مفتاح
2024 . الأربعاء 3 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

إن الصراع العربي الإسرائيلي ترك آثاره السلبية على حركة المواطنين الفلسطينيين وتهجيرهم خارج الوطن، فمع الحرب العربية الإسرائيلية الأولى في سنة 1948 هجر ما يقارب 750 ألف فلسطيني عن أرضهم وأصبحوا لاجئين بين عشية وضحاها.

ومن بين السكان الذين عانوا تجربة اللجوء ما بين 000, 40 ألف إلى 50,000 من المسيحيين العرب الذين كانوا أكثر من ثلث السكان المسيحيين في فلسطين في سنة 1948 , وفي مدينة القدس كان مجمل السكان المسيحيين في العام 1944 يتجاوز 30,000 فردا , أصبحوا سنة 2009 10,982 فرد فقط اما الان فانخفض العدد الى ما يقارب ال 5000 فرد فقط .

وبفعل سياسة الاحتلال هاجر الكثير من المسيحيين سنة 1967 إلى الاردن والسكن في العاصمة عمان لأنه توفرت الفرص أكثر بكثير منها في القدس. ولا غرابة أن نقول بأن عدد المسيحيين في استراليا اكبر منه في مدينة القدس الشرقية وان عدد المسيحيين الفلسطينيين من مدينة رام الله أكثر بكثير مما هو موجود ألان في مدينة رام الله.

وعلى ضوء ما ذكر اعلاه فانه منذ بدء الاحتلال سنة 1967 وحتى نهاية سنة 2009 كان معدل هجرة الفلسطينيين المتوسط من الضفة وقطاع غزة أكثر من كل سنة 13000 ( 8,000 في الضفة , 5,000 من غزة ) أي أن أكثر من 400,000 إلف مواطن قد تركوا الوطن ما بين 1967 و 2009 . ومن بين هؤلاء ما يقارب الــ 15,000 مسيحي فلسطيني أي أكثر من 15% من مجموع المسيحيين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة .

وان العامل السياسي والذي مثله الاحتلال الإسرائيلي مع ما واكب من ظروف اقتصادية سيئة ومناخ اجتماعي صعب دوره الأساسي في دفع الناس إلى ترك الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويجب التنويه بان الأسر التي تسكن في المدن وذات انتماء للطبقة الوسطى أكثر عرضة للهجرة من الأسر في المناطق الريفية آو في مخيمات اللاجئين . وأشارت الأغلبية من الأسر المذكورة أعلاه أن السبب المباشر الذي دفعهم للهجرة هو الوضع الاقتصادي السيئ والى الظروف السياسية غير المستقرة.

ان تخفيف الهجرة يجب أن يسبقه تحسين الظروف السياسية و الاقتصادية وإيجاد فرص العمل للحد من البطالة, وإقناع المواطن بالثقافة الوطنية.

وعلى ضوء ما ذكر أعلاه, فان العوامل السياسية و الاقتصادية هي وراء هجرة المواطنين وان ينتبه أصحاب الخطاب الديني إلى المشروع الوطني المشترك والذي يشملنا جميعا دون فرق دين أو ملة.... علما بان أرادة الصمود والبقاء ما زالت قوية لدى غالبية الناس عندنا, إلا أن الاستنتاج يقودنا إلى أن الهجرة تزداد في زمن يتميز بانعدام الاستقرار السياسي والذي ينتج عنه عدم استقرار اجتماعي و اقتصادي ولا سيما في العلاقات بين مختلف طبقات وفئات الشعب بما في ذلك الفئات الدينية.

أن المهام الملقاة على عاتق مؤسسات المجتمع الرسمي والأهلي في فلسطين هي منع هذه الهجرة وترسيخ بقاء الفئة و التطلع من خلال إيجاد الوسائل الفاعلة و التطلع إلى هجرة معاكسة أن أمكن ,فهناك حاجة ماسة مشتركة لإيجاد نظرة متكاملة لقضايا الوطن وعمل جاد من قبل المسلمين و المسيحيين معا لمواجهة التحديات المختلفة ..علما بأننا بمختلف طوائفنا المسيحية فالكنائس تتفاعل قدر المستطاع مع احتياجات المجتمع بروح الانفتاح و المحبة و احترام الحياة البشرية دون اعتبار لأية خاصية أو خفية دينية أو غيرها .

وبالإضافة إلى ذلك تشدد كنائسنا في فلسطين على أهمية تحمل المواطن,بغض النظر عن الدين,أعباء ومسؤوليات الحياة العامة إذ ترى في هذا الأمر شهادة للانتماء وللولاء للوطن.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required