مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

أصبح مقرراً وبشكل نهائي أن تجري انتخابات الكنيست التاسعة عشرة يوم 22 من شهر يناير/ كانون الثاني 2013 . أسباب كثيرة يمكن للمراقب أن يعزو إليها قرار رئيس الوزراء »الإسرائيلي« بنيامين نتنياهو تبكير هذه الانتخابات التي جرى الحديث عنها أكثر من مرة . لكن هذه الأسباب بعد الغربلة، لا يبقى منها إلا سبب واحد حاسم، هو إصرار نتنياهو على البقاء في الحكم، أي محاولته الحفاظ على »الوضع الراهن« .

من أقوال نتنياهو، يفهم أنه قرر تبكير الانتخابات بسبب فشله في إقناع حكومته وائتلافه بتمرير الموازنة العامة للعام الجديد، والتي انطوت على تخفيضات كبيرة وصلت إلى 5 .3 مليار دولار (وكان منتظراً أن يلحق بها مليار دولار آخر)، وهو ما يعني رفع الضرائب وفرض إجراءات تقشف قاسية تصيب الفقراء ومحدودي الدخل . لكن خبراء يرون أنه كان في استطاعة نتنياهو، لو أراد، أن يقنع شركاءه بالموافقة على هذه الموازنة بالرغم مما انطوت عليه . والمدقق في هذا »المبرر« لقرار نتنياهو، يكتشف أنه رأى أن تمرير هذه الميزانية، بآثارها على جمهور الناخبين، سيجعله يخسر أصواتهم، بمعنى أن خوفه هو الذي جعله يأخذ قرار تبكير الانتخابات قبل إقرار الموازنة .

إلى جانب ذلك، وعندما حاول أن يتحدث عن إنجازات حكومته، وهو يعلن قراره، لم يجد نتنياهو منجزاً حقيقياً يتفاخر به . وقد لخص آري شبيط في (هآرتس- 11/10/2012)، غداة إعلان قرار التبكير، حصيلة إنجازات ولاية نتنياهو بقوله: » . .في عصر عدم الاستقرار الإقليمي، ضمنت حكومة نتنياهو ل»إسرائيل« هدوءاً نسبياً . وفي عصر الأزمة الاقتصادية العالمية لم يعان »الإسرائيليون« ما عاناه غيرهم« . لكنه أضاف: »ولكن ما لم تفعله حكومة نتنياهو، هو التصدي للمشكلات »الإسرائيلية« الأساس . لقد أنفقت ثلاث سنوات ونصف السنة غالية على المناورة والبقاء والمراوحة في المكان، دون اختراق إلى الأمام، إلى مستقبل أفضل« . وهذا يعني أن من يتطلع إلى تحسين الأوضاع الحالية، (وهي أوضاع سيئة تدل عليها الاحتجاجات الاجتماعية في الداخل، ومؤشر العزلة العالمية في الخارج، من خلال العلاقات المتوترة مع الإدارة الأمريكية والفشل في مواجهة الملف النووي الإيراني، وانسداد أفق التسوية السياسيية مع الفلسطينيين)، لن يجد في ولاية نتنياهو، أو في شخصه، ما يلبي هذه التطلعات .

من جهة أخرى، يعزو بعض المراقبين قرار نتنياهو إلى ما يروج عن احتمال عودة رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، إلى الساحة السياسية بعد تبرئته من بعض تهم الفساد التي وجهت إليه، بالرغم من أنه لاتزال هناك قضية لم يبت فيها بعد . وفي هذا الإطار يجري حديث عن تحالف يمكن أن يقوم بين أولمرت وتسيبي ليفني، يعمل له عضو (كاديما) حاييم رامون . ويرى هؤلاء المراقبون أن تحالفاً مثل هذا لو تم سيهدد فرص نتنياهو في الفوز . وكانت صحيفة (يديعوت أحرونوت- 12/7/2012) قد كتبت، في أعقاب انسحاب شاؤول موفاز وحزبه (كاديما) من الائتلاف الحكومي، تقول، إن نتنياهو هو الذي افتعل الخلاف وتراجع عن التفاهمات التي كان تم التوصل إليها على أثر تبرئة أولمرت خوفاً من عودة الأخير إلى قيادة (كاديما) »بوصفه البديل الحقيقي لنتنياهو في الانتخابات المقبلة« . ويبدو أنه لمواجهة هذا الاحتمال، ذكر المعلق في (»إسرائيل« اليوم- 11/10/2012) دان مرغليت، أن النائبة عضوة الليكود تسيبي حوتبيلي، توجهت بشكل رسمي إلى رئيس لجنة الانتخابات، القاضي إلياكيم روبنشتاين، كي يقرر بأن »قواعد العار تنطبق على المدان سواء حسب المواد التي أدين بها، أو حسب الشروحات في قرار المحكمة المخفف، أو وفق ملاحظات القضاة«، وكل ذلك المقصود به منع أولمرت من حق الترشح للانتخابات . وأنهى مرغليت مقاله بالقول: »إن مجرد النقاش في أن يعود إيهود أولمرت إلى الساحة العامة محرج ومخجل ل»إسرائيل«« . كذلك يجري حديث آخر عن تشكيل تحالف ما يسمى (مركز- يسار الوسط) من أحزاب (كاديما والعمل ويوجد مستقبل) بقيادة أولمرت، أو ليفني، أو يحيموفيتش زعيمة حزب العمل . وتحالف كهذا يمكن أيضاً، في رأي بعض المراقبين، أن يهدد فرص نتنياهو .

لكن يوسي فيرتر في (هآرتس- 111/10/1202)، يرى أن نتنياهو واثق من فوزه »لثلاثة أسباب رئيسية: 1) لا يقابله مرشح جدي لرئاسة الوزراء 2) لم تفقد كتلة الليكود اليمين من الحريديين منذ الانتخابات الأخيرة 3) الانقسام في كتلة (اليسار- الوسط) . وكان ألوف بن قد قال في شهر يوليو/ تموز الماضي، في (هآرتس- 26/7/2012): »يوجد فقط زعيم واحد في الساحة السياسية يمكنه أن يقود معسكر الوسط إلى الانتصار على نتنياهو، هو إيهود باراك، هو فقط مزود بسجل سياسي وأمني غني، وعلى علاقات وثيقة مع الإدارة الأمريكية« . غير أن بن وضع شرطين هما: أن يبادر باراك إلى إقامة إطار سياسي جديد، ويستغل التوقيت السليم للخروج من الحكومة . لكن باراك لم يحقق أياً من الشرطين . وتقول استطلاعات الرأي إن حزب باراك لن يجتاز نسبة الحسم!

أما كتلة (اليسار- الوسط) فهي باستثناء حزب العمل، في حالة يرثى لها، كما يرى آري شبيط، لأنها »تصل إلى لحظة حقيقة انتخابات 2013 منقسمة، هزيلة، متوسطة وتافهة« . واعتماداً على استطلاعات الرأي، فإن اليمين يتعزز، ولا منافس لنتنياهو، وتعطي ائتلافه ما بين 66- 68 مقعداً من أصل 120 مقعداً . معنى ذلك، إن صح، أن نتنياهو سيحافظ على »الوضع الراهن«، وعلى كرسيه في رئاسة الوزراء .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required