مفتاح
2024 . الأربعاء 3 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

قدم المستوطنون عيدية للشعب الفلسطيني بمناسبة عيد الفطر السعيد، فجعلوه سعيدا للفلسطينيين على طريقتهم؛ حرق لعائلة فلسطينية، من أطفال ونساء ب"المولوتوف"، تكسير مركبات على طرق وشوارع الضفة الغربية، حرق لمدخل منزل في قرية فرطعة، وبانتظار مواصلة "هداياهم" بعد العيد.

هدمت دولة الاحتلال مستوطنات كانت قد بنتها بيديها في حالتين؛ الأولى كانت في سيناء كاستحقاق لعملية السلام "كامب ديفيد" مع مصر. الثانية هدمت أكثر من 16 مستوطنة بيديها في قطاع غزة؛ كنتيجة لضغط المقاومة.

مقارنة بالحالتين السابقتين؛ لم تنجح منظمة التحرير بإلزام الاحتلال بإزالة ولو مستوطنة واحدة من الضفة الغربية والقدس المحتلة، كما حصل في سيناء، حيث لم يلتزم الاحتلال بما وقع وتنصل من استحقاقات السلام؛ بل زاد وسرع من سرطان الاستيطان؛ وهو ما يستدعي بالمنطق العلمي مراجعة ما سبق، والبحث عن طرق ووسائل أخرى، وعدم التمترس خلف ما ثبت عدم جدواه مع احتلال لا يحترم ما يوقع عليه.

أكثر من نصف مليون مستوطن يعيثون فسادا في الأرض الفلسطينية؛ من قتل وجرح للمواطنين، إلى طرد الرعاة وقتل وسرقة مواشيهم، إلى مصادرة أخصب الأراضي لصالح توسعة المستوطنات، الى سرقة ينابيع الضفة، والقائمة تطول...

لن استغرب ان أصبحت يوما على خبر حرق مسجد في إحدى مدن وقرى الضفة الغربية من قبل المستوطنين، ولن يكون غريبا أن يقرر المستوطنين غدا من يبقى في الضفة ممن يطرد منها؛ في ظل عدم وجود ما يردعهم ويلجم هجماتهم، والثمن البخس لمواصلة اعتداءاتهم واستيطانهم.

المستوطنون يواصلون تقديم هاديا العيد للفلسطينيين في القدس والضفة الغربية؛ في القدس يطردون المواطنين من منازلهم ويسكنون مكانهم، ووصل الأمر بهم الى فكرة تقسيم المسجد المبارك على غرار المسجد الإبراهيمي في الخليل.

ما يدفع المستوطنين الى مواصلة اعتداءاتهم؛ هو الدعم المتواصل من قبل حكومة "نتياهو"، وحماية قوات جيش الاحتلال، وسهولة حركتهم بكثرة الشوارع الالتفافية التي يسلكونها قرب القرى والدن الفلسطينية، وعدم قدرة المقاومة الشعبية على الحد من اعتداءاتهم، وتسليحهم بالأسلحة النارية...

من باب الاستهلاك الإعلامي، تسارع الإدارة الامريكية الى إدانة حرق عائلة فلسطينية من قبل المستوطنين، ويسارع "نتنياهو" الى استنكار اعتداءات المستوطنين؛ في الوقت الذي لم يقدم ولو مستوطن واحد إلى المحاكمة على خلفية حرق أي من مساجد الضفة الغربية التي احرقوها.

ما يحصل حاليا في الضفة الغربية والقدس المحتلة؛ هو ما حصل مع أهلنا في الأراضي المحتنلة عام 48؛ حيث اخذ المهاجرين اليهود وبدعم من دولة بريطانيا العظمى وقتها بالاستيلاء على الأراضي وإقامة المستوطنات؛ بحيث لم يتبقى من ال 48 إلا النزر اليسير من الأراضي، وبات اليهود مع مرور الوقت هم الأغلبية، وأقاموا دولتهم الغاصبة على حساب معاناة شعب آخر مسالم، طرد وهجر وشرد في منافي الأرض.

ترى هل نبقى ننتظر..! وننتظر..! الى ان يحصل في القدس والضفة الغربية؛ كما حصل مع اخوتنا في ال48ّ؟! أم نقوم بدراسة ما حصل ويحصل بشكل دقيق وعميق، ونستخلص ونستقي العبر منه، ونتحرك على ضوء المستجدات والمعطيات على الأرض، قبل فوات الأوان...؟!

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required