مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لماذا تجرى انتخابات للهيئات المحلية (البلديات والمجالس القروية) في الضفة الغربية المحتلة؟ وما الهدف منها؟ وهل توفرت لهذه الانتخابات العناصر الضامنة لمنح فرص عادلة لجميع الراغبين أحزاباً وأفراداً في المشاركة؟ وما الهدف من عملية انتخابية مجتزأة، مقتصرة على الضفة من دون القطاع؟ العملية الانتخابية أجريت السبت، في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة، في ظل حسم 179 هيئة محلية بالتزكية، وتأجيل 81 لعدم كفاية أو عدم استيفاء القوائم المرشحة لمتطلبات الترشح، وإجراء الانتخابات في 93 هيئة فقط .

الأرقام تتحدث عن ذاتها، 260 هيئة حسم معظمها وأجلت البقية، والحسم جاء بالتزكية ما يعني في أفضل الأحوال عدم ترشح أحد للمنافسة، أو أنه تم الوصول إلى توافق حزبي محلي ضيق أفرز قائمة موحّدة قد لا تأتي كما يرغب الناخبون، وقد لا تمثل جمهور الناخبين، وفي أفضل الأحوال قد تشكّل على المستوى المحلي رضا جزئياً من الناخبين الذين لم يتمكّنوا من ممارسة حقهم في الاقتراع .

وبعيداً عن هذا المشهد الغريب الذي لا يمثل بشكل عام قوة المشاركة الشعبية الفلسطينية في الاستحقاقات الانتخابية على اختلافها، تبرز مقاطعة حركة حماس لهذه الانتخابات في الضفة، وتنديدها بإجرائها التي رأت أنها جاءت »أحادية الجانب«، وأنها تعزز حالة الانقسام البغيض، لكنها في المقابل لم تبدِ ما يثبت حسن النوايا، والأمر كذلك بالنسبة إلى حركة فتح وقيادة السلطة الفلسطينية في الضفة، باتجاه إنهاء هذا التشرذم والتشتت والانقسام الذي بات »حالة طبيعية«، لا استثناء مَرَضياً بحاجة إلى العلاج العاجل .

في غزة أيضاً خطوات مشابهة، فقبل أيام فقط فوض رئيس الحكومة المقالة مهامه لأحد الوزراء السابقين في حكومته، للتفرغ لقيادة الحركة في القطاع، عقب انتخابه داخلياً على رأسها، وكأن الأمر لا يتعدى كونه إجراء قانونياً ومفروغاً منه، أو شكلياً، ومن دون أدنى اعتبار، أو أي إشارة إلى العمل على استعادة الوحدة بين جناحي الوطن الفلسطيني الممزق بسياسات الاحتلال »الإسرائيلي« وعنصريته .

ما الفرق بين هذا السلوك أو ذاك؟ وما الفرق بين التضييق والملاحقة اللذين تتحدث عنهما حماس، حين تتهم السلطة باستهداف عناصرها في الضفة؟ والتهميش والاستبداد اللذين تنتهجهما في حكمها القطاع؟ ما الفرق بين كلا الإجراءين سوى أنهما يأتيان في سياقين مختلفين، ومن لاعبين سياسيين مختلفين؟

الأسئلة هذه جميعاً نتركها على طاولة من يقولون إن الأمر يهمهم، ونترك معها علامات تعجب واستهجان أكثر بكثير، تجاه ما آلت إليه الحالة الفلسطينية الداخلية، وما يمكن أن يؤدي إليه استمرار هذه الحالة في المقبل القريب من الأيام والأشهر، ونرفقها بمئات نواقيس التحذير والإنذارات من تواصل سياسات الاحتلال تثبيت الوقائع على الأرض، وسلب المزيد من الأرض الفلسطينية، وتجريم كل منادٍ بحق فلسطيني تاريخي ثابت .

كان الأولى نسيان أمر أي انتخابات لا تشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة ككل، وكان المفترض ممن يدينون هذه الخطوة أن يثبتوا حسن النوايا، وصدق التوجه نحو المصالحة ورأب الصدع، ومن هنا كان على الكل الفلسطيني أن يقف ضد هذا التجاذب الفتّاك الذي لا يسهم إلا في مزيد من التمزق والتفتيت، وأن يضغط باتجاه إغلاق ملف الانقسام المقيت إلى غير رجعة، وبعد ذلك لم لا يتوافق الفلسطينيون على انتخابات عامة، رئاسية وبرلمانية ومحلية، لا يختطف حق الشعب في خوضها، لا من خلال توافقات حزبية أو مناطقية ضيقة، ولا من خلال »تزكية« لا تعد بأي حال من الأحوال انتخاباً .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required