مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

هل كان رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو يخشى فعلاً أن يفوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الانتخابات؟ وما الذي دفع إلى مثل هذه الدعاية الانتخابية المجانية في أوساط صحافة الاحتلال، عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟ وكيف يمكن لنتنياهو أن يخشى فوز أي مرشح كان، حتى لو كان من “حزب الشاي«، وهو وكيانه لم يخسرا يوماً دعم الولايات المتحدة؟

صحافة الكيان تزعم أن نتنياهو أوغر صدر أوباما بدعمه المعلن لمنافسه الجمهوري ميت رومني، وبعضها تحدث عن إمكانية مستبعدة لمثل هذا، لكن الأمر في المحصلة النهائية يتعدى هذه الحركة المكشوفة، إلى ما هو أبعد منها بكثير، فمن ناحية تستجدي الدعاية هذه “عطف”أوباما، وتوحي له بشيء من “إبداء الندم”تجاه دعم نتنياهو لرومني، ومن ناحية أخرى، ترفع رصيد رئيس الوزراء “الإسرائيلي”لدى الجمهوريين، إذ إنها تبدي دعماً “على المكشوف”لهم .

نتنياهو ومن خلفه كيان الاحتلال والاقتلاع والعنصرية، لا يخشى، والأصل ألا يفكر في الأمر حتى للحظة، من تحول على مصير كرسي المكتب البيضاوي، فهناك في البيت الأبيض تراث والتزام تاريخي بالحليف الأوحد في المنطقة العربية “إسرائيل«، وهناك أيضاً آلية فاعلة تمنع أي هزات ارتدادية، أو حتى أي نوع من اللوم، وإن كان “عتاب الأحباب”.

وحتى إن كان في الأمر جزء من الألف من الصحة - وهذا مستبعد - فإن “إسرائيل”رابحة مع أي رئيس للولايات المتحدة، كما هي العادة، وتحصد المكاسب الانتخابية، وبلا شك الدعم منقطع النظير لسياساتها وجرائمها .

وبعد فوز أوباما بولايته الثانية فإن مجرد الحديث عن تغيير أو تغيّر، أو حتى التفات بشكل أكبر إلى قضايا المنطقة العربية بشكل عام، والقضية الفلسطينية بشكل خاص، يغدو نوعاً من التنجيم، غير المستند إلى واقع أو حقيقة .

ومتى يدرك الساسة هذه الحقيقة، ويضعون منظار القضايا المحقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ليروا من خلاله أي تطور سياسي، فإنهم سيتوصلون إلى واقع يفيد أن السياسة الأمريكية، الخارجية منها تحديداً، لا يصنعها الرؤساء، وإن تحلوا ب”الكاريزما«، أو التأييد الشعبي الجارف، وليس أدل على ذلك من تغير توجهات العديد من الرؤساء الأمريكيين السابقين تجاه قضية فلسطين، بعد تركهم ذاك الكرسي المكبّل بالتزامات ثقيلة تجاه الكيان .

على العرب عموماً والفلسطينيين خصوصاً النظر إلى العلاقة مع الولايات المتحدة من منظار قضاياهم ومصالحهم، إذا أرادوا تحقيق تغيير فعلي على السياسة الخارجية الأمريكية، وتوجهاتها إزاء المنطقة، والتيقن من أن لعبة المراهنة على فوز “س”الديمقراطي، أو “ص”الجمهوري، ليست سوى مجال للتلهي، والتغطية على المرارات التي طالما تجرعوها بسبب مراهنات مماثلة .

نتنياهو لا يلعب هذه اللعبة لغايات تضييع الوقت أو التسلية، لكنه يفتح المجال مجدداً أمام “الأعداء”للانزلاق في متاهتها، من خلال إعلان الدعم المجاني لمرشح على حساب الآخر، وبذلك ينجح ذاك السياسي الماكر في جر الآخرين إلى لعبته الدعائية المكشوفة، والدليل تهنئته العاجلة إلى أوباما، بعد حسم فوزه بولاية ثانية، والقول إن التحالف الاستراتيجي بين “إسرائيل”والولايات المتحدة “أقوى من أي وقت مضى”.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required