مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لا يوجد أدنى مفاجأة بأن يكون هناك خلافات بين مفردات الساحة الفلسطينية، سواء بين فتح وحماس أو بين حماس وبقية الفصائل الفلسطينية، فهذا شيء مألوف وعادي وهو من سنة الحياة ومن طبائع الأشياء (ولو شاء ربكم لجعلكم أمة واحدة) صدق الله العظيم. ولكن المهم كيف تدار هذه الخلافات،بحيث تتداول الأفكار والرؤى والمبادرات دون تحطيم الهيكل كله على رؤوس الجميع.

المعركة الكبرى التي يقودها الرئيس أبو مازن في ميدان الشرعية الدولية، ميدان الجمعية العامة للأمم المتحدة، هي معركة شديدة الأهمية، ومحاولات التصفير والتسخيف التي يلجأ إليها البعض ناتجة عن شعورهم بقصد أو بدون قصد انهم خرجوا من المعركة او اخرجوا أنفسهم من المعركة، دون طائل، دون رؤية مؤكدة!

فماذا سيكون موقف أي فصيل فلسطيني إذا نجح الرئيس أبو مازن في هذه المعركة الكبرى، وأصبحت فلسطين بالنسبة للعالم دولة تحت الاحتلال،وتمحور الجهد الدولي لتحرير هذه الدولة من الاحتلال مقابل الالتزامات واستحقاقات فلسطينية؟

هل يستطيع أي طرف فلسطيني أن يقول لا..لا أريد دولة مستقلة ؟؟

وهل يستطيع أي طرف أن يقول لا أريد لقطاع غزة أن يكون جزءا من هذه الدولة المستقلة؟؟

بالحد الأدنى في العمل السياسي،يجب أن يتعلم جميع الأطراف أن يكون لهم رؤى أبعد كثيرا من اللحظة الراهنة، وكل طرف في الخلاف أو الصراع الداخلي يجب أن يحرص على تبرئة نفسه من الانحرافات التي قد تحدث بدون قصد، أو نتيجة الانفعالات الصاخبة !!! ثم، لماذا هذه الضجة قبل أيام معدودات من موعد التصويت في الجمعية العامة ؟؟؟ ولماذا لم يذهب أصحاب هذا الضجيج المفتعل إلى الإطارات الرسمية، اللجنة التنفيذية، والهيئة القيادية العليا لمنظمة التحرير التي شكلت في نهاية العام الماضي؟ والمجلس المركزي الذي يمكن عقده في ساعات؟؟؟ هذه أسئلة وفرضيات تحتاج إلى أجوبة، وهل هذه الضجة المفتعلة هي غطاء مجاني يقدم للأعداء الذين لا يريدون أن يروا الحق الفلسطيني يتقدم ولو خطوة واحدة على الطريق.

أنا اعرف أن العمل السياسي واسع للغاية، وتستخدم فيه كل العناصر الممكنة، ولكن بشرط ألا تتجاوز العناصر كل الحدود وتصبح في منطقة اللاعودة !!!

وأعتقد أن طريقة (الهمروجة) التي تدار بها الأمور هذه الأيام، من قبل معارضي الرئيس أبو مازن، وهي طريقة لا تظهر على أي أساس موضوعي، لا تفيد أصحابها بشيء، قد يفرح بها الإسرائيليون لبعض الوقت من خلال التشويش على أجواء المعركة الكبرى التي يقودها الرئيس أبو مازن بشجاعة وحكمة ومخاطرة مدروسة!!! ولكن هذه الحملة(الهمروجة) لا تفيد أصحابها بشيء في نهاية المطاف، وأعتقد شخصيا أنه مهما ارتفع صوت الصراخ، ومهما تورط المتورطون في الشتائم والسباب،فإنه لا يصح إلا الصحيح، وأن كل هذا الصراخ الذي يصل لحد الجنون،لن يمنع أصحاب العقول الحكيمة في كل مكان،وفي كل فصيل،من قول الحقيقة،بأنه من الأجدى للجميع أن يقيموا مع شعبهم ومع شركائهم في الوطن جسر لقاء ومحبة وثقة، بدل أن يبالغوا بدون تبصر في مضاعفة الهوة السخيفة بلا جدوى وبلا مبرر...

كلنا نعرف عن يقين، أنه في اللحظات المصيرية الحاسمة، هناك من يخافون أشد الخوف من المصالحة، ولا يريدون الاستقلال، ويتحملون أعباء الحرية، فيفعلون ما بوسعهم لإبقاء الحال على ما هو عليه، والخضوع للأمر الواقع، ولكن تطور الأحداث، وتفاعلات السياسة، وضرورات الشعوب لا يمكن أن تخضع لهذه المعادلات البائسة...

افتحوا عيونكم جيدا للضوء القادم، وافتحوا قلوبكم لكي ترى البشارة قريبا.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required