مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

نعلم أن الأمريكيين، والغربيين عموماً، لا يخضعون المواقف لاعتبارات المجاملة . لذلك لم ننتظر من الرئيس الأمريكي باراك اوباما أن يغيّر موقفاً من الصراع العربي - الصهيوني، ومن مواقفه المتبنية ل “إسرائيل”على بعضها “الجمل بما حمل«، لمجرد أن محمود عباس اتصل به مهنّئاً بفوزه بولاية رئاسية ثانية . لكن حتى لو أراد أوباما تجنّب الخلط بين المجاملة بالسياسة كان بإمكانه أن يجعل المكالمة الهاتفية مع عباس مقتصرة على المجاملات، وأن يؤجّل تكرار موقفه من مسألة توجّه قيادة منظمة التحرير الفلسطينية للأمم المتحدة، إلى مكالمة تالية وتتحمّل الميزانية الأمريكية قيمة فاتورة الاتصال الدولي، في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها السلطة .

أوباما لم يستطع التأجيل، فلربما سبق مكالمته مع عباس اتصال هاتفي من بنيامين نتنياهو الذي جاهر بدعم منافس اوباما، الجمهوري ميت رومني، فدفع بعض السياسيين والمحللين العرب لتمني فوز أوباما، لينضم هذا البعض على بعض آخر يراهن كثيراً على أكثر الرؤساء الأمريكيين توقيعاً لشيكات وعود بلا رصيد، ولو كانت القوانين تشمل الشيكات السياسية لأمضى سيد البيت الأبيض بقية عمره في السجن ومات مديونيراً .

عام 2010 خطب أوباما أمام الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة وقال حرفيا، بعد استفاضته في كلام يشبه الشعر عن السلام وفض النزاعات وحقوق الشعوب “يجب علينا أن ننهل من أفضل ما في نفوسنا . إذا فعلنا ذلك، فسوف نستطيع عندما نعود ونلتقي هنا في السنة المقبلة أن نوقّع اتفاقية تؤدي إلى دخول عضو جديد في الأمم المتحدة- دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة”. قال ذلك وقوبل كلامه بتصفيق متواصل من معظم وفود دول العالم .

الآن، وبعد مرور عامين وليس مرور عام واحد على خطابه، يقف أوباما حجر عثرة أمام ترقية صغيرة لوضع التمثيل الفلسطيني في الأمم المتحدة، فلو كان هذا التمثيل شرطياً لحصل على ما هو أكبر من هذه الترقية بأضعاف .

لذلك لا نطالب أوباما بأن “يخجل”من تهنئة عباس له، ولا من حصوله على جائزة نوبل لسلام لم يفعل لأجله أي شيء، لكننا نطالبه بأن يتذكّر كلامه قبل عامين في الأمم المتحدة، رغم أنه تحدّث حينها عن عضوية دولة فلسطينية مستقلة بعد عام من ذلك الخطاب، في حين يبلغ عباس في 2012 برفضه قبول “دولة غير عضو”في المنظّمة الدولية . ما الذي يريده اوباما وإدارته إذن ما دام يعرقل خطوة متواضعة جداً ولا تشكّل خمسة بالمائة من الحد الأدنى المقبول فلسطينياً؟ .

لا شك أن أوباما يعرف أن المجلس الوطني الفلسطيني أعلن، في ذروة الانتفاضة الأولى، وفي الخامس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني “قيام دولة فلسطين”من خلال ما عرفت ب “وثيقة الاستقلال«، وأصبحت الأوراق الرسمية لمنظمة التحرير الفلسطينية مروّسة ب “دولة فلسطين”التي اعترفت بها معظم دول العالم، وأصبح الراحل ياسر عرفات يحمل مسمى الرئيس«، ويستقبل في معظم عواصم العالم بهذه الصفة .

أسوق هذا التشريح النقدي للمواقف الأمريكية المتساوقة لحد التطابق مع المواقف الأكثر تشدداً في “إسرائيل«، مع عدم الثقة بعملية التسوية منذ نشوئها، لأن النتائج التي كانت متوقّعة منها لدى كثيرين هي استمرار مسلسل التنازلات المجانية الفلسطينية، وهذا ما حصل، وها نحن نشهد رفضاً “إسرائيلياً وأمريكياً وغربياً حتى ل “لا عضوية”فلسطينية في الأمم المتحدة، فكم نحتاج من الوقت للحصول على العضوية إذن؟ . وما دامت عملية التسوية بشروط الحد الأدنى المجحفة مرهونة بقبول “إسرائيلي”لن يتحقّق، فإن على الفلسطينيين بأنفسهم البحث عن طريق بديل، او استعادة طريقهم الأصلي، والعودة للثوابت الوطنية والقومية، وأن يحكّوا جلودهم بأظافرهم، لكن بعد إنهاء الانقسام .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required