مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

كم مرة على الشعب الفلسطيني أن يصدق قيادتي حركتي “فتح” و”حماس” اللتين وعدتا عشرات المرات، إن لم يكن المئات، بتحقيق المصالحة الداخلية، وأطلقتا تصريحات رنانة بأن إنهاء الانقسام يمثّل استراتيجية لكليهما . فبعد صنعاء ومكة والقاهرة والدوحة والقاهرة مجدداً، لم يعد الشعب الفلسطيني يعلّق آمالاً على تحقيق أي اختراق في المدى المنظور لهذا الملف تبعاً لتشبث كل طرف بمواقفه، وكيل الاتهامات للآخر بالتعطيل والتسويف والمماطلة .

وما زاد طين الانقسام بلة تصاعد المناكفات السياسية والتراشق الإعلامي إلى مستوى غير مسبوق حتى في ذروة الاقتتال . كل منهما يظن أنه يدفع الاتهامات عن نفسه، لكن حقيقة الأمر أنهما يزيدان من قناعة الشعب الفلسطيني أنهما فضلا مصالحهما الحزبية الضيقة على وحدة الوطن ولم شمله من جديد .

لقد أخطأت حماس عندما أوقفت عمل لجنة الانتخابات المركزية في غزة، باعتبار أن فتح هذه المكاتب كان الخطوة الأولى المتفق عليها في جولات القاهرة الأخيرة، على طريق إنهاء الانقسام، كما أن “فتح” تراجعت عما تعهدت به بتشكيل حكومة جديدة تكون مهمتها الإعداد والإشراف على الانتخابات وإعادة إعمار غزة . لذلك فإن طرفي الانقسام مسؤولان عن التعطيل والتسويف وأخذ القضية الفلسطينية رهينة للوصول إلى مآربهما .

لذلك فإنه مع كل يوم يمر يتعمق الانقسام ويتجلى الفصل السياسي بين شطري الوطن، الضفة الغربية وقطاع غزة، وما الحديث الأخير عن إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر وغزة إلا حلقة من حلقات تعميق شطر الوطن وتشطيره وقتل الحلم الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة، الذي لم ولن يتحقق طالما تنسج الأمور على هذا المنوال .

رغم ذلك فإن الحديث عن إجراءات “حماس” الأخيرة في غزة ينبغي ألا تكون ذريعة لإبقاء الحصار، لأنه يجب أن ينتهي فوراً، وكان المفترض أن يتم فتح المعابر مع غزة منذ سقوط النظام المصري السابق، لكن في الوقت نفسه ليس مقبولاً أن تعمل “حماس” مع القيادة المصرية الجديدة على ترسيخ الفصل وتعميقه من خلال مشاريع واستثمارات تجعل من غزة كياناً منفصلاً ومستقلاً بذاته، لأن ذلك يحقق ما يرمي إليه الاحتلال منذ زمن، ما يشكل تدعيماً للتشطير الذي يهدف إليه ويفوّت الفرصة على أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة متواصلة جغرافياً .

فلسطين ليست ملكاً لأي فصيل، بل هي للشعب الفلسطيني الواسع، ولن يكون مقبولاً أن يتصرف أي فصيل وكأنها مزرعته الخاصة، يفعل ما يحلو له فيها، لذا على الشعب أن يقول كلمته في هذا الانقسام الذي طال الوطن وأرهق الناس، ومثّل فرصة للمحتل ليصول ويجول ويلعب على هذا الوتر لإدامته .

الشعب الفلسطيني خرج إلى الشوارع بعد أن بلغ السيل الزبى في التضييق عليه اقتصادياً، وهو حتماً ستكون له كلمة حقيقية بشأن الانقسام الذي طال ويكاد يتحول إلى وضع دائم، ما سيجبر الفريقين المتخاصمين على الجلوس معاً، لأن غير ذلك يعني انتهاءهما إلى الأبد .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required