مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

علينا ان نعترف، ان حكومة إسرائيل ليست متعجلة وقف الحرب ما لم تحقق اهدافها. وسياسة إيهام الذات، التي يشيعها بعض القادة في محافظات غزة، بقدر ما لها من أثر ايجابي نسبيا، إلا انها تفتقد المصداقية. ومروجوها يعرفون الحقيقة. رغم الشروط الثلاثة، التي حملوها لرئيس وزراء مصر، هشام قنديل، التي توحي وكأن قيادة حركة حماس «حققت» انتصارا» على إسرائيل (يا حبذا لو يحدث ذلك، فهذا ما يتمناه الكل الفلسطيني والعربي وانصار السلام في العالم) وهي: اولا وقف العدوان فورا؛ وثانيا وقف الاغتيالات لقادة حركة حماس والفصائل؛ وثالثا فتح معبر رفح على مدار الساعة ورفع الحصار فورا.. حتى ان السيد قنديل تفاجأ من الرد على المبادرة المصرية، التي شاءت تحريك التطورات للوصول الى هدنة لدرء اخطار العدوان عن ابناء الشعب الفلسطيني في القطاع، وايضا لاعفاء مصر ورئيسها من الاحراج، الذي القت به الحرب في وجهه.

وحينما ابلغ المصريون القيادة الاسرائيلية بشروط حركة حماس، اغلقوا هواتفهم لاحقا في وجه الاتصالات المصرية والقطرية والعربية، لاعتقادهم، ان قادة حركة حماس، لم يستخلصوا العبرة والدرس من الحرب الاسرائيلية. ولم يدركوا انهم تجاوزوا قواعد اللعبة السياسية مع إسرائيل باختراقهم الخطوط الحمراء الاسرائيلية وضمنا الاميركية والاوروبية. معتقدين ان الواقع في المنطقة تغير لصالحهم؟! متجاهلين القراءة المسؤولة لطبيعة المرحلة، التي قامت على قاعدة اساسية عنوانها التفاهم الاميركي - الاخواني على التزام الحكام الجدد بأمن اسرائيل، والالتزام باتفاقيات كامب ديفيد واستحقاقاتها السياسية والاقتصادية والامنية.

كما ان حركة حماس لم تدرك جيدا، ان اسرائيل ليست في عجلة من امرها بطي صفحة العدوان البربري، ما لم يكن الاتفاق متناسباً مع رؤيتها، ومحدداتها او مطالبها المعلنة وهي: اولا تحمل حركة حماس المسؤولية عن ضبط ايقاع العمل المسلح في محافظات غزة؛ ثانيا ضبط ايقاع التواجد في الشريط الممتد على محاذاة الحدود ومداه من 300-400 متر؛ ثالثا عدم السماح بادخال السلاح للقطاع؛ ورابعا عدم تجاوز الخطوط الحمر الاسرائيلية، ومنها عدم تجاوز القذائف او الصواريخ مدى (40) كم. وبالمحصلة الالتزام بما تبناه الاخوان المسلمون من تعهدات، ان شاءت حماس دورا لها في الحل السياسي القادم.

المراقب المتتبع للشروط والشروط المتبادلة، يلحظ ان هناك استعصاء، ما يسمح لدولة التطهير العرقي بمواصلة حربها الهمجية على القطاع. ليس هذا فحسب، بل وتوسيع نطاقها بحيث تأخذ ابعادا اكثر وحشية من خلال الاجتياح البري للقطاع. لان حكومة نتنياهو، وهي تستعد لدخول الانتخابات البرلمانية للكنيست التاسعة عشرة، لا يمكن ان تسمح لحركة حماس، ولا لقيادة الشعب الفلسطيني بتحقيق اي انتصار ولو شكلياً، خاصة ان موازين القوى تميل بشكل فاضح لصالحها مدعومة من اميركا واوروبا.

ومن يعود بذاكرته للخلف، ويستحضر الحرب الاسرائيلية على لبنان في حزيران/ ينونيو 1982، يعرف ان الهدف المعلن، والمبلغ لدول المنطقة والاقليم بما فيها دول عربية عدة ( حافظ الاسد اعترف رسميا انه بلغ بذلك) والاقطاب الدولية، هو ان قوات الجيش الاسرائيلي لن تتوغل اكثر من منطقة الزهراني (اي مدى الاجتياح للبنان لا يزيد على مسافة 45 كم) والوقوف على بوابات مدينة صيدا. ولكن بيغن وشارون مددا عدوانهما فاجتاحا بحربهما القذرة الجزء الاكبر من لبنان بما في ذلك العاصمة العربية بيروت.

إذاً اطمئنان البعض من الفلسطينيين والعرب بان حدود عدوان اسرائيل لا تتجاوز القصف الجوي والبري والبحري، لا سيما ان اميركا واوروبا عندما منحتا نتنياهو الضوء الاخضر لعمليته العسكرية، طالبتاه بعدم توسيع نطاق الحرب، وعدم التوغل في غزة، لا يعدو تمنياً للذات ليس اكثر. لان المطلب الاميركي والاوروبي ليس ملزما لحكومة نتنياهو، لان حدود ومدى العدوان وزمنه كما قال مستشار الرئيس اوباما، بن رودس، تحددها اسرائيل، وما تقبله اسرائيل، تقبله الولايات المتحدة الاميركية. وقادة اليمين تملي عليهم مصالحهم تحقيق انتصار سياسي وامني على الشعب الفلسطيني وقياداته المختلفة. وبالتالي إن لم يتم التوصل الى هدنة جدية او اتفاق وقف اطلاق نار حقيقي، وان بقيت الصواريخ الفلسطينية تصل لعسقلان وبئر السبع وتل ابيب، فإن حكومة اقصى اليمين ستواصل عدوانها البربري موقعة افدح الخسائر بالشعب العربي الفلسطيني في ظل وضع عربي مزر، غير قادر على التأثير في صانع القرار الاسرائيلي ولا الاميركي، رغم الدعوات المقبولة فلسطينيا على اكثر من مستوى وصعيد، التي اطلقها الامين العام لجامعة الدول العربية ووزراء خارجية العديد من الدول في الاجتماع الوزاري الطارىء، ولكن رئيس وزراء قطر، حمد بن جاسم، لخص الموقف العربي، عندما اعلن، ان القادة العرب نعاج، وان حدود المساعدات الممكنة للفلسطينيين لا تتجاوز المساعدات الانسانية.

من الواضح ان قيادة حركة حماس، تريد ان تستثمر دماء الشهداء، ووصول الصواريخ الى تل ابيب وبئر السبع والقدس، ووصول الوفود العربية التضامنية بدءا من رئيس وزراء مصر ووزير خارجية تونس ثم الوفد العربي الرسمي بقيادة الامين العام لجامعة الدول العربية، بما يحقق اهدافها الفئوية الضيقة، غير عابئة بالاخطار المحدقة بالشعب في محافظات غزة. كما ان السيد خالد مشعل، الاكثر واقعية وعقلانية في قيادة حماس. والدكتور رمضان شلح، رئيس حركة الجهاد، يديران المفاوضات مع القيادات الاسرائيلية عبر القيادة المصرية، مع ان الأول لا يملك نفوذا على القادة في حركة حماس في غزة والثاني بحكم علاقات الجهاد الوثيقة مع جمهورية ايران، فانه محكوم بخيارها وتوجهاتها، التي جاءتها الحرب على محافظات غزة هدية من السماء، لانها دفعت اسرائيل لصب جل اهتمامها بمعركتها على جبهة غزة، وبالتالي تراجع الملف النووي الايراني للخلف، وقد يكون الاستنتاج القائل، بان الرئيس اوباما اعطى نتنياهو وحكومته الضوء الاخضر لضرب المقاومة في غزة، كترضية له على عدم طرح شن حرب على ايران ولو الى حين، اي ان الدكتور شلح، سيكون مع رفع سقف المطالب الفلسطينية لوقف العدوان، وابوالوليد غير قادر على الزام جماعته، الامر الذي سيدفع الامور نحو المزيد من التفاقم والتصعيد، الذي لا يمكن تحديد حدوده الان، ولكن في كل ساعة قد تتغير الاهداف التكتيكية للحرب الجارية على محافظات غزة بما يخدم اهداف الائتلاف الحاكم الذي يريد ان يبقى في كرسي الحكم وعلى حساب الاهداف الوطنية وفي مقدمتها راهنا توجه القيادة الفلسطينية للامم المتحدة للحصول على عضوية غير كاملة للدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required