جرت الانتخابات المحلية في مدن وقرى الضفة دون قطاع غزة والقدس لاعتبارات موضوعية يوم الـ 20 من تشرين الأول/ اكتوبر الجاري، رسميا قاطعت حركة حماس الانتخابات، وإن ساهمت بهذا القدر أو ذاك في بعض المدن والمواقع، التي تميزت بالتنافس بين الكتل المختلفة خاصة بين كتلة فتح والكتل المنافسة لدعم الكتل الانتخابية المنافسة لفتح بشكل غير رسمي. الانتخابات رغم العراقيل المحيطة بها حصلت، ولم تؤجل كما حصل في المرات الثلاث السابقة. وهناك ما يزيد عن الـ 170 مجلسا قرويا ومحليا فازت بالتزكية نتيجة التوافق بين القوى المؤثرة فيها. غير ان الجزء الاكبر خضع لخيار صندوق الاقتراع، الذي حسم بالمحصلة النتائج، وعكس مجموعة من الدلالات الحزبية والاجتماعية وبالضرورة السياسية. وقبل تحديد التداعيات الملازمة للانتخابات، لا يملك المرء سوى ان يبارك لكل الذين فازوا بالانتخابات في المدن والقرى إن كان بالتزكية أو بالانتخاب, وتثمين جهد لجنة الانتخابات المركزية، التي رعت عملية انتخابية نزيهة وشفافة، حيث لم تسجل مخالفات كبيرة فيها. غير ان الانتخابات كشفت مجموعة ملاحظات لا بد من الانتباه لها، وقراءتها بدقة من قبل القوى السياسية والاجتماعية العاملة في الساحة، لاستخلاص العبر والدروس منها، من ابرز الملاحظات الايجابية والسلبية، التي يمكن تسجيلها، هي:
ما تقدم يمكن اعتباره البعد الايجابي في الانتخابات. لكن الانتخابات كشفت عورات عدة، منها:
هذه وغيرها من الانعكاسات السلبية، التي رافقت الانتخابات المحلية. والتي تحتاج الى دراسة جدية من قبل فصائل العمل الوطني للاستفادة من دروسها. فضلا عن ذلك، فإن اجراء الانتخابات في هذا الوقت بالذات لم يكن صحيحا، لأن هناك قوى اقليمية ودولية دفعت ودعت وحرضت لاجراء الانتخابات المحلية لاكثر من اعتبار، منها: اولا، تعميق الانقسام داخل الصف الوطني، لا سيما وان حركة حماس اعلنت عن رفضها اجراء الانتخابات، وذلك للتهرب من استحقاق المصالحة الوطنية، وتحميل حركة فتح المسؤولية عن التفرد باجرائها في الضفة دون القطاع والقدس؛ ثانيا، العمل على تعميق الانقسام داخل حركة فتح نفسها، والسعي لتمزيق الحركة، تمهيدا للمرحلة القادمة؛ ثالثا، التعامل لاحقا مع ممثلي المجال المحلية والبلدية والقروية، كممثلين لجماهير المدن والبلدات والقرى، واستبدالها عن السلطة الوطنية وممثليها، وبالتالي استبدالها عن ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية، وادخال ممثلي المجالس المحلية والبلدية في نطاق العملية السياسية، ما قد يعيد الامور لخيار روابط القرى أو اسوأ من ذلك. وفق ما اعتقد المرء، وعلى اهمية ما حصل، لم تكن القيادة الرسمية في عجلة من امرها باجراء الانتخابات المحلية. ومع ذلك عليها التنبه الآن للاخطار، التي قد تنجم عنها لاحقا، الامر الذي يفرض تعزيزا لدور الرقابة السياسية على المجالس المختلفة لحماية الذات الوطنية من التداعيات الاخطر. وعلى فصائل منظمة التحرير في ضوء التجربة المرة وهزيمتها النكراء في الانتخابات المحلية، رغم ادعاء بعض القيادات بتحقيق نتائج «ايجابية» التفكير مليا بدورها وسياساتها وآليات عملها، وحتى بقياداتها ومصداقيتها في اوساط الشعب العربي الفلسطيني، والعمل على احداث تطور غير مسبوق في هياكلها وابنيتها التنظيمية وبرامجها السياسية وعلاقتها بالمواطن ومصالحه الخاصة والعامة، وعلاقة كل ذلك بقدرتها على الاقتراب اكثر فأكثر من هواجس وآمال وطموحات المواطنين الوطنية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والتربوية ? الثقافية. للانتخابات المحلية دلالات سياسية واجتماعية وحزبية كبيرة، يا حبذا لو كل قائد ثم كل فصيل والفصائل كلها مجتمعة والمستقلين عموما يفكرون مليا بالنتائج والعبر والدروس لاستخلاصها والاستفادة منها .. لان مرور تجربة الانتخابات دون المراجعة، بحد ذاته يعتبر هزيمة اضافية .
اقرأ المزيد...
بقلم: ريما كتانة نزال
تاريخ النشر: 2018/7/23
بقلم: جهاد حرب
تاريخ النشر: 2018/5/12
بقلم: وكالة معا الاخبارية
تاريخ النشر: 2018/5/2
لنفس الكاتب
تاريخ النشر: 2013/3/12
تاريخ النشر: 2013/3/7
تاريخ النشر: 2013/1/12
تاريخ النشر: 2012/11/21
|