مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

تحدثت وسائل الإعلام »الإسرائيلية« ومن أبرزها القناة التلفزيونية الثانية وصحيفة »يديعوت أحرونوت« عن: »خلافات حادّة« بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب إيهود باراك . السبب وفقاً للأنباء، أن الأول يتهم الثاني بتشويه سياسته لدى الإدارة الأمريكية وتحريضها عليه، حتى إنه فكّر بإقالة باراك من الحكومة الحالية . باراك كان قد زار الولايات المتحدة مؤخراً واجتمع مع المعنيين من المسؤولين الأمريكيين، وإضافة لهم اجتمع مع حاكم مدينة شيكاغو الصهيوني اليهودي رام إيمانويل، المسؤول السابق عن العاملين في البيت الأبيض والمقرب من أوباما، ومع مستشار الأمن القومي الأمريكي توم دايلتون، وفي الاجتماعين مع الأخيرين (وبخاصة المستشار) مارس التأليب على سياسات نتنياهو .

مكتب باراك رد على ما تم نشره بالقول »صحيح أن هناك خلافات بين باراك ونتنياهو، ولكن باراك في الخارج يعرض سياسة الحكومة« . بدايةً فإن وزير الحرب »الإسرائيلي« قام بائتلاف مع نتنياهو منذ تشكيل الحكومة وعندما كان رئيساً لحزب العمل . باراك وحفاظاً على هذا التحالف شقَّ حزبه وانفصل عنه عندما صوتت أغلبية اللجنة المركزية للحزب بالانسحاب من الحكومة . بعدئذٍ، قام باراك بتأليف حزب جديد »هعتسمؤوت: وهو حزب صغير، ووفقاً لاستطلاعات الرأي »الإسرائيلية««: فإنه لن يتجاوز نسبة الحسم في الانتخابات التشريعية المقبلة، (أي لن يكون له تمثيل في الكنيست) .

من ناحية ثانية، فإن سياسات كل منهما، متماهية مع سياسات الآخر، إن بالنسبة إلى توجيه ضربة عسكرية »إسرائيلية« إلى إيران، أو بالنسبة إلى التسوية في الشرق الأوسط(مع الفلسطينيين والعرب)، أو الموقف من مشروع ميزانية العام ،2013 فهما أيضاً متفقان على هذه المسألة .

معروف، أن باراك (ومنذ نحو الشهر)، طلع بخطة جديدة للتسوية مع الفلسطينيين عنوانها، »الانفصال أحادي الجانب عن مناطق في الضفة الغربية »وترتكز على إخلاء بضع مستوطنات من تلك التي أقامها المستوطنون خارج سياق الخطة الاستيطانية للحكومة، شريطة موافقة مستوطنيها على الإخلاء، وإبقاء الكتل الاستيطانية الضخمة وضمها إلى »إسرائيل«، والسيطرة العسكرية على مناطق في الضفة الغربية (غور الأردن وقمم الجبال العالية)، ذلك وفقاً لصحيفة »إسرائيل اليوم« 25 سبتمبر/أيلول الماضي، أما المستوطنات الصغيرة التي لاتزال قائمة »خلف الجدار« في الضفة الغربية، والتي يرفض مستوطنوها الإخلاء، فيمكنهم البقاء فيها مدة خمس سنوات ومن ثم يستطيعون التقرير، إذا ما كانوا يرغبون بالبقاء تحت الحكم فلسطيني . وبذلك تكون »إسرائيل«، وفق أقوال باراك، »قد احتفظت ب90% من المستوطنات . بالطبع ستظل »القدس الموحدة: العاصمة الأبدية ل»إسرائيل«« . وتهويد منطقتها يجري على قدم وساق . لا عودة للاجئين، لا انسحاب من كل مناطق العام ،1967 لا سيادة للدولة (الحكم الذاتي في الحقيقة) الفلسطينية على المعابر ولا على الأجواء ولا على البحر ولا على المياه الجوفية، والاستيطان يتواصل ولن يتوقف .

هذا هو مضمون خطة باراك التي هي في حقيقتها نسخة كربونية عن وجهة نظر نتنياهو . قد يختلف الاثنان على بعض القضايا الشكلية (التكتيكية)، لكنهما في المضمون والجوهر متفقان على جميع السياسات التي تنتجها الحكومة الحالية . وهما على مدى ثلاث سنوات ونصف السنة (عمر الحكومة الائتلافية الحالية)، لم يظهر على كل منهما في تصريحاته، تناقضه مع الآخر، فكل منهما صقر (وفقاً لتقييمات البعض من الذين يميزون بين »الإسرائيليين«)، ويُحسبان على الجناح المتشدد في لون الطيف السياسي »الإسرائيلي« .

يُعرف عن نتنياهو تسريباته الإعلامية في الصحافة »الإسرائيلية« بين الفينة والأخرى، بالنسبة إلى العديد من المواقف التي تتخذها حكومته، إذ يدعو أزلامه في الحكومة إلى تسريب أخبار متناقضة عن قضية معينة، فمثلاً بالنسبة إلى تجنيد الشباب من الأحزاب الدينية، تضاربت الأنباء في »إسرائيل« عن موقفه منها، إلا أنه فاجأ الجميع بحل »لجنة تال« المكلفة البحث في سن القانون المتعلق بهذه القضية . التسريبات الإعلامية يمارسها نتنياهو بهدف ممارسة الضغوط السياسية على الأحزاب المتحالفة معه في تشكيل الائتلاف، من أجل أجبارها على التصويت في الحكومة والكنيست لمصلحة القرارات التي يتخذها .

»غضب« نتنياهو على باراك وتسريبه إلى الإعلام، يأتي في هذا السياق، بهدف دعم الأخير انتخابياً على مستوى الشارع، ليتمكن حزبه الصغير من اجتياز نسبة الحسم في الانتخابات المقبلة التي تم تقديم موعدها وليكون شريكه في أي ائتلاف مقبل . نتنياهو يوحي بأن باراك ليس ظله(مثلما يُطلق عليه في »إسرائيل«)، واستطلاعات الرأي تؤكد فوز الليكود في الانتخابات المقبلة . والتصور بوجود خلاف بين نتنياهو وباراك هو مجرد وهم .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required