مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لقائنا مع العالم كله في الجمعية العامة للأمم المتحدة , للتصويت لصالح عضوية غير كاملة لفلسطين , هو لقاء رئيسي و مستمر و لا رجعة عنه , بغض النظر عن السلوك الإسرائيلي الذي يزرع الطريق بالأشواك و بالألغام أيضا , حيث لا يقتصر الأمر على السلوك الإجرامي للمستوطنين ضد أبناء شعبنا بحراسة الجيش الإسرائيلي !!! أو استمرار تصعيد الغارات و الاغتيالات , أو تصعيب حياة الفلسطينيين بسبب الحصار , و الحواجز , و نقاط التفتيش إلى حد الاستحالة , بل الأمر تعدى كل ذلك إلى حد اتهام القيادة الفلسطينية بأنها بهذه الخطوة , أي الذهاب إلى التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة , أنها تتخلى عن السلام , و تقطع الطريق عن المفاوضات بشكل نهائي .

هذا المنطق الإسرائيلي لا يصدقه أحد , حتى أكثر المتطرفين , في انحيازهم لإسرائيل لا يمكنهم أن يصدقوا هذه الاتهامات الرعناء التي تصدر عن نتنياهو , و ائتلافه الأعمى , فالجميع يعلمون أن القيادة الفلسطينية تعاملت مع المفاوضات دائما بجدية عالية , و بأكبر قدر من الالتزام و من أجل أن يظل الطريق سالكا فإن الطرف الفلسطيني نفذ كل الاستحقاقات المطلوبة , و هذه ليست شهادتنا لصالح أنفسنا , بل هذا ما شهد عليه العالم , سواء على مستوى الرباعية , أو الأمم المتحدة أو بقية أطراف المجتمع الدولي , و لكن الطرف الذي لا ينفذ التزاماته هو الطرف الإسرائيلي , بل عن الائتلاف الحاكم حاليا في إسرائيل تنكر حتى للتفاهمات التي جرت بيننا و بين حكومات إسرائيلية سابقة , و أخر التفاهمات مع أولمرت في عام 2008 , و بع أن جاء نتنياهو و شكل هذا الائتلاف تنكر لكل شيء و تنصل من كل شيء , و هكذا أصبحت المفاوضات عقيمة , بلا معنى , بلا نتائج من أي نوع .

الرئيس أبو مازن الذي يخاطب العالم كله بان المفاوضات خيار أساسي لنا , بذل جهدا خارقا لكي تصبح لهذه المفاوضات درجة جدوى بمرجعيات لها هدف , و لها سقف زمني , و لها آليات تنفيذ .

و ذهابنا إلى التصويت في الجمعية العامة , هو في الأساس لتأكيد هذه المرجعيات , و لتأكيد أن المفاوضات لها مرجعيات , و هذا ما يرفضه ائتلاف نتنياهو رفضا قاطعا , هذا الائتلاف الإسرائيلي يضع على عينيه عصابة سوداء حتى لا يرى سوى ما يجيش في أعماقه و يدور في عقله ليس إلا , و هذا المنهج السياسي في التعامل مع الأخريين هو العربدة نفسها , أن لا يرى طرف سوى نفسه , و مصالحه , و ينكر حقوق الطرف الأخر الشريك في القضية و الشريك في السلام و في الهدف .

اعتقد أن الاستعداد للانتخابات المبكرة في إسرائيل سوف تكشف حتما أن هناك أطراف إسرائيلية ليست مصابة بالعمى المصاب به نتنياهو , أطراف تقرأ الصورة جيدا و من زوايا متعددة , و ليس فقط زاوية العربدة و الاستهتار بطرحه الحقائق بالعنف الدموي كما تفعل حكومة نتنياهو .

واجبنا وطنيا أن نعبر هذه اللحظة المخنوقة , و أن نجتاز هذه المخاضة الصعبة , بأكبر مساحة من التوافق , و القدرة على إنتاج الرؤى و البدائل و رفع وتيرة التضامن الوطني , و عدم السماح لأطراف داخليا أن تبقى متربصة بمشروعنا الوطني , و متوهمة أن سقوط المشروع الوطني سيصعد بها إلى القمة !!! هذا وهم كبير يصل إلى حد الخطيئة , و نحن نثق بشعبنا انه عميق في وعيه الجمعي بحيث يتمكن من تجاوز لحظات الصعوبة الراهنة إلى أفق جديد .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required