعة من الحسرة والتحسر على مفاهيم ومبادئ وقيم باتت نادرة اليوم، حتى أن الجمهور الحاضر لإطلاق الكتاب على قلته بعد صخب رمضاني كبير زال بانتهاء حفل الإفطار وبقي منه من حرص على الإبحار في عالم حياة غير آمنة، بدا متألما متلوعا لغياب مدرسة من الأخلاق الثورية التي لم يبق منها سوى الذكرى.

السرية الطلابية وكتيبة الجرمق ومواقع كمارون الراس وبنت جبيل وبيروت ودمشق وعمان وما بين الجميع من قواعد وقيادات قضت، شكلت عناوين وعناصر لعامل الإثارة في 'حياة غير آمنة' فجمعت بعفوية لوحة طويلة من الاعتداد بالرسالة التحررية والنفس التطوعي والالتزام الثوري.

نسيج الرواية والتعقيب الذي استمعت إليه شخصيا من كل المتدخلين جاء ليحيي شجونا لعصر ذهبي لم أعش وللأسف سوى أيامه الأخيرة وبقاياه وذكراه. لكن الشجون التي بانت وكأنها تحتل صدور الجميع قد اجتاحت في سهرة الإطلاق صدور أبناء الرعيل الأول من الحضور وزملاء الكاتب الذين عاشوا هذه المرحلة في تفصيلاتها.

جميل أن نستحضر الماضي وأن نستذكر دروسه وأخلاقياته ومسلكيته ليس لأننا نؤمن بأن من لا ماضي له لا حاضر ولا مستقبل له فحسب بل لأن كثيرا منا بات يشعر وكأن قطعا ما قد جرى بين التاريخ والحاضر وكأن المقاومة وكما يريد البعض تسويقها قد ولدت اليوم وفي عهده بينما ينكرها على غيره.

'حياة غير آمنة' ربما استحضر الذكرى لكنه قلب المواجع كما يقولون بجدارة وإسهاب تنتهي معه الرواية ولا تنتهي الرغبة في الاستزادة.

لحظة الخوف التي اعتلتني وربما العتب الذي انتابني كانت عندما أخفق الكاتب في معرفة إحدى قيادات الرعيل الأول والجيل المؤسس، وذلك بعدما قال إنه وفي إعداده للكتاب قد بحث ومحص وتحقق من أبحاثه وإنه قد أجرى الكثير من اللقاءات وقضى وقتا كبيرا بالتأكد من المعلومات لفترة زادت عن أربعة أعوام قال فيها إنها كانت الأكثر إجهادا بالنسبة له من أطروحة الدكتوراة مع فارق عاطفي كما قال بين الاثنين.

لا أخفي أن هذه الثغرة قد أخافتني من مدى مصداقية البحث وتفاصيل الرواية خاصة وأنها تعرج على مرحلة السبعينيات التي واكبت العصر الذهبي للقائد المنسي!.

لكن وأمام دماثة الكاتب وخلقه وصدقيته الإنسانية اعتبرت أن الذاكرة والعمر قد خاناه ليس إلا، بينما صدقية الرواية قد تجسدت في رغبتها نقلنا بالفعل إلى حياة آمنة حرة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required