مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

الشعار الصهيوني المبكر، الذي لازمت تطبيقاته مراحل إقامة مشروع إسرائيل وتوسعها؛ ينم عن سعي المحتلين الى أن تستحوذ هذه الدولة على قدر أكبر من الأرض، وأن تستوعب في الوقت نفسه، عدداً أقل من أصحاب الأرض الفلسطينيين. وبات هذا الشعار، هو الناظم الأهم، لمنطق الدولة العبرية في موضوع التسوية، وإن كان الأمر يصطدم بوقائع معقدة ومصاعب شتى يمثلها صمود الشعب الفلسطيني على أرض وطنه، واستحالة التوصل الى التسوية وفق هذا المنطق العنصري.

الحركة الصهيونية منذ بداياتها، كانت مسكونة بهاجس المسألة الديموغرافية، بل إن هذه المسألة، الآن، أصبحت تمثل عاملاً مركزياً في تحديد الشكل النهائي لخارطة التسوية، وفق ما يريده المحتلون. وكلما توغل هؤلاء، في عنصريتهم ومضوا في تكريس شكل الدولة الفاشية التي يريدونها؛ تراهم يختلقون لأنفسهم كوابيس وهواجس جديدة. فالمهووسون من شاكلة ليبرمان، الذين لم يكن الدين اليهودي نفسه، إلا جسراً أو مدخلاً لمزاعمهم؛ أصبحت كراهيتهم واضحة حتى لليهود الشرقيين، باعتبارهم شكلاً من أشكال الخطر الديموغرافي الذي يتهدد ثقافة الدولة والمجتمع كما يريدونهما، وأصبح ملموساً تأففهم من "الحريديم" حاملي النصوص الدينية نفسها التي اتكأوا عليها في الأطوار الأولى لمشروع إسرائيل. فهم يتطلعون الى دولة مغلقة على عنصرها الصهيوني الأبيض العلماني، والمغلقة دون العنصر الشرقي قاطبة، سواء كان فلسطينياً أو يهودياً.

وتحت وطأة التحولات الديموغرافية في الأراضي المحتلة عام 48 حسم المتطرفون الأشكناز الصهاينة الأمر، بأن هذه التحولات لا تجري لمصلحة إسرائيل، ودخلوا مرحلة التفكير في مشروع صهيوني جديد، لأن مشروع الدولة بصيغتها القائمة، لم يعد يلائمهم. فإن كان هذا هو منحى تفكيرهم، في حدود أراضي 48؛ ما الذي ننتظره على صعيد التسوية وفق حل الدولتين، أو حل الدولة الواحدة ثنائية القومية؟!

الحل الثاني، لا مجال له على الإطلاق، أما الحل الأول، فهو مستحيل بمنطق هؤلاء الذين يتمسكون بشعار الأرض الأكثر والعرب الأقل. إن الأفق مسدود، بينما الحد الأدنى مما يتوجب علينا أن نفعله، هو البقاء على الأرض صامدين وموحدين. وللأسف، وبسبب عدم تماشي القيادة الفلسطينية مع المخطط الصهيوني وطروحاته الراهنة؛ نواجه اليوم خطرين متزامنين: الخنق الاقتصادي لحياة الشعب الفلسطيني، بالسلبية والحصار والامتناع عن المساعدة في توفير مقومات الصمود والبقاء على الأرض، ويشارك في هذا معظم النظام العربي امتثالاً لأميركا مع الإبقاء على انقسام الكيانية الفلسطينية ومفاعيل انفصال غزة عن الضفة، وهذا ما تفعله "حماس" بمساعدة أوساط إسلاموية عربية. وكيف تفعله؟ تحت شعارات "المقاومة" والطهرانية والمطولات الخطابية ذات الوعود القصوى.

وطالما أن العرب يضنّون علينا بمقومات الحياة، ويساعدون على استمرار قوى الانفصال والقسمة الشائنة التي ترفض المصالحة؛ فإن الصهيونية العنصرية، ستظل مستمرة في سعيها الى أرض أكثر وعرب أقل.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required