مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

القراءة التي قدمها وزير الحرب “الإسرائيلي” لحالة التسوية التي وأدها كيانه منذ إطلاقها، ودعوته إلى ما سماه “انفصالاً” من جانب واحد، عن الضفة الغربية المحتلة، لا تتعدى كونها محاولة للهروب إلى الأمام، من واقع متردٍ على المستوى “الإسرائيلي”، وإحباط المحاولات الفلسطينية لبناء دولة متواصلة جغرافياً - على الأقل- إضافة إلى سعي خبيث لإثارة نقاش لا طائل منه ولا نتيجة، يستثمره وآلته العسكرية في مواصلة تثبيت الوقائع على الأرض .

هذه “التقليعة” الجديدة، وضع باراك عليها من القيود ما يبقي الأراضي المحتلة على حالها، إن لم يكن أسوأ مما كان، بسبب اقتراحه ضم الكتل الاستعمارية الكبرى، واستمرار السيطرة على غور الأردن والمناطق المتاخمة للأراضي المحتلة عام ،1948 وحديثه المغلّف ب”سوليفان” الواقعية والمنطقية باردة الأعصاب، عن “انسحاب” أحادي مما سيتبقى من أرض الضفة المحتلة، إضافة إلى خطبة ود عتاة المستوطنين مجدداً بتطمينهم إلى أنهم يستطيعون البقاء في بؤرهم الاستعمارية، تحت سلطة فلسطينية، ل”فترة تجريبية” .

باراك لم يتحول على حين غرّة، إلى شخص “عقلاني” أو “واقعي بارد الأعصاب” كما يزعم، وليس أدل على ذلك من اعترافه صراحة في المقابلة التي أجراها مع إحدى صحف الكيان أن الأخير “لم يعد دولة فتية”، ومن هذه النقطة يمكن تحليل ما تلا تلك العبارة، من محاولة لإلباس الأمور غير لباسها، فمجرم الحرب التاريخي الذي “يفخر” بسلسلة لا متناهية من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه، يضع كما يزعم “الاتفاق مع الفلسطينيين”، قبل “خطوات عملية من أجل الانفصال” .

ولعل ذلك لا يخفي حقيقة بادية على الأرض، مفادها أن الكيان بدأ مخططه لتقطيع أوصال فلسطين التاريخية، من اليوم الذي أرسى فيه أول كتلة أسمنتية في جدار الضم والتوسع، ومن اللحظة التي صعّد ومستوطنوه الهجمات والعدوان على الفلسطينيين وبيوتهم وزيتونهم ومحاصيلهم الزراعية، ومنذ بدأ كيانه المارق طرح تلك الصيغة المريضة عن “يهودية الدولة”، وما سبق ذلك أو تبعه من خطوات وممارسات وجرائم، لا يتسع المقام لذكرها .

ومهما كان الأمر، فلا شك أن وزير الحرب “الإسرائيلي”، لا يضع، كما غيره من قادة الكيان، في حساباته أو اعتباراته، الشأن والمطلب الفلسطيني، بل يتجاهل هذا الشأن إلى ما هو خارج الحدود، فالهدف الأساسي إصلاح ما تشوه من قناع الكيان الدعائي مع الغرب، كونه يرى في خطة “الانفصال” من مساعدة “ليس أمام الفلسطينيين فقط، وإنما أمام دول المنطقة والأوروبيين والإدارة الأمريكية”، على حد تعبيره .

ومع معرفتنا الجيدة بطريقة تفكير هؤلاء فإن ما أتى عليه في البداية من ذكر الفلسطينيين، ليس إلا لغاية “جمالية” في القول، تخدم دعايته السوداء، لكسب من أتبعهم بالذكر، وخصوصاً الغرب والولايات المتحدة، ناهيك عن الأوساط الانتخابية “الإسرائيلية” التي تنتظر دعاية جديدة تسير خلفها، وإن أنكر المذكور استهداف تصريحاته المعركة الانتخابية المقبلة .

إنها حركة مكشوفة، وهروب إلى الأمام من استحقاقات فلسطينية كثيرة، ومحاولة لإحباط مساعي الفلسطينيين لتجريم وتعرية هذا المحتل، وإسقاط قناعه أمام العالم، لكشف بشاعته وفداحة جرائمه وسياساته، وهي إضافة إلى ذلك محاولة جديدة لسرقة تأييد تناقص كثيراً في العالم، بفعل انكشاف “إسرائيل” المرة تلو الأخرى، وفضح مخططاتها لسرقة التاريخ، وسلب الأرض الفلسطينية، وتهويد مقدساتها، وحصار شعبها، ما يجعل من المنطقي حقيقة أن نرى مثل هذا الرجل الغارق في إجرامه يرتدي لباس “العقلانية” و”المنطقية”، والحقيقة التي نراها أنه لا يزال يرتدي بزة عسكرية ملطخة بدم الفلسطينيين والعرب .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required