مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في أول أيام شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حيث تحتفل مصر بأعياد النصر، خرجت صحيفة (المصري اليوم - 1/10/2012) بالخبر الآتي: »دفعت القوات المسلحة بمعدات جديدة لهدم الأنفاق في مدينة رفح، مساء أمس الأول، فيما نظمت -حماس- أمس، اعتصاماً على الجانب الفلسطيني من الحدود لمطالبة مصر بوقف إغلاق الأنفاق قبل فتح المعابر بشكل كامل« . لا أحد يجهل حقيقة الوضع الذي يعيشه سكان قطاع غزة، في ظل الحصار »الإسرائيلي« الممتد، ليس فقط منذ 2006 بل قبله، والذي أكملت معالمه حرب »الرصاص المصبوب« في نهاية العام ،2008 ولا أحد يجهل أن حاجة الغزيين هي التي اخترعت »الأنفاق« . ولا أحد ينكر ما قد يصاحب هذه »الأنفاق« من مساوئ، ولكن لا يسأل عنها الغزيون، ولا المتعاونون معهم من المصريين، بل يسأل عنها العاجزون عن توفير الحل الذي يريح كل الأطراف، ويوفر للغزيين سبل الحياة، ولو في الحد الأدنى .

وعندما أعلن عن فوز محمد مرسي رئيساً لمصر، ابتهجت غزة، واحتفلت بفوزه، على أساس أن الرئيس المصري الجديد »هو منا وفينا«! ولم يطل الوقت حتى تبين أن سياسة الرئيس »الجديد« الإخواني لم تختلف عن سياسة الرئيس »القديم« صديق بنيامين بن أليعازر، على الأقل بالنسبة إلى الموقف من موضوع قطاع غزة، وبعض المصريين يقول: »ولا بالنسبة إلى غيره« .

يوم 18- 9/2012 وصل إلى القاهرة وفد رفيع المستوى من حركة (حماس) في الداخل والخارج برئاسة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة، وضم كلاً من إسماعيل هنية ومحمود الزهار وموسى أبو مرزوق، وآخرين . وقيل إن المباحثات بين الجانبين اشتملت على ملفات: المصالحة الفلسطينية، والأوضاع الأمنية على الحدود بين غزة ومصر، وقضية الحصار والأنفاق والمعابر . ووصف المتحدث باسم حكومة غزة، طاهر النونو، اللقاءات التي تمت بين أعضاء الوفد والمسؤولين المصريين، بأنها كانت »إيجابية«، مؤكداً أن »اللقاءات ستتواصل لتنفيذ ما نوقش وبحث بين رئيسي الوزراء، لا سيما في ظل نيات إيجابية لدى القيادة المصرية« .

ويبدو أن هذه الزيارة، وهي الثانية من نوعها خلال شهرين، قد أثارت غضب جهتين: سلطة رام الله، وحكومة »تل أبيب« . فبالنسبة إلى الأولى، رأت في هذه الزيارات والمباحثات التي تجري في نطاقها »عبثاً بوحدانية التمثيل الفلسطيني« وحذرت منه . أما بالنسبة إلى الثانية، فلم يظهر ذلك على السطح، لأن الاتصالات التي تتم، حالياً، بين القاهرة وتل أبيب تتم من تحت الطاولة . مع ذلك، فبعد أسبوع من انتهاء الزيارة، أكدت الحكومة المصرية أنها تدرس إقامة ثلاث مناطق حرة في سيناء على الحدود مع غزة . وقال اللواء محمد شوقي، رئيس جهاز تنمية سيناء، إن الحكومة مستمرة في دراسة إقامة هذه المناطق في رفح ونويبع والعريش، موضحاً أنه سيتم البت في إقامة المناطق الثلاث دفعة واحدة خلال العام الحالي . وكان نمر حماد، المستشار السياسي للرئيس محمود عباس، قد أعلن أن مصر رفضت سعي حركة (حماس) إلى إقامة منطقة حرة على الحدود، لكن الحركة نفت ذلك وأكدت أنها تنتظر الرد المصري . أما محمود الزهار، القيادي في الحركة، فنفى أن تكون الحركة قد تقدمت أصلاً باقتراح لإقامة المنطقة الحرة، مشيراً إلى أن الجانب المصري هو صاحب الاقتراح .

تبع هذا السجال تصريح للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، ياسر علي، أكد فيه أنه لا يوجد أي مشروع لإقامة منطقة للتجارة الحرة على الحدود بين مصر وقطاع غزة . وأضاف في مؤتمر صحفي قوله: »هذا الأمر لا يعدو كونه مجرد فكرة طرحتها وسائل الإعلام، ولم يتم بحثه أو مناقشته رسمياً على أي من المستويات، ولن نقبل أي خروق للسيادة المصرية على أرضنا من أي طرف« . ورداً على سؤال عن الاعتصام الذي نظمته حركة (حماس)، قال: »ليس لدى مؤسسة الرئاسة أي تعليق على اعتصام بعض أعضاء حركة (حماس) على الحدود اعتراضاً على هدم وغلق الأنفاق، مؤكداً أن سيناء هي أرض مصرية والسيادة عليها لا تقبل النقاش أو التفاوض من أي جهة مهما كانت« (الخليج - 2/10/2012) .

ويبدو أن الحديث عن المنطقة الحرة، هو كغيره من أحاديث ملء الخانات الفارغة وتعبئة الوقت الضائع، بسبب العجز عن اتخاذ الموقف الصحيح من المسألة . وقد كان السؤال الذي يثيره موضوع أنفاق غزة، ولايزال، هو: لماذا لا يتم فتح معبر رفح بشكل كامل ودائم، فتنتهي الحاجة إلى الأنفاق، ويصبح »المهربون« جميعاً تحت طائلة القانون؟ الكيان الصهيوني هو الذي يمنع ذلك . ولكن هناك من المصريين من يطالب أولاً بإنجاز المصالحة الفلسطينية قبل فتح المعابر . وهذه حجة ساقطة، إذ هل ينتظر الأطفال حليبهم، وينتظر المرضى أدويتهم، وهل ينسى الطلاب جامعاتهم، حتى تنجز المصالحة؟ وبعيداً من حركتي (فتح) و(حماس)، كل الفلسطينيين ضاقوا ذرعاً بالحركتين، ويطالبون بتحقيق المصالحة، ولكن شيئاً منها لا يتحقق، فما العمل؟

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required